الاسلام من جديد
..............................................................
بقلم :غريب المنسى
......................
عندما سؤل الكاتب الكولومبى الشهيرجبرائيل جارسيا والذى حول طموح.. وأفكار.. وهواجس أمريكا اللاتينية الى مشكلة انسانية تهم جميع البشر .. والذى حصل على جائزة نوبل فى الأدب عن روايته الشهيرة مائة عام من العزلة ..عن شعوره الشخصى بعد شهرته العالمية .. قال بكل تواضع .. أنا مثلى مثل كل الكتاب المجتهدين .. كلنا حاولنا أن نعبر بطريقة ما أو بأخرى عن مواجع قارتنا .. ولكن الفرق بينى وبينهم أننى عندما كتبت مائة عام من العزلة كان وقتها مناسب لمزاج القارىء وبالتالى تواصل الكلام مع العقل .. ورسخ الكلام فى ضمير القارىء .. وتحولت الى شخصية مشهورة ليس لأننى الأحسن ولكن لأن التوقيت كان دقيقا.
بمعنى آخر.. أنه عندما يلتقى الرجل العاقل صاحب الفكرة مع الزمن فى فترة عصيبة .. ويكون الالتقاء نتيجة دراسة وتفكير وتعب وصبر وأيضا حاجة المجتمع الى الفكرة .. يصنع التاريخ - بضم الميم.
الدكتور نهرو طنطاوى من أولئك الرجال الذين هم على وشك صناعة التاريخ ..فالشعوب الاسلامية وصلت لمرحلة من الحيرة والتشكك لم تصل اليها من قبل .. ونحن فى حاجة الى جهود وأفكاررجل عاقل يربط الحلقات من جديد .. وينورنا ..ويزودنا بما نحن فى أمس الحاجة اليه.
الاسلام من جديد ... أتمنى أن تكون اجابة على كل الأسئلة التى حيرنا فيها السادة الأجلاء شيوخ الموائد ..الذين هم شوشونا وحيرونا وجعلوا من العوام دمية تردد ما يقولون .. وجعلوا من المتعلمين منافقين على أحسن الفروض .. يقولون ما لايفعلون.
أتمنى أن تكون رسالة الاسلام من جديد هى الاجابة على ما يدور فى خواطر الملايين من المسلمين .. وأن تبين لنا بوضوح وببساطة وضع الاقليات فى العالم الاسلامى وحقوقهم وواجباتهم ... ليس من زمن الرسالة أو الماضى السحيق .. ولكن من جديد.
الأقليات فى العالم الاسلامى تعانى ..وهم ليسوا الأقباط فحسب ولكن هم بالأضافة للأقليات الدينية هم فى الواقع الأطفال والسيدات وكبار السن والمعوقون والفقراء المعدمون .
أتمنى أن يكون الاسلام من جديد هو الفكرة التى تلتقى مع الفؤاد فى لحظه شفافة .. فتزيل الغمة وتنور الضمير وتشفى الروح.
أتمنى أن يبين لنا الاسلام من جديد العلاقة من جديد بين الحاكم والمحكوم .. الفقير والغنى .. العليل والسليم .. الذين يملكون كل شىء والذين لايملكون أى شىء.
فى هذه الحالة عندما تلتقى أفكار الدكتور نهرو الاسلامية بعقلية وتفكيرمواطن القرن الواحد والعشرين ..حتما سيكون هناك أملا فى شعوب مسلمة متنورة وليست شعوب مسلمة مستعبدة.
تمنياتى القلبية للفكرة وللرجل بالنجاح .