النهب الغربى والشرقى
...............................................................
| |
جورج بوش | |
بقلم :غريب المنسى
......................
من متابعة التاريخ الحديث نستطيع أن نقول وبكل اطمئنان أن السياسى والزعيم المثالى النزيه أصبح أمر نادر بل مستحيل فعبد الناصركان حالة نادرة جدا قلما يجود بها هذا الزمن الاغبر.
اليوم أصبحت حاجة الزعماء الى الماديات أساسية لدرجة انهم يسرقون علنا وبطرق مختلفة وليس هناك فرق فى السرقة بين الزعماء الغربيين والزعماء الشرقيين ففى حالة عبد الناصر كان يعتمد على حب العرب من المحيط الى الخليخ وكان له مشروع قومى جميل وهذا كان يكفيه فمات فقيرا , وعاش فى قلوبنا وسيعيش ..... أما زعماء اليوم فليس لهم آية خلفية جماهيرية يستندون عليها لذلك تراهم يهتمون باأرصدتهم البنكية لأنهم عن طريق المادة قد يشترون الولاء أو بمعنى أدق المادة هى التى تضمن لهم الاستمرار سواء كانوا فى الحكم أم خارجه.
ساأضرب لك مثلا عن كيف يسرق الرؤساء العرب وكيف يسرق الرؤساء الامريكان طبعا تختلف الطرق ولكن النتيجة واحدة وهى حسابات سرية فى سويسرا وقوة مادية ضخمة تمكنه -اى الرئيس - من أن يفرض ابنه كرئيس على شعبه بالعافية فى حالة العرب وبقوة الماديات فى حالة الامريكان.
نبدء المقارنة بالزعماء العرب ففى حالة الملوك السعوديين فهناك قانون يحق للملك أن يحصل على عشرة بالمئه من دخل البترول ...... من الذى وضع هذا القانون الله اعلم؟ ومن الذى وافق عليه؟ لااحد ..... فاذا سلمنا أن انتاج السعودية من البترول تمانية مليون برميل يوميا بسعر سبعين دولارا للبرميل أرجوك أن تقوم بالحساب لتعرف دخل الملك السعودى اليومى طبعا الخالى من الضرائب ولقد قدرت مجلة فوربس الخاصة بتقييم اغنياء العالم الملك فهد عل أنه أغنى رجل فى العالم بثروة تتراوح مابين تمانية وعشرون بليونا وخمسة وثلاثون بليونا.
كيف ينفق آل سعود ثرواتهم ؟ الاجابة.... يشترون بها كل شىء يخطر على بالك من شراء رؤساء دول وحكومات وصحف وقنوات فضائيه او بمعنى أدق يشترون استمرارهم وحمايتهم وهكذا عينى عينك وفى وضح النهار وبكل بجاحة وشعبهم الغلبان لايمكن أن يعترض لان الشعب فى موقف الضعيف والحاكم فى موقف القوة.
أما فى الغرب فالامر يختلف قليلا حتى يتماشى مع الايتكيت الغربى فالسرقة لابد أن تلبس ثياب قانونية .. وعلى ذلك يتفق كل الرؤساء الامريكان ولكن فى حالة جورج بوش الاب الامر يختلف قليلا.
يقول
Carig Unger
فى كتابه
House Of Bush -House Of Saud
حجم الاستثمارات السعودية فى الولايات المتحدة يتراوح مابين اربعمائة بليون الى ستمائة بليون دولار يدير هذه الاستمارات مكاتب استشارية من أقواها وأشهرها على الاطلاق هو مجموعة كرايلى التى يملكها ويديرها شخص مجهول ولكن موظفين المكتب هم نفس الاشخاض الذين تحكموا فى العالم فترة ما أو اخرى منهم جورج بوش الاب جيمس بيكر وزير خارجية امريكا السابق جان ميجور رئيس وزراء بيريطانيا الاسبق -- هؤلاء اللصوص الجدد يلعبون الجيم بذكاء فمثلا يذهب بوش لزيارة صديقه فهد او عبد الله يقوم فهد او عبد الله مثلا بالموافقة على شراء آية استثمارات فى أمريكاعن طريق مكتب بوش - مجموعة كرايلى - ليس حبا فى بوش فقط ولكن مجاملة له وبالتالى يحصل بوش على عمولة قانونية تصل للملايين فى زيارة ناجحة على كل المستويات.
لاشك أن عائلة بوش مرتبطة بعائلة آل سعود ارتباط أعمق من الماديات فعلى المستوى الشخصى هناك حب متبادل وثقة ..ولكن هذا الحب يؤثر على سياسة الولايات المتحدة الامريكية الخارجية فكلنا بشر ودائما اتخاذ القرار النهائى فى يد شخص واحد وهو الرئيس فااذا كانت علاقة هذا الرئيس جيدة بدولة ما وفى هذه الحالة -آل سعود- فان آل سعود فى حماية دائمه من أصدقائهم الامريكان.
هل يعلم رجل الشارع الامريكى ذلك ؟ الاجابة لا
هل يعلم رجل الشارع السعودى او العربى ذلك ؟ الاجابة لا
اذن الحكام كاذبون ولصوص ومخادعون يضعون شعوبهم فى الظلام
أيضا ساعد السعوديين الرئيس الحالى بوش فى اجتيازعقابات مادية واجهت شركته الخاصة بالبترول قبل أن يصبح رئيسا وبالتاكيد لم ينسى هذه المساعدات عندما أصبح رئيسا وهكذا الحال .. شيلنى واشيلك بالبلدى .. ولقد ضربنا مثلا باامريكا فقط ---- قس على ذلك بقية الدول الغربية او العربية التى تحتاجها السعودية فى وقفات سياسية واستراتيجية وبالذات مصر ورئيسها حسنى مبارك ونجله جمال وكيف أن مبارك تشجع وتقوى على أن يورث ابنه السلطة أسوة بعائلة بوش وبناء على تشجيع آل سعود فمصر مبارك الابن ستكون حامية لحدود السعودية وفى الواقع استمرار حكم آل سعود على المدى الطويل.
أتفقنا على أن السرقة واحدة ولكن تختلف الطرق بين الدول طبقا لااسم الدولة ووضعها القانونى وهلى هى غربية أو شرقية ديمقراطية أو ديكتاتورية واتفقنا أيضا على ان الشعوب تعيش فى حالة انعزال تامة عن مايدور خلف الكواليس سواء فى الغرب أو فى الشرق ... تعالوا نتناول الفرق بين النظام الملكى السىء بقيادة السعودية والنظام الجمهورى الاسوء بقيادة مصر وكيف ان مصرمحتمل ان تكون فى طريقها لتكون جموملكية.
هناك فرق كبير بين آل مبارك فى مصر وآل سعود هذا الفرق تاريخى واجتماعى ففى حين ان آل سعود ينتمون الى شبه الجزيرة العربية منذا اوائل القرن الثامن عشر وينتمون الى العشائر البدوية فى هذه المنطقة وهى حجر الاساس للمجتمع السعودى عامة والى آل سعود خاصة وقد بدء آل سعود نظامهم الملكى منذ سنة الف وتسعمائه اثنين وثلاثين .. وأعترف بهم العالم على هذا الاساس الا أن وضع السعودية الاقتصادى والجغرافى والاجتماعى والسياسى والثقافى يختلف كثيرا عن وضع مصر - وأنه لو لم تكن السعودية بثقلها المادى لكانت مصر هى من أول الدول فى المنطقة التى تنعم بالحماية الامريكية الاقتصادية والسياسية والعسكرية - نجد أن آل مبارك فى مصر محدودين اجتماعيا وسياسيا واقتصاديا بالمقارنه وهذا لايمكن ان يكون سببا للتقليد بااية مقاييس.
فااذا اتفقنا جدلا أن النظام الملكى فى السعودية يعتمد على عائلة واحدة وهذه العائلة تمتص ثروة البلد لمصالح شخصية بحته فهذا يؤكد لنا ان النظام الجمهورى بقيادة مبارك فى مصر ليس بااحسن حال فما الفرق بين مبارك وقد تربع على كرسى الحكم زمن طويل ويريد أن يرثه لولده ضاربا بكل الفوارق التى ذكرناها أعلاه عرض الحائط .
اذن نحن امام حالة سرقة واضحة من آل سعود وحالة نصب ملتفة من آل مبارك فى مصر ولك ان تتوصل الى نتيجة مع نفسك أيهما أفضل نظام جمهورى أم ملكى غربى أم شرقى.
لماذا تصر السعودية على زيادة نفقات التسليح سنويا ؟
جلالة الملك - أى ملك سعودى فى الحكم - يهبر عشرة بالمئه من الدخل القومى السعودى لحسابه الشخصى ويبلغ مجموع الدخل القومى من خمسين مليارا الى سبعين مليارا سنويا - حسب سعر البترول - يليه فى الهبر أخيه وولى عهده الامين وزير الدفاع والطيران والانتاج الحربى سمو الامير سلطان وله ميزانية تقدر بحوالى ثلاثين بالمئه من الدخل القومى .
