مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الامريكية عن المركز الامريكى للنشر الالكترونى .. والاراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها
............................................................................................................................................................

 
 

             فى وسط العاصفة : مذكرات جورج تينت ..الجزء الأول
...............................................................

 

جورج تينت

 

بقلم : غريب المنسى
.......................

جورج تينت رئيس وكالة المخابرات الأمريكية السابق وجاسوس الجواسيس كما يطلقون عليه شخصية غير عادية بكل المقاييس .. نشأ فى كوين أحدى ضواحى نييويورك لأسرة يونانية مهجرة الى الولايات المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية .. يكاد والديه يتكلمون الأنجليزية .. ويعتبر هو وأخيه التوأم - طبيب - من الجيل الأول لأسرة تينت الذين ولدوا ودرسوا بالولايات المتحدة.

عندما أختاره الرئيس بيل كلينتون ليرأس وكالة الأستخبارات الأمريكية ذهب صحفى فضولى ليستطلع رأى جيرانه وزملاؤه فى الحى الذى نشأ فيه ... وكان أظرف التعليقات من صديق خفيف الدم عندما قال للصحفى : أن جورج معروف عنه أنه لايخفى سرا.. أما أمه فلقد قالت أنها فخورة بولديها.. بلكنة يونانية .

ركب جورج طريق الترقى السريع لأنه يملك موهبة التبسيط حتى لأعقد الأمور ... فلقد بدء حياته العملية بعد حصوله على درجة جامعية فى العلوم السياسية فى العمل فى مكتب سيناتور كحامل أوراق .. وبسرعة أصبح مدير لمكتب السيناتور .. ولقد رشحه هذا السيناتور للعمل فى مجلس الأمن القومى فى عهد بوش الأب الذى رشحه بدوره - لموهبته - ليكون نائب مدير وكالة المخابرات المركزية .. وبعد عام أصبح مدير الوكالة .. ولم يتعدى عمره الأربعة والأربعين عاما بعد.

لعبت أحداث سبتمبر دورا مهم فى وضع جورج تينت على خريطة الأحداث العالمية وأصبح من الشاهدين على التاريخ فى فترة من أصعب الفترات التى مرت بها الولايات المتحدة..وفى بعض الأحيان ظهر فى صورة لاعب أساسى فى فريق ادارة الرئيس جورج بوش علما بأن طبيعة المنصب تتطلب البعد كثيرا عن الأضواء والاقتراب قليلا من دائرة صنع القرار.. لأن رئيس الوكالة ليس بصانع أومنفذ للقرار السياسى .. ولكنه مترجم معلومات تستخدم فى اتخاذ القرار.
............................

بداية لابد أن نعرف أن منصب رئيس وكالة المخابرات المركزية يأتى كمعظم المناصب الهامة يحمل معه شقين .. الشق الأول هو الأهمية الشخصية والمميزات المعنوية والاجتماعية والمادية  والشق الثانى هو المسؤلية والعمل الشاق لساعات طويلة وفقدان الشخص لحياته الشخصية والأجتماعية وأيضا وهذا هو الأهم والأخطر بالنسبة لمدير الوكالة أنه سيدخل التاريخ بطريقة ما أو بأخرى  ..ولاسيما أن دولته فى حالة حرب ... ونتيجة عمل الوكالة كفريق سيتحمل هو نتيجتها ...سواء كلل هذا العمل بالنجاح أو بالفشل.

فى مذكراته - فى وسط العاصفة -التى نشرت حديثا والتى أثارت جدل وضع جورج تينت فترة خدمته تحت المجهر وبين لنا كيف ان جهود الوكالة كللت بالنجاح فى حرب أفغانستان واسقاط طالبان وطرد القاعدة من أفغانستان ...وأيضا كيف أن الجيش الأمريكى كان دوره فى خطة حرب أفغانستان دورا مساعدا ... ولكن الأمر اختلف كثيرا فى حرب العراق وكيف أنه ووكالته ادرجوا الى حرب لم يحبذوها ...ولم يكونوا يوما من مؤيديها لقلة المعلومات التى تدين العراق ومنها حصوله على أسلحة دمار شامل والتى هى ركن أساسى وقانونى لدفع دولة فى حجم الولايات المتحدةالى دخول حرب غير مضمونة النتائج.

بداية .. اعترف جورج تينت ببعض الأخطاء التى تمت فى عهده وذلك نتيجة طبيعية لكمية المجهود الجبار لعمل الوكالة بعد أحداث سبتمبر...والتى لم تكن مباغته لوكالته كما هو شائع .. فالوكالة كانت متابعة ومتوقعة هجوم من القاعدة ولم يكن السؤال حينذاك هو كيف سيهجمون ؟ ولكن كان متى سيهجمون ؟ 

يقول جورج تينت أنه لمواجهة القاعدة قبل أحداث سبتمبر كانت الوكالة فى أمس الحاجة الى كوادر بشرية وتكنولوجية ومادية لتنفيذ خطة سابقة الاعداد لهزيمة القاعدة وطلبان ... ولكن كان من الصعب عليه اقناع الكونجرس بزيادة ميزانية الوكالة لأن الحديث عن القاعدة فى ذلك الوقت لم يكن شيق ومثير لكى يلفت نظر صناع القانون لخطورة الوضع العام .. ولكن بعد أحداث سبتمبر.. والاحساس بخطورة هذه المنظمة الارهابية .. تمت الموافقة له على ميزانية مفتوحة ساعدته فى فتح جسورتقنية مع جميع أجهزة المخابرات فى العالم وبسخاء .. وأيضا تيسر له شراء قادة قوات التحالف الشمالى فى أفغانستان بما فيهم حميد كرزاى وتشجيعهم معنويا وعسكريا وماديا فى الاطاحة بطلبان .

لأول مرة فى التاريخ الحديث تدخل دولة حرب بخطة من تصميم هيئة جواسيس .. ولأول مرة فى التاريخ الحديث يثبت الجواسيس أنهم قادرون على السيطرة ميدانيا على دولة فى حجم ووعورة أفغانستان ..ولعلها المرة الأولى أيضا أن تنتصر دولة فى حرب فقط بجواسيسها وهذا يرجع لتفانى وصبر وشجاعة الجواسيس الأمريكان .

أيضا .. خصص السيد جورج تينت فصل من القسم الأول فى كتابه لذكر ياسرعرفات وكيف أنه كانت تربطه به صداقة شخصية ولكن عرفات على حد تعبيره كان رجل عنيد وربما ولظروف سنه المتقدمة لم يكن على نفس السرعة مع المتغيرات الدولية المحيطه به ومات عرفات قبل أن يحقق حلمه وحلم شعبه بدولة مستقلة .

من ضمن الشخصيات التى ذكرها أيضا فى مذكراته السيد عمر سليمان مدير المخابرات المصرية ووصفه بأنه مدير جهاز قابل على التعاون وبكفأة ..وذلك لطبيعته كرجل عسكرى من الطراز الأول ..وأيضا كيف أن السيد عمر سليمان مازال يتحمل خطورة حتى يومنا هذا بمد جسور التفاهم بين الفلسطنيين واسرائيل وهو على حد تعبيره عمل صعب وخطر.

فى الحلقة القادمة سنتناول حرب العراق من وجهة نظر جورج تينت وهى الجزء المهم فى مذكراته والتى أثارت الجدل .. وهل هى كانت حرب مدبرة سابقا ؟ أم هى حرب ضرورية. 

 

.....................................................................................

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية