مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الامريكية عن المركز الامريكى للنشر الالكترونى .. والاراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها
............................................................................................................................................................

 
 

             الامريكان قادمون -9
...............................................................

بقلم :غريب المنسى
......................
 

من ضمن الأشياء الثابته فى البرنامج اليومى للرئيس الامريكى هى الاطلاع على تقرير استطلاع الراىء العام الذى هو بمثابة المؤشرالصريح للمزاج العام للشعب ..وهل المزاج العام مؤيد أو معارض لسياسته ؟ وبناء عليه يتحدد المزاج العام للرئيس فيكون حبورا اذا كان الراىء العام فى صالحه والعكس صحيحا.

الرئيس بوش يعانى من أن الرأى العام منخفض جدا لدرجة لم يسبق لها مثيل فحوالى سبعة وثلاثين بالمئه فقط مؤيدين لسياسته والباقى اما رافض أو غير مبالى على الاطلاق ..وهذا ما يجعل الرئيس دائما فى صراع لتغييرسياسته حتى يجعل الراىء العالم فى صالحه ... حتى بيل كلينتون وفى غمرة فضائحه الجنسية وتقديمه  للمحاكمة لم يصل الى هذه النسبة المنخفضة بل على العكس الرأى العام كان ومازال يرى أن مشاكل كلينتون كلها شخصية وهذا لم يؤثر على سياسته العامة وهذا ما يهم الرجل العادى وهذا ما جعله - كلينتون - رغم كل مغمراته العاطفية الرئيس الامريكى الوحيد الذى يتمتع بشعبية ايجابية تضارع شعبية جان كيندى.

لماذا وصل بوش الى هذه النتيجة وما السبب فى غضب الراىء العام عليه؟

قبل أن نجيب على هذا السؤال من المهم أن نعرف كيف يفكر المواطن العادى وماهى علاقته بالمؤسسة الحاكمة.

أمريكا قائمة على نظام الضرائب فالمواطن العادى يدفع ضرائب من كل شكل ونوع  فهناك ضرائب للحكومة الفيدرالية وضرائب محلية للولاية وطبعا ضرائب على كل السلع التى يشتريها وضرائب على سكنه وممتلكاته ومن حصيلة هذه الضرائب تستطيع الحكومة المحلية والحكومة الفيدرالية مواجهة الاعباء وتوفير شوارع مرصوفة وحدائق خضراء ومدارس صالحة للتدريس وملاعب للاطفال ونظام تكافل اجتماعى للفقراء أى بمعنى أدق هذا ما تعود عليه المواطن الامريكى لذلك تجد المواطن معتز جدا بانتمائه ومستعد بالتضحية فى سبيل أن يستمر مستوى المعيشة مرتفع.

وجد بوش نفسه بعد أحداث سبتمبر وبين ليلة وضحاه فى موقف اتخاذ القرار فكان أمامه عدة اختيارات منها:

اولا : أن يذهب الى افغانستان ويضرب القاعدة و طالبان ليعيد لشعبه كبريائه المجروح فهم السبب المباشر والمسؤل عن أحداث سبتمبر.

ثانيا : أن يصبر قليلا ويتعامل مع المشكلة بطريقة مختلفة تماما ... حل سياسى عن طريق الامم المتحدة.

أيا من الاختيارين له مزاياه وله عواقبه ..ولكن كان الرأى العام فى صالح الاختيار الأول وهذا بالضبط ما فعله بوش وحتى بعد غزو أفغانستان كان استطلاع الراىء العام فى صالحه.

بعد ذلك انحدرت شعبية بوش لماذا؟

فى حياة الامم لحظات تاريخية وفى هذه اللحظات تكون الامة محظوظة اذا كان القائد ينظر للتحديات التى تواجه أمته بعين البصيرة متجردا من النظرة الضيقة المحدودة .. وهذا ما فشل فيه بوش وهذا ليس رأييى الشخصى ولكن هذا ما تؤكده استطلاعات الرأى العام.

قرار بوش بغزو العراق لم يكن فى صالح الولايات المتحدة لاعلى المدى القصير ولا الطويل .. ولم تكن العراق فى يوم ما دولة معادية وليس لها علاقة بالارهاب .. بل على العكس تماما صدام حسين استغل كل القنوات السرية قبل الحرب ليستجدى رضاء الادارة الامريكية ...حتى أنه عرض على الامريكان بترول بسعر مخفض جدا ليثبت حسن النية.

عملية غزو العراق وفشلها تقع على عاتق الرئيس بوش لأنه هو صاحب القرارالأخير..فالرئيس بيل كلينتون كان حصيف جدا تعامل مع العراق بحكمة فلم يورط بلده ومواردها فى حرب قد تنقلب الى حرب أهلية طويلة المدى ...ولكنه وضع صدام حسين فى صندوق محكم من خلال الحظر الاقتصادى الدولى وأيضا من خلال المناطق الغير مسموح  له فيها بالطيران وهى شمال وجنوب العراق.. فكان صدام يدير العراق وفى الواقع كان بدون تاثير يذكرعلى المجتمع الدولى من حيث الخطورة الذى ادعاها رجال بوش وعلى رأسهم دان رامسيفيلد.

اذا كانت عملية غزو العراق مؤامرة صهيونية كما يدعى البعض فلقد أثبت بوش أنه قصير النظر وعديم الخبرة ومحدود فى قراءة الاحداث .. فلقد كان عدد اليهود فى ادارة بيل كلينتون يفوق عددهم فى ادارة بوش ولكنه - بيل كلينتون - نظر الى مصلحة أمريكا العليا ولم يسمح لرأى معين بالتأثير على الصورة الكبيرة وهى ما الذى سوف تجنيه أمريكا من ازاحة صدام ؟ ومن يضمن لنا أن من سياتى من بعده أحسن حالا؟

كان هدف بوش الظاهرهو توزيع الديموقراطية الامريكيةعلى شعب العراق ولكنه كان ومازال متناقض تماما مع نفسه ...  فشعب مصر والسعودية وكل شعوب المنطقة محتاجة الى ديموقراطية فلماذا يشجع بوش كل الأنظمة الديكتايورية العربية بما فيهم القذافى واختص العراق بهذه الديموقراطية الامريكية وهو يعلم من خلال خبراء الشرق الاوسط فى ادارته أن العرب بما فيهم العراق لهم ديموقراطية خاصة بهم ويتلذدون فى عذاب الحكام لهم.

الشعب الامريكى بكل أمانه لايهمه العرب ولا العراق .. ولايهمه من يعيش فى ديموقراطية ومن يعيش فى ديكتاتورية من العرب .. كل ما يهم هذا الشعب هو استمرارمستوى معيشته المرتفع فعندما يقف الامريكى فى محطة البنزين سعر الجازهو الذى يحدد رأيه فى حكومته وعندما يسمع فى الأخبارعن القتلى والجرحى العائدون من العراق يكون غضبه على الرئيس صريحا.

لأول مرة فى التاريخ الحديث يصل العجز فى ميزان المدفوعات الامريكى الى هذا الرقم الخرافى - ثمانية ترليون دولار- هذا العجز يضع ضغوطا على المواطن العادى ولسنوات طويلة مقبلة فهل عملية تحويل العراق من دولة ديكتاتورية الى دولة ديموقراطية يساوى كل هذه الاموال المهدرة من اقتصاد أمريكا ؟

الاجابة تجدها فى استطلاعات الرأى اليومية .

 

.....................................................................................

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية