| | | | فليسوف الزمن الجميل
| | الفليسوف أبو حمامة | |
بقلم : غريب المنسى ......................
بعد فترة الحرب العالمية الثانية انتشرت حمى الاستقلال وتقرير المصير فى دول العالم الثالث كما تنتشر النار فى الهشيم , من أمريكا اللاتينية الى أفريقيا مرورا بالمنطقة العربية وكانت مصر حبلى بالتفاعالات الداخلية والاشتياق الى طرد الانجليز والعيش فى استقلال تام , كان واضحا أن المصريين يريدون طرد الاستعمار الانجليزى والعيش الحر تحت قيادة الملك فاروق , فااخلاص المصريين لملكهم المفدى كان آمرا مفروغ منه فى الأوساط العائلية الملكية العربية والأوروبية, وكان ذلك قبل ظهور حركة الضباط الأحرار بفترة طويلة والتى قامت بطرد الانجليز والتخلص من الملك فاروق وبداية عهد جمهورى .
فى هذه الفترة الفاصلة فى تاريخ المنطقة ظهر الفليسوف المصرى الكبير زوج خالتى الشيخ محمد أبو حمامة رحمه الله ونادى بالوسطية حتى فى الغضب من الاستعمار وهو من اطلق المقولة الشهيرة : من يتزوج أمى أقول له ياعمى" وقد كان هذا التصريح بداية لمرحلة جديدة من الفعل ورد الفعل بين المندفعين ثوريا وأيدلوجيا وبين الواقعيين والمؤمنين بالاستقرار ,ويقال أن السادات وعبد الناصر تأثرا جدا بعمى أبو حمامة بطريقتين مختلفتين كما سنرى لاحقا.
مايزعجنى جدا أن النخبة فى مصر تبالغ فى ترديد مقولات صن تزو و فوكوياما و صامويل هنتنجتون ولم تقترب من قريب أو من بعيد من أعمال زوج خالتى الفليسوف الكبير الشيخ محمد أبو حمامة , فهو فضلا عن ارساؤه لمبدأ الواقعية الفلسفية بالمقولة الشهيرة أعلاه الا أنه تفوق على صن تزو فى تاسيس فكر استيراتيجى عسكرى يعتمد على حملات كلامية هلامية موجهة للعدو تفقده اتزانه مع الوقت , وقد تأثر السادات بهذه الفلسفة عندما اقتنع بأن تسعة وتسعين بالمئة من أوراق اللعبة فى يد الولايات المتحدة!! وكان هذا عن اقتناع ضمنى بفلسفة عمى العزيز الشيخ محمد الوسطية الواقعية , وكان عبد الناصر رحمه الله من أشد المعجبين بالشق الاستيراتيجى من فلسفة عمى أبو حمامة رحمه الله , فعندما أعلن عبد الناصر عن صواريخ القاهر والظافر والصواريخ العابرة للقارات التى ستبيد اسرائيل كان يبغى من ذلك أن يفقد اسرائيل توازنها من الخوف على المدى الطويل .
وعندما انهزم عبد الناصر فى حرب سبعة وستين نتيجة تطبيقه الغشيم لاستيراتيجية عمى أبو حمامة رحمه الله وجد المفكرين الغربيين أن العيب لم يكن أبدا فى النظرية ولكن كان فى التطبيق وبذلك برأ الغرب زوج خالتى العزيز من ترويج فلسفة مضروبة تحت تأثير العقاقير وكان لهذا تأثير كبيرا جدا على الحالة النفسية لخالتى سعدية رحمها الله رحمة واسعة وأسكنها فسيح جناته , فقد كانت ترى أن زوجها من كبار فلاسفة عصره وحتى وفاتها رحمها الله كانت مصرة اصرارا عجيبا على سره الباتع فى التخطيط والمناورة ولكنها رحمها الله لم تفصح لنا نحن أقاربها المقربون عن سر بحبوحة العيش وكيف تحول عمى أبو حمامة رحمه الله من مجرد خطيب مسجد حافى الى ثرى من أثرياء عصره .
وكان أكبر دليل على مقولة أنه لاكرامة لنبى فى وطنه هو نعى الكنيست لعمى أبو حمامة رحمه الله رحمة واسعة فلقد أعلن ديفيد ايدجور وهو وزير اسرائيلى بلاوزارة أنه لاخوف أبدا من مصر طالما هى قادرة على انجاب الكثير من هم على شاكلة " أبو خمامة" ..
آه ياعمى أبو لامؤاخذه حمامة وحتى نلتقى ..
06/11/2014
مصرنا ©
| | | |
| | | | |
|
|