عمى العزيز أبو حشيش   الفليسوف أبو حشيش   بقلم : غريب المنسى ...................... يردد المصريين حكم شعبية كثيرة بدون ذكر مخترع ومؤلف الحكمة وهذا غبن شديد لحقوق الملكية الأدبية!! ومن ضمن الحكم والأمثال المعترف بها عالميا حكمة " امشى على عدوك معرش ولا تمشيش مكرش" , وقد ذهب البعض فى غياب علم التوثيق لنسب هذه الحكمة لفليسوف دمياطى والبعض الآخر نسبها لفليسوف دمنهورى ولكن للتاريخ وللأمانه هذه الحكمة تعود لعمى العزيز سيد أبو حشيش وهو منوفى . وعمى أبو حشيش رحمة الله عليه كان يؤمن بالحسابات مثل انشتاين ولكن الحظ والصدفة لعبت دور كبير فى اكتشافاته الفلسفية مثل نيوتن تماما !! , ففى يوم من الأيام عندما تزوج عمى أبو حشيش من طنط مديحة أردات طنط مديحة أن تثبت براعتها فى الطهو وقامت باعداد عشاء عبارة عن حلة ملوخية , ولأن نفسها فى الطبيخ رحمة الله عليها كان باتع , فوجىء العم أبو حشيش بجحافل من الجيران يتوافدون على منزله فى حارة القرية يهنئونه على ريحة طشة الملوخيه !! ويطلبون تذوقها , ومنذ ذلك اليوم تشكلت فلسفة عم أبو حشيش المتشككه وتطورت مع الأيام , فقد رأى من خلال هذه الحادثة أن الجيران شر لابد منه وبالتالى فأن التستر من الجيران نعمة كبيرة , ومنذ ذلك اليوم حلف على طنط مديحة بالطلاق والعتاق الا تتطبخ فى الهواء الطلق مرة أخرى وأن تغلق نوافذ المطبخ جيدا عند الطبيخ حتى لاتثير حفيظة هؤلاء الجيران الجوعى والمحرومين . كان العم أبو حشيش رحمه الله متحفظا جدا وكان يفضل عندما يذهب للسوق ويشترى اللحم أن يضعه فى جيوب جلبابه وحتى لايرى الجيران اللحم عند عودته لمنزله ويحسدوه على نعمة هو أهل لها فقط , وهو لذلك لم يضبط فى يوم ما من عمره المديد متلبسا بقول الحمد لله , فهو يرى أن ما حصل عليه من ثراء هو نتيجة مجهوده وتخطيطه وتطبيقه لاستيراتيجية لاعبى البوكر , فهو يبطن غير مايعلن. كان العم أبو حشيش يحب الظهور والفشخرة فقط اذا كانت غير مكلفة وملزمة ويختفى عن الأنظار عندما يكون الهروب ضرورة مرحلية , ففى أى تجمع سواء كان فرحا أو عزاء كان هو وجوقته من المتصدرين , أما اذا كان الأمر لبناء مدرسة أو مستوصف فكان دائما مشغول , وهو يعتبر من مؤسسى علم المبخراتيه والمطبلاتيه التى تساند الرجل الكبير وكان يركز طوال حياته على ضروروة وأهمية أن يكون للرجل الكبير متحدث صحفى وكان رحمة الله عليه من المؤمنين باأهمية اصدار البيانات الصحفية فى الوقت المناسب لتوضيح اللبس بين العوام , ففى عمره المديد لم يجروء أى يسارى فى القرية على اتهامه بالبخل الشديد , فالرجل كان ذو أياد بيضاء حسب كل البيانات الصحفية التى أصدرها مكتبه الصحفى فى هذه الفترة التاريخية . كان رحمة الله عليه مؤمن شديد الايمان بنظرية : " من بره هلا هلا ومن جوه يعلم الله " وهى نظرية مهمة جدا لفليسوف دمياطى فى بداية القرن الخامس عشر بنى عليها وطورها فلاسفة دمنهور والمنوفية ومع تقدم عمره وخبرته آمن عمى أبو حشيش رحمه الله وحتى بدون معرفة ميكافيللى بأنه من المهم على الانسان أن يكون خارجيا مقبول أما داخليا فلايهم كثيرا وهو بذلك يتعبر رحمة الله عليه من أوائل من أرسو علم الانفصام السياسى والاجتماعى , ولذلك فعم أبو حشيش صاحب مدرسة فلسفية ممتدة وترك لنا الكثير من التلاميذ المخلصين المؤمنين بفلسفته العفوية الواقعية. كان عمى الفليسوف الكبير الراحل أبو حشيش يعتبر أن فلسطين هى قضية العرب الأولى وكانت كل تصريحاته تصب فى هذا الاتجاه ولكنه لم يضبط يوميا متبرعا لهذه القضية وكان فى أيامه الآخيرة ممتعضا من حماس على حد تصريح طنط مديحة رحمها الله أيضا مثله , فكان يرى أن شيوخ حماس لايجيدون فنون التمثيل الجيد وبالتالى فأنهم وضعوا كل نظرياته فى موقف التساؤل والهرطقه. رحم الله عمى العزيز السيد أبو حشيش **** فى هذه السلسلة عن عظماء الفلاسفه المصريين سنتناول تاريخيا الرعيل الأول من فلاسفة الهمبكا لنرى بوضوح أن هذا الشعب المصرى العظيم المخلص يسير على درب أباؤه المؤسسين من الفلاسفة بكل صدق وأمانه, فلولاهم ماكنا وصلنا الى هذه المرحلة الفاصلة فى تاريخنا المعاصر, رحمهم الله جميعا, فلقد اجتهدو جهدا عظيما, ونتيجة جهدهم العظيم أننا " حنطس فى الحيطة قريبا جدا!! " 06/11/2014 مصرنا ©