أشرف مروان
...............................................................
| |
أشرف مروان | |
بقلم : غريب المنسى
........................
اللواء الليثى ناصف قائد الحرس الجمهورى السابق فى عهد السادات والشخصية العسكرية التى قامت بحمايته من الانقلاب عليه بعد توليه السلطة.. فيما عرف بقضية مراكز القوة والتى شملت الفريق محمد فوزى وزير الدفاع... والتى سماها السادات ثورة التصحيح .. سقط من شرفة شقته فى لندن فى منتصف السبعينيات من القرن الماضى.. وتوفى .. وقيد الحادث قضاء وقدر.
والفنانة سعاد حسنى سقطت أيضا من شرفة الشقة التى كانت تستأجرها فى لندن عندما كانت فى رحلة علاجية .. وماتت .. وقيد الحادث قضاء وقدر.
والسيد أشرف مروان قتل أيضا على الطريقة الانجليزية المفضلة للمصريين.. لأنه سقط من شرفة شقته فى لندن ومات .. وبموته بدأت التساؤلات وعلامات الاستفهام والغمز واللمز عن سر موته .. والطريقة التى مات بها؟ ومن ورأها ؟ وكعادة المصريين فى الأحكام .. أشارت أصابع الاتهام فقط الى الموساد الاسرائيلى ولاسيما أن القتيل كانت تربطه علاقة قوية بهذا الجهازالاستخبارى الجبار.
والرئيس المصرى حسنى مبارك ينفى علاقة مروان بالموساد وحتى لايفتح ملفات دولته السرية .. وحتى يهدىء الرأى العام ... ويهيىء القضية للنسيان ... ويقيد الحادث ضد مجهول ..... وتستقر الأمور .
وبداية ... لكى نحاول أن نحل لغز هذه القضية لابد أن نعرف من هو المجنى عليه وأيضا من هو المستفيد من قتله؟
من هو أشرف مروان؟
ولد مروان في عام 1945 لأب كان عميدا بالجيش المصرى اسمه أبو الوفا مروان وكان والده يشغل منصب قائد الحرس الجمهورى فى عهد عبد الناصر، وبعد حصوله على بكالوريوس العلوم في عام 1965 عمل بالمعامل المركزية للقوات المسلحة ثم عمل مساعدا لعبد الناصربعد أن تزوج ابنته منى . وبعد وفاة عبد الناصر عام 1970 أصبح المستشار السياسي والأمني للرئيس الراحل أنور السادات. ورأس الهيئة العربية للتصنيع بين عامي 1974 و1979، ثم تقاعد وتوجه إلى بريطانيا حيث عاش فيها كرجل أعمال حتى وفاته.
من هو المستفيد من موته ؟
أولا زوجته .. فأى رجل بوليس محترف لابد أن يضع الزوجة على رأس قائمة الأشخاص المطلوبين للاستجواب وعن طريقها يمكن التعرف على علاقاته الغامضة مع الأخرين .. الزوجة هى الشخصية الأولى التى ستدلنا على حقائق مهمة ستساعدنا فى حل لغز الجريمة اذا افترضنا - والحال كذلك - أنها ليست وراء الجريمة .
ثانيا الموساد .. صدر مؤخراً في لندن كتاب تحت عنوان "تاريخ إسرائيل" للمؤرخ والضابط السابق بالجيش الإسرائيلي أهارون بريجمان وفي الفصل الخاص بحرب أكتوبر/ تشرين الأول يروي المؤلف تفاصيل لم يسبق نشرها عن عملية مخابراتية بالغة التعقيد دارت في الفترة ما بين عامي 1967 و1973 ويقول أهارون بريجمان إنه بعد مضي نحو عامين على حرب يونيو/ حزيران 67 طرق شاب مصري في منتصف العشرينات من العمر باب السفارة الإسرائيلية في لندن وطلب العمل لحساب الموساد. ولأن الطريقة التي تطوع بها هذا الشاب كانت مباشرة وغريبة، لم يستجب له ممثل الموساد في السفارة، لكنه أصر وترك بياناته على وعد بالعودة مرة أخرى. وذكر الكتاب أن مسؤولي الموساد أصيبوا بصدمة شديدة لدى تحققهم من شخصية هذا المتطوع، إذ اكتشفوا أنه مسؤول مصري كبير تربطه صلة قرابة بالرئيس المصري، في ذلك الوقت، جمال عبد الناصر. وجاء في الكتاب أن الإسرائيليين جندوه على الفور، واعتبر فيما بعد أهم جواسيس إسرائيل المصريين، فكان يتقاضى في كل مقابلة له مع ضابط الموساد المشرف عليه مئة ألف جنيه إسترليني. وللحفاظ على سرية شخصية هذا الجاسوس، كان الإسرائيليون يشيرون إليه باسم "الدكتور" أو "زوج الابنة". ولكن لماذا لم يقتله الموساد منذ زمن بعيد ولاسيما أنه يعيش فى لندن منذ مايقرب من ثلث قرن من الزمان؟
ثالثا رجل الأعمال المصرى محمد الفايد .. فى كتابه عن الفايد ذكرالسيد طام باور .. وهو كاتب انجليزى أن سر شقاء الفايد فى بريطانيا بعد شرائه محل هارولدز .. ومرورا بموت ابنه عماد ... وأنتهاء بترك الفايد لبريطانيا واقامته الدائمة فى سويسرا .. وعدم حصوله على الجنسية الانجليزية وغضب الأسرة المالكة عليه ... يرجع فى المقام الأول لخيانة أشرف مروان ....والحكاية كما ذكرها المؤلف كالتالى:
عندما ترك أشرف مروان مصر وهاجر الى بريطانيا فى أوائل الثمانينات لم يخرج منها خاوى اليدين .. فلقد كان يشغل رئيس الهيئة العربية للتصنيع .. ففضلا عن أنه استولى على مبلغ محترم من أموال الشعب المصرى الا أنه كان قد كون علاقات قوية مع سماسرة السلاح ورجال الأعمال الأنجليز... من ضمن هؤلاء الشخصيات التى تعرف عليها قبل مغادرته مصر.. عدنان خاشقجى ومهدى التاجر الأول سمسار السلاح السعودى الشهير والثانى كان سفير حاكم دبى فى بريطانيا وكانت ثروته تبلغ المليارات فى الثمانينات لانه كان يتقاضى عمولة يومية من دخل دولته ..وعن طريق هؤلاء تعرف على رجل الأعمال الانجليزى تينى رولاند.
تينى رولاند أراد أن يشترى الشركة الأم التى تملك محلات هارولدز واسمها - هاوس أوف فيرزر- ولأنه انجليزى كانت كل الظروف مهيئه له للفوز بالعطاء.. ولكنه أخطأ وتصور أن محمد الفايد ليس بالقوة المادية التى تسمح له بمنافسته فى العطاء .. وفى جلسة أخوية مع الفايد أخبره بسعر عطائه الأمر الذى جعل الفايد يضع عطاء أفضل من عطاء تينى رولاند ويفوز بملكية هاوس أوف فيرزر.
تينى رولاند هذا هو الرجل الذى حارب الفايد وصرف حوالى مائة مليون جنيه استرلينى لكى يدمره .. وقد استطاع أن يصيب الفايد فى مقتل عندما اتحد مع أشرف مروان فى فضح الفايد فى وسائل الاعلام الانجليزى ووضعه تحت التحقيق فى صفقة شراء محلات هارولدز وأيضا رفض الحكومة الانجليزية منحه الجنسية الانجليزية الى يومنا هذا على خلفية أنه كذاب فى الأوراق الرسمية الانجليزية.
كان دور أشرف مروان هو القشة التى قسمت ظهر البعير فالفايد كان يدعى أنه ابن باشا مصرى متخصص فى تجارة القطن قبل الثورة ولكن أشرف مروان أثبت بالمستندات للحكومة والصحافة البريطانية أنه ابن عبد المنعم فايد مدرس اللغة العربية فى مدرسة البوصيرى الابتدائيه بمحافظة الاسكندرية.. وأمه هى هانم قطب ابنة أحد فقراء قرية الرحمانية بحيرة.
الفايد رجل لاينسى الاهانة ببساطة ولاسيما أن اهانته فى وسائل الاعلام البريطانية أحالت دون حصوله على الجنسية البريطانية ودخوله البرلمان الانجليزى كما كان يحلم .. وأيضا فتنة أشرف مروان جعلت الاسرة المالكة البريطانية تعامله كالبواب وتحتقره على الطريقة الانجليزية وهى التجاهل التام وكأنه لم يكن والأن يعيش الفايد وقد بلغ عمره حوالى خمسة وسبعين عاما.. فى قصره المنيف فى سويسرا على قمة ثروة تبلغ اثنين مليار جنيه استرلينى.. فاشلا لفقده ابنه فى حادث مدبر ..وأيضا لهزيمته الأدبية فى انجلترا والسبب يعود لأشرف مروان .
الا تتفقون معى أن الفايد له سبب جيد للانتقام من أشرف مروان؟
رابعا مافيا سماسرة السلاح
تجارة السلاح مثلها مثل تجارة المخدرات لها مخاطرها والحل الوحيد لكى تكون سمسارسلاح دولى هو أن تكون مدعوم من دولة .. وعلى ما يبدوا أن السيد أشرف مروان لم يكون مدعوم من أية دولة فى الفترة التى سبقت سقوطه من شرفة شقته.
عدنان خاشقجى أشهر سمسار سلاح عربى يعانى من الافلاس حاليا لأنه كان محميا من النظام السعودى فى فترة الستينيات والسبعنيات وهى فترة مجده ..ولكن عندما نافسه أمراء السعودية خرج من بيزنس سمسارة السلاح وأصبح فقيرا جدا بكل المقاييس.
أن تكون سمسارا للسلاح بدون حماية دولة لابد أن تتعامل مع أجهزة مخابرات .. وأسرار دول .. وعصابات دولية خطيرة جدا .. وهذه هى الخطورة .. أشرف مروان استطاع أن يتعايش مع هذه المافيا لفترة تزيد عن الثلاثين عاما.... ولكن على ما يبدوا أنه وقع فى المحظور ونافس جهة معينة .. فلقى حتفه على الطريقة الانجليزية المفضلة للمصريين ...وهى السقوط من شرفة الشقة.
ولاحول ولاقوة الا باالله
............................
المصادر
هيئة الاذاعة البريطانية
كتاب توم باور - الفايد
مصرنا ©