لماذا تصر السعودية على زيادة نفقات التسليح سنويا - ثلاثين بالمائه من الدخل القومى حوالى عشرين مليار دولار- فى حين أن جيشها لايتعدى المائة والخمسين الف جندى ولماذا يتميز الحرس الوطنى عن الجيش النظامى فى الاعداد والتكوين ومن المستفيد من تسليح جيش قال عنه جميع المحللين العسكريين أنه نكته؟
الاجابة ... بكل بساطة هو التحكم فى اقتصاد وبالتالى صناعة القرار فى البلد التى تنتج السلاح وهو فى الغالب الولايات المتحدة أو بريطانيا وشراء الحماية وساضرب لك مثلا على ذلك.
اذا افترضنا أن السعودية تعاقدت على شراء صفقة سلاح من الولايات المتحدة تشمل طائرات مقاتلة حديثة وأجهزة ردار وثمن هذه الصفقة عشرة مليارات دولار ما معنى ذلك ؟ معناه أن هناك مصانع ستنتج هذه الطائرات وهذه المصانع ستحتاج الى عمالة وهذه العمالة ستساعد الاقتصاد المحلى للدولة المنتجة وبالتالى فمن مصلحة الدولة المنتجة أن تشجع السعودية على الاستمرار فى الشراء وأيضا حمايتها لان المصالح مشتركة وهذه هى سياسة آل سعود منذ البداية الى يومنا هذا يشترون الحماية .
ماهو الجيش السعودى على كل حال؟
هناك الجيش النظامى والحرس الوطنى وهم منفصلين تماما من حيث القيادة والتدريب والولاء فالحرس الوطنى يتكون من أبناء القبائل التى تدين بالولاء التام لاآل سعود وحسب كتاب الاستاذ سعيد أبروش فان الحرس الوطنى يتكون من البدو وهؤلاء ليسوا بخطر على الاسرة الحاكمة على الاطلاق بل على العكس فهم المستفيدين من النظام أما بالنسبة للجيش وان كان ليس بمستوى الحرس الوطنى من حيث الثقة فكل القوات الجوية من الاسرة الحاكمة أو من الاسر العريقة وأيضا قيادات الجيش من الامراء.
ناتى لدور السمسرة والكمويشن الذى يتقاسمه افراد الاسرة الحاكمة
مرتب الامير - أو الاميرة - الشهرى عشرون الف دولار وهذا اذا كان أميرا عاديا ولكن الامراء المهمين لهم مرتبات خاصة طبقا لطبيعة أهميتهم وأيضا لان الكمويشن قانونى فمن الصعب أن تجد عقد شراء سلع استراتيجية بما فيها السلاح أومشروع تعميرالا وكان هناك أمير يشرف عليه ويحصل الكمويشن لحسابه الخاص لذلك تجد كل أفراد الاسرة الحاكمة بليونيرات .. بالضبط اذا افترضنا أن الدخل القومى السعودى تورته جميلة على مائدة فى غرفة الحفلات والمدعوين فى طابور طويل كل فى سبيله لتحصيل قطعة فالملك أولا يليه الامراء المهمين - الدفاع ,الداخلية ,الحرس الوطنى ,الخارجية وعندما ياتى الدور على المواطن السعودى الغلبان تكون التورته على وشك الانتهاء.
لذلك فميزان المدفوعات السعودى فى حالة عجز منذ حرب الخليج الاولى ومتوسط مستوى الدخل الفردى انخفض من 17000 دولار سنويا فى اوائل الثمانينات الى حوالى 7000 دولار حاليا فى حين أن افراد الاسرة الحاكمة يتزايد دخلهم الشخصى بالملايين فى خلال تلك الفترة وهذا معناه أن الملك فهد - رحمه الله - قد من المؤمنين بتوزيع ثروة الشعب على افراد الاسرة الحاكمة وكاأن ثروة المملكة ملك شخصى له يتصرف فيه كما يشاء.
يقول الاستاذ سعيد ابروش - وهو صحافى فلسطينى عالمى - تفرغ لكتابة كتاب عميق عن سرقات وسيطرة آل سعود - ويعتبر المرجع الرئيسى لكل الكتاب الغربيين الذين تناولوا موضوع آل سعود - أن الاسرة الحاكمة وفى عهد فهد بالذات كانت تقضى مصالحها بطريقة جديدة وغريبة على الاسر المالكة فى العالم وحتى لاتظهر فى آية دفاتر حسابية فمثلا اخوات الملك فهد السيدات - والمقصود بهم السديرى - عندما يحتاجون مصاريف للفسح يصرف لهم فهد مئة الف برميل بترول يبيعونه فى السوق المفتوحة بعيدا عن أعين الاوبك وهذا الاسلوب استعمله الامير سلطان فى شراء وتجديد أسطول الطيران المدنى السعودى وهكذا فالسرقات والمفارقات الغريبةالتى يطول شرحها تجدها فى كتاب الاستاذ أبروش الاسرة الحاكمة السعودية والصعود الى السقوط .