| | | | القرن الروسى
| | أوباما وبوتين | |
بقلم : غريب المنسى ........................
تابعت كما تابع الملايين جلسات الكونجرس الأمريكى بشقيه مجلسى الشيوخ والنواب لمناقشة مناقصة الادارة الأمريكية لضرب سوريا ضربة استباقية كما صورها كل من أوباما وكيرى وهيجل ومارتن ديمبسى على أنها ستكون عملية محدودة جدا الهدف منها هو تقليل القوة العسكرية لنظام الأسد . وتوقفت كثيرا أمام سؤالين مهمين فشل الثلاثة فى الاجابة عليهم بطريقة مقنعة بعيدة عن اللف والتحايل. السؤال الأول كان عن من هم بالضبط حلفاء الولايات المتحدة فى هذه الحرب ؟ والسؤال الثانى كان عن ماذا لو أن الاسد رد على هذا الهجوم وجرنا الى حرب فعلية تختلف فى كل شىء عن هذه الحرب الاستباقية المحدودة؟
كانت الاجابة على السؤال الأول من كيرى : حلفاؤنا هم تركيا وبعض الدول العربية منهم السعودية وقطر فقلت فى نفسى ونعم الحلفاء!! هذا طبعا كان قبل أن يعلن هولاند انضمامه للتحالف حتى ينقذ الوقف الأمريكى الضعيف. أما الاجابة على السؤال الثانى لم تكن واضحة اطلاقا وعلى مايبدو أن الادارة الأمريكية متصوره أن بشار الأسد لن يرد على الاطلاق ولذلك فمعظم الكونجرس متخوف من هكذا عدم وضوح. فمن السهل جدا أن تنزلق الولايات المتحدة الى حرب كاملة فى المنطقة سيما أن روسيا بدأت فى تحريك قطعا بحرية هنا وهناك فى المتوسط على طريقة الحرب الباردة.
وتابعت أيضا بعض جلسات الاستماع الذى أجراها أعضاء الكونجرس فى دوائرهم الانتخابية وكان الاتجاه العام لدى المواطنيين الامريكان هو عدم تفضيل الحرب سيما فى أريزونا معقل جون ماكين الذى بدا وكأنه يبيع لأبناء دائرته بضاعة بائرة!! وخرج الرجل من هذه الاجتماعات ولسان حاله يقول أن الناخبين لايعرفون الخطر المحيق بالولايات المتحدة اكثر منى ولذلك فأنا ساتخذ القرار الصالح نيابة عنهم وسأدخل الحرب, وهو من أسبوعين فقط كان فى مصر وخرج يهاجم الجنرلات لديكتاتوريتهم فى حين أنه فى دائرته الانتخابية بدا دكتاتوريا وكأنه من عالم آخر لايمت بصلة للواقع وهذا دليل على أن جون ماكين خارج نطاق الخدمة .
وبينما انا أتابع فاعليات مؤتمر الجى عشرين لفت نظرى برنامج وضعه أحد الثوريين الأمريكان على خريطة برامج الذروة وكان عن موضوع العمالة والوظائف والمرتبات المتدنية فى الشريحة العظمى للمواطنين الأمريكان وذرفت دمعتين على السريع عندما علمت أن هناك مواطنين أمريكان لاتستطيع مرتباتهم من تغطية مصاريفهم الشهرية الأساسية وأنهم لذلك يصومون عن الطعام بدافع التوفير !! ومن هنا بدا التناقض الفظيع بين القوة المفرطة خارجيا والظلم وعدم القدرة على توزيع الثروة فى الداخل وهذا التناقض معناه أن الطريق الى الجنوب يبدأ دائما بخطوة.
وبينما كان بوتين يقف أمام الباب الرئيسى لمركز تجمع الجى عشرين يستقبل ضيوفه فرادى قفز الى ذهنى طريقته الهادئة الصامته فى الرد على الأحداث العالمية وتخيلت العلاقة بين أوباما وبوتين وقررت أنها لن تخرج أبدا عن العلاقة بين محمود المليجى وفريد شوقى فى الأفلام المصرية القديمة , فالعلاقة بينهم لابد من أن تكون مثيرة حسب سيناريو الخير والشر التقليدى , فبوتين على مايبدوا مقتنع بدوره الخير الذى يكسبه تعاطف الفقراء والمكسورين فى العالم اللذين هم فى حاجة الى بطل ينصفهم وينصرهم على بلطجى الحى الذى يفرض عليهم أتاوة ويعاملهم بقسوة , وبينما كان فريد شوقى يواجه المليجى وجها لوجه وتبدأ معركة الخير والشر بطريقة سينمائية مثيرة بالكراسى والعصى مازال بوتين على مايبدو خائفا من المواجهة ولكنه يدبر فى الخفاء لأوباما.
لن يهدأ المشاهدين الا اذا قفز بوتين فى الهواء وناول أوباما هوك معتبر حتى تفيق الجماهير وتنشد لمشاهدة المباراة, فالامريكان هم من أخترع التشويق فى مصارعة المحترفين والتشويق هنا سيكون فى صالح الجماهير لأنه سيكون ليس صراعا بين الخير والشر ولكنه صراع حسم المواقف ومن سيكون زعيم هذا القرن .. الشواهد كلها تقول أنه القرن الروسى !!
المسلسل لم ينتهى بعد والمخرج الذى أخرج الربيع العربى يعدكم بمفاجاءات مسلية جدا فى هذه الملهاه... اجلس وتابع وتعلم !! فالاتجاه شرقا الى منابع البترول الذى لاينضب فى السعودية مازال يراوض خيال المؤلف والمخرج المتعطش للذهب الأسود والطريق اليه اكثر سهولة ويسر عن ذى قبل.
06/11/2014
مصرنا ©
| | | |
| | | | |
|
|