مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

فتحى الركن

 

الركن

 

قصة : غريب المنسى
......................

فتحى الركن صول جيش متقاعد لاينطبق عليه أبدا وصف " صول الله فى برسيمه" نشيط وحاسم وذكى وله عقلية مرتبطة بحاسته السادسة وهى ليست بالضرورة اجرامية ولكن يمكن وصفها بأنها عقلية تسبق الأحداث على الأقل بخطوة , بدأ حياته بالتطوع فى الجيش بعدما يأس منه والده!! فبعد أن حصل على الاعدادية الأزهرية بدأت تظهر عليه علامات العفرته, مزق كتب الأزهر المدرسية وكان يعتدى بالضرب على من يناديه بالشيخ فتحى , وانضم لأصحاب السوء فى القرية وبدأ يتعاطى المخدرات والبيرة ومعاكسة حريم القرية حتى يثبت على الأقل للمحيطين أنه "مفتح مش شيخ تربى", وصمم على عدم الذهاب للمعهد الأزهرى مرة أخرى , ولم يكن أمام والده حل آخر سوى أن يدفعه دفعا للتطوع فى الجيش سيما أنه لاينوى أن يساعده فى زراعة النص فدان مصدر رزق الأسرة.

فى الجيش وجد فتحى ضالته المفقودة , فهناك أوامر يصدرها ولايستطيع أحد من الجنود معارضته فيها , وكلما مرت به سنه فى الخدمة زاد فى المرتب والصلاحيات والشرايط على ذراعه , وبدا سعيدا جدا وقنوعا وكأنه خلق لهذه الوظيفه الرسميه المهمة, احتضنه الرائد عباس رئيس عمليات الكتيبه عندما لاحظ أن خطه جميل ولديه القدرة على الرسم والتلوين وضمه لفريق عمليات الكتيبه المكون من الرائد عباس وجندى مؤهلات عليا , ومنذ ذلك اليوم أصبحت تعاملاته مع الضباط والقادة وترك هوسة الجنود ومشاكلهم التى لاتنتهى .

تعمقت الثقة بينه وبين الرائد عباس وصار ذراعه الأيمن فى تحضير الخرائط العسكرية وبيانات التدريبات, وكلما ترقى الرائد عباس كان يأخذه معه فى وظيفته الجديدة وانتهى به الأمر بعد خدمة عشرين عاما صولا فى مكتب عمليات الفرقه , وفى خلال هذه السنوات ولكثرة تعامله مع الضباط والقادة اكتسب صفات الرقى وبدأ يتصرف وكأنه واحدا منهم لذلك أطلقوا عليه لقب الصول الركن .

أكرمه الله بعد رحلة كفاح طويلة بولد وبنت أنهوا تعليمهم وتزوجوا وحج الى بيت الله هو والحاجة أم محمود وأصبح على المعاش مثله مثل كل أصحاب المعاشات المستورين يحمل معه تليفون أندرويد أحدث موديل ومشحون دائما , ينام طول النهار ويظهرعلى المقهى ليلا , والمقهى قريب من منزله ويقع على الطريق السريع بين قويسنا وطنطا , ليستمتع بجلسة أصدقاء الطفوله يحيى القزعه وحنفى الجعان وهى ألقاب مكتسبه من البيئة الشعبية فيحيى كان قصيرا نسبيا وحنفى كان مفجوع دائما ومازال يأكل أى شيىء وفى أى وقت. كان فتحى يسمح فقط لمعارفه المقربين جدا منه من مخاطبته بالركن بينما كان جميع معارفه على المقهى ينادونه بتوحا وهى اختصار لفتحى .

كانت الأخبار على شاشة التلفزيون فى المقهى فى هذه الليلة الشتويه تعرض تقريرا مؤداه أن قطر تمول العمليات الارهابية بالداخل المصرى وأنها وحليفتها تركيا على وشك تجهيز معسكر لتدريب الارهابيين وتزويدهم بالسلاح على حدود مصر الغربية مع ليبيا وأن قطر تقوم بعملية تهريب السلاح الى الداخل المصرى وهذا عمل عدوانى محرم بقوانين الأمم المتحدة ولكن على مايبدو أن قطر مدفوعة بمساندة غريبه من الغرب والصهيونية العالمية لتأجيج الصراعات فى مصر لذلك فهى تتصرف بلاحياء ولا وجل.

ظهر الغضب على وجوه رواد المقهى البسطاء ذلك النوع من الغضب الذى تحسه عندما ترى صعلوكا بارم ديله ,فمعظم هؤلاء الرواد ان لم يكن كلهم لديهم القدرة على استخدام أحدث الأسلحة وكلهم تدريب حكومى وخبراء فى استخدام الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة ولكنهم للأسف خارج نطاق الخدمة .. وبدا على وجوه رواد المقهى غضب كاظمى الغيظ ولم يكن فتحى مختلف فى مشاعره عن باقى خلق الله , فالمصريين على بساطتهم لديهم شعور بالقوة والتحدى لمن يظلمهم أو يتعدى عليهم هذا الاحساس مغطى بطبقات من النكت والقفشات وضغوط الحياة الاقتصادية.

هذه الضغوط الاقتصادية ربما كانت هى السبب الرئيسى الذى دفع هؤلاء الكلاب لشراء بعض ضعاف النفوس من المصريين , فهم يرون جحافل من المصريين تعمل فى دول الخليج فى أعمال متدنية , ولكنهم لايعلمون أن كل هؤلاء البسطاء ينظرون لهذا العمل على أنه خدمة شاقة لفترة معينه ويرسلون أموالهم على قلتها لبناء بيوت وتعليتها الى دور أو دورين سواء كان فى الدلتا أو فى الصعيد , فالمصريين فى معظمهم شعب مكافح وبسيط ومستور ولكنه فرعونى لايقبل الاهانه.

- ايه رأيك ياركن فى موضوع قطر ؟ سأله غانم القهوجى وهو يقدم لهم الشيشه وربع دسته أكواب شاى كشرى..

انتفخت أوداج فتحى وانتفش فى كرسيه وسحب نفس دخان عميق وبدا متقمصا شخصية الجنرال الأمريكى جورج باتون وهو يخاطب جنوده عشية النزول على شاطىء نورماندى..

- العملية بسيطة يارجاله بس احنا عاوزين شوية تن تع ..

- ايه؟ سأله الجعان بااستغراب شديد وبدأت الحيرة على وجه القزعه أيضا ..

انتفش فتحى أكثر وتمدد وتلذذ بجهلهم بهذا المصطلح المختصر وبدا وكأنه مكتشف الانترنت ..

- تن تع ياحمير اختصار لجملة تنظيم التعاون أنا كنت صول قديم فى الجيش وعارف الكلام دا كله..

واستطرد ..احنا ياجماعة داخلين على حرب مختلفه ولازم نغير الاستيراتجية حبتين!! يعنى أقصد ان احنا اللى حندافع عن مصر وقت الجد , احنا الشعب خط الدفاع التانى والتالت لو وصلت العملية لمعسكرات على الحدود وتهريب سلاح بجد .. عليا الطلاق بالتلاته أنا فتحى الركن على استعداد أن أكون وقت الجد قائد عام الدفاع الشعبى لمنطقة الدلتا بالكامل .. خلى بس حد يهوب مننا وده اللى قصدته بتنظيم التعاون ان يكون فيه خط سخن مع الرجالة بتوعنا الكبار فى مصر .

- المشكلة يافتحى ان العملية شكلها حيكون زيتها فى دقيقها .. يعنى مننا فينا !!

- ماهو دا اللى أنا خايف منه !! ولاد الكلب وقعونا فى بعض .. حسبى الله ونعم الوكيل .. بس كل مشكلة وليها حل .. وتبات نار تصبح رماد .. والا ايه رأيك ياحنف؟

- والله عداك العيب وشرخ ياركن .. احنا موجودين وحندافع عن بلدنا وقت الجد واللى حيحاربنا حتى لو كان مننا حيكون هو الخسران ..

- يارب يارجالة الناس دى تعود لرشدها قبل ماندفنهم هنا .. مصر فيها على الأقل خمسة ملايين ركن جاهز ..

- يارب ياركن

*****

انتهت




06/11/2014

مصرنا ©

 

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية