مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

المخترقون

 

المشير

 

بقلم : غريب المنسى
......................

تيدى جاكسون مدير محطة المخابرات المركزيه فى أفغانستان ضرب الرقم القياسى فى حجم مبلغ الاكراميات التى وزعها على كل من مر عليه فى مكتبه فى العاصمة كابول , فالرجل وزع ثلاثة مليارات دولار على شخصيات أفغانية من قادة التحالف الشمالى الى أباطرة الحروب المحلية الى المنشقين على طالبان الى قطاع الطرق والمجرمين الى شيوخ القبائل والسياسيين , والوحيد الذى لم يتسلم منه اكراميات كان حميد كرزاى ليس لأنه ليس مخترق لاسمح الله , ولكن لأن حميد يتسلم اكرمياته مع ايميل شكر من مدير المخابرات المركزية رأسا !!

يليه فى رقم الاكراميات القياسى جون ماركوس مدير مكتب الوكالة فى بغداد , فقد وزع الرجل من مكتبه فى المنطقة الخضراء اكراميات فى العراق اقتربت كثيرا من اكراميات زميله فى أفغانستان .

وفى القاهرة وتونس واليمن وغيرها من العواصم العربية يتم توزيع اكراميات من مديرى مكاتب الوكالة فى تلك العواصم على جحافل من المخترقين والمخترقات تحت مسميات وأسباب مختلفه, ولكنها فى النهاية تخضع لبند فى الموازنة العامة السرية للوكالة فى واشنطن يسمى بند: مصاريف اختراق.

الاختراق طريقة فعالة لتقصير المسافات على صانعى السياسات فى الغرب , فالمعلومات التى حصلت عليها الولايات المتحدة فى العراق وأفغانستان وفرت على دافع الضرائب الأمريكى حوالى خمسة أضعاف هذه المبالغ بالاضافة الى حماية كثير من الأرواح الأمريكية التى كانت ستضيع فى حالة عدم وجود هذه المعلومات , اذن مصاريف الاختراق وان كانت مرتفعة نسبيا الا أنها مصاريف تحقق الهدف من انفاقها.

والمخترقون على اختلاف جنسياتهم تبدو سيماهم على وجوههم من شدة الاختراق , تراهم يتسابقون على متاع الدنيا وحب الظهور والفشخرة .. فلافرق بين مخترق أفغانستانى بجلباب وصندل يركب سيارة تويتا حديثة نصف نقل فى طرق أفغانستان الوعرة وبين نظيره المخترق المصرى أو العراقى الذى يرتدى بدلة أنيقة ويركب سيارة مرسيدس حديثة جدا ويتردد على برامج التليفزيون المختلفه لينقل للرأى العام رسالة يرددها كالببغاء وحتى يضمن استمرار مبلغ الاكرامية .

والمخترق ليس بالضرورة جاسوسا , لأن معظمهم عادة ليست لديهم معلومات للبيع , ولكن ممكن أن نطلق عليهم تأدبا أنهم مندوبى تسويق لسلع تحمل عناوين براقة ولكنها مشوشة للرأى العام الجمعى للمجتمع , فحقوق الانسان والديموقراطية وحقوق المرأة والطفل كلها سلع مطلوبة وتدر ربحا كبيرا على هؤلاء المخترقون وترويجها لايقع تحت طائلة القانون الجنائى , فالسلعة تبدو انسانية جدا لايمكنك الا التعاطف مع بائعها ولكنها مسممة عندما تخضع للفحص المجهرى فى معامل التحايل والتلاعب بالكلام والأهداف.

وفى خضم الربيع العربى أصبح من الصعب جدا الفصل بين الجادين والجادات وبين المهرجين والمهرجات والمخترقين والمخترقات , فكلهم أصبحوا من ذوى الأملاك والحسابات والسيارات وأصبحوا زعماء رأى وتوجهات انسانية سامية وحساسية مفرطة تجاه التقاليد البالية العتيقة التى تستخدم مع النساء والأطفال والشيوخ والمرضى وأصحاب الحاجات الخاصة , حتى تكاد تظن لوهلة أنهم ولدوا هناك فى بلاد العم سام من شدة تحمسهم وحساسيتهم وانسانيتهم المفرطه.

الاختراق أصبح ظاهرة زئبقية وطريقة حياة لايمكن اتهام مزاولها بسهولة ولكن يمكن الحد من انتشارها بالتوعية. واياك ثم اياك ثم اياك أن تغضب مخترق .. عملا بالمثل القائل : "من له ضهر لايضرب على بطنه" , فضهرهم جامد وجيوبهم عمرانة والحمد لله الذى لايحمد على مكروه سواه.

*****

خير الكلام : كيف يمكنك أن تحكم بلداً فيه 29 نوعاً من المخدرات ومليون ونص مخترق ؟ غريب المنسى


 



06/11/2014

مصرنا ©

 

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية