مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

أبو العريف

 

 المنسى

 

بقلم : غريب المنسى
......................

عزيزى قارىء مصرنا , كل عام وحضرتك بخير فنحن الآن فى ديسمبر وعلى وشك استقبال عام 2014 ونتمنى أن يكون عام خير واستقرار وتقدم لمصرنا الحبيبة ولأمتنا العربية والاسلامية والافريقية .. يارب.

سنستقبل العام الميلادى الجديد ومصر لأول مرة فى تاريخها المعاصر منشقة على نفسها وهذا وضع مخيف جدا واذا لم نتلافى هذا الانشقاق بسرعة سننزلق الى حفرة " أنا وانته" وهى حفرة عميقة جدا وحلزونية ومفرغة الهواء وبمراجعة سريعة للتاريخ نجد أنه لم تخرج أى أمة فى التاريخ القديم أو الحديث من هكذا حفرة الا بخسائر مادية ومعنوية عظيمة.

مالذى جعلنا على وشك الهبوط  فى هذه الحفرة الشيطانية؟

 أعتقد - وهذا طبعا من وجهة نظرى المتواضعة - أن لهذا الانحدار سببين :

الأول أن معظم النخبة الظاهرة على السطح مصابة بالعور وهذا معناه أنهم يرون فقط مايخدم وجهة نظرهم متغافلين عن الجانب الآخر من المشكلة , فكما نعلم أن لكل مشكلة بين أى طرفين قصتين مختلفتين تماما ودور المتصدى للمشكلة أن يكون متوازن بين الطرفين حتى يكون لها حلا مناسبا . فالسياسة نسبية وكل طرف لن يخرج بكل طلباته كاملة ولكن ببعض منها يرضى كبرياؤه , فالعور معناه الاقصاء, والاقصاء يدفع للغضب والغضب يدفع للانشقاق والعنف والعمل من تحت الأرض طالما كانت سبل العمل فى وضح النهار موصدة .

أما السبب الثانى الذى جعلنا نسقط فى هذه الحفرة المفرغة والتى لن يخرج منها أى طرف منتصرا هو اتبعنا لنفس طرقنا القديمة فى التشخيص والهروب من الواقع باللوم وتوجيه أصبع السبابة للخصوم السياسيين , ونحن نعتبر من الدول الكبرى فى فن الهروب للامام !! ولدينا خبراء فى كل شىء ولأى شىء وفى كل وقت فنحن أمة " أبو العريف" الذى يفهم فى كل شىء وخصومه لايفقهون أى شىء.

وخروجنا من هذه الكبوة يدعونا للتفكير الموضوعى وتغيير فلسفة "أنا" الى فلسفة "نحن" فمن الملاحظ أن كل طامع فى القيادة مازال متمسكا "بالأنا" المتضخمة متصورا أن سيحل مشاكل مصر العويصة لمجرد أنه شخصية عامة وله كاريزما , ولكن من التجربة الحية هو لن يختلف عن سابقيه فى شىء لأن الخطب عظيم وأكبر من قدرات شخص واحد مسلحا بمجلس من الوزراء بدون خطة شاملة.

عندما نبرمج كمبيوتر ذاتنا مرة أخرى ونلغى كلمة "أنا" ونضع كلمة " نحن" ونجعلها وسيلة حياة سنرى الفرق الايجابى وسنحس به فى كل أمورنا . و"نحن" تعنى كلنا نحن جموع الشعب بمختلف قطاعاته وشرائحه.

"نحن" تعنى أن للتعليم وللقضاء وللتعمير وللبناء وللاقتصاد وللصحة وللاعلام رجالاته وعلينا أن نجعل كل قطاع مسؤول عن نشاطه وتطلعاته واحتياجاته فى الألفية الثالثة , فنحن سنلغى الوزير أبو العريف ونستعين بوزير من داخل قطاعه ومسنودا برجال قطاعه ومسؤلا أمامهم , فالتغيير لابد أن يتم بثورة فكرية داخل كل قطاع على حدة تحت قيادة وزير متواصل مع مشاكل قطاعه.و"نحن" تعنى التجرد والتواضع والخدمة المجردة لهذا الشعب الذى هو أمس الحاجة الى نخبة متجردة. فهذه ضريبة قومية يدفعها للوطن أى انسان يحس أنه يمكلك شيئا .

لن تحل مشاكل مصر الا اذا جاء رجل حالم عالم فاهم .. يضع خطة عملية لمصر للوصول من النقطة "الف" الى النقطة "ب" مستعينا بكل خبراء مصر كل فى قطاعه تحت مسؤولية وزير منهم , أما اذا اصر أن يدير مصر على قديمه فنحن فى طريقنا الى السقوط.

ونحن نودع عاما ونستقبل أخوه بمنتهى السلبية وكأن الأيام والأعوام متشابهة وهذا يعنى اننا فقدنا حب الحياة ونعيش فى خانة اللامبالاه المطلقة , ندعوكم للتفاؤل ونحن نرى أن دورنا فى مصرنا هو أن نبعث الأمل فى نفوس الناس فنحن النخبة التى رأت مايدور حول العالم واطلعت على وثائقه وتاريخه ولدينا القدرة على التشخيص السليم , ونحن نرى أن حالتنا المصرية ليست حالة ميؤس منها تماما وهناك أملا مازال يتراقص أمامنا ولكننا وبسبب الأنانية المطلقة واصرارنا على " أنا" بدلا من "نحن" قد نفقد هذا الأمل , كما خسرنا كل الفرص الضائعة فى النصف قرن الآخير.

عزيزى القارىء ندعوك للتفاؤل وندعوك لفهم حقيقة واحدة وهى أن المشاركة فى المسؤولية هى السبب الرئيسى لنهوض كل الأمم المتقدمة والمشاركة تعنى أن يشترك الشعب مع الحكومة مع النخبة مع المفكرين تحت زعامة رجل متجرد لمناقشة مشاكلنا بكل بساطة وتجرد .. مازال هناك أملا ولعل هذا العام الجديد سيكون عام الخير.

ونحن فى مصرنا نرحب بالكتاب الجدد الجادين اللذين انضموا الينا خلال العام المنصرم ونشكر القدماء أيضا على مجهوداتهم المميزه ونحن نراهم أكبر دافع للنفاؤل فبهم وحولهم ستكون مصر فى خير عظيم شريطة أن يتخلى أى شخص سيتولى الحكم عن "أنا" .

ووداعا لعصر أبو العريف!!




06/11/2014

مصرنا ©

 

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية