مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

الاتجاه جنوبا

 

الصديقان اللدودان

 

بقلم : غريب المنسى
........................

فى علم الطيران هناك قاعدة ثابته لايمكن التخلى عنها والا كانت النتيجة كارثية , هذه القاعدة مؤداها أنه اذا كانت هناك غيوم وضباب فى السماء لابد للطيار من الثقة التامة فى لائحة المؤشرات والتوجيه الموجوده فى كبينة القيادة هذا والا !! وهذه القاعدة تنطبق بطريقة ما أو بأخرى على الشعوب والأمم أيضا , فعندما تهتز الصورة ويزداد الغبار الناتج عن عواصف السياسة الدولية الغاضبة لابد للناس من الثقة التامة فى شيوخهم وقساوستهم ومفكريهم فهم بوصلة أى مجتمع فى العبور من الخطر الى الآمان.

ولكن يبقى السؤال الأبدى ماذا لو أن المؤشرات كانت فى حالة عطب ؟ سواء بفعل فاعل أو بسبب قدمها وسوء حالتها الميكانيكية؟والجواب التقليدى فى كتب الطيران هو أن يعتمد كابتن الطائرة على خبرته وحاسته فى كسب الوقت ريثما يزول الضباب ويستطيع أن يرى قبسا من نور فى مكان ما يستطيع من خلاله أن يهبط بالطائرة . هذا طبعا من الناحية النظرية منطقى ولكن واقع الحال يقول أن كابتن الطائرة فى حالة عطل أجهزة الملاحة والتوجيه يصاب بحالة من فقدان الاحساس فلايعرف شماله من جنوبه وفى معظم الحالات ان لم يكن كلها يتجه جنوبا ويصطدم بأقرب جبل . ومن نافلة القول أن نذكركم بأن أجهزة الملاحة والتوجيه فى الاعلام الغربى والشرقى أصابها العطل والشلل والعالم الآن بقيادة سياسية مترنحة متجهة جنوبا بدلا من الاتجاه شمالا .

عشرة أعوام مرت على حرب العراق تغيرت فيها أشياء كثيرة على المستوى التكنولوجى وعلى ثورة الاتصالات وبدا فيها العالم قريبا جدا من مفهوم القرية العالمية وتغيرت فيها أذواق الناس وظهر جيلا جديدا من البشر وودع جيلا كاملا الحياة العملية والاجتماعية ومع ذلك لم يتغير شيئا على الاطلاق فى الاعلام وفى الفصيل الذى يطلقون عليه محللين استيراتجيين وأكادميين وباحثين , فالوجوه هى نفس الوجوه والتحليل هو نفس التحليل المقال منذ عشر سنوات حتى ملابسهم تكاد تكون هى نفس الملابس وهذا يدعونا الى اطلاق لقب أهل الكهف على هؤلاء الناس .

فعلى ضفتيى المحيط أجهزة التوجيه عاطلة تماما ويعتمد هؤلاء الخبراء على التخمين وبعض التسريبات الحكومية فى تكوين صورة للواقع أقرب الى الخيال منها الى الحقيقة التى لايعلمها أحد , ففى غياب الشفافية تكون كل الطرق الجوية والأرضية والبحرية مؤدية الى الابحار جنوبا.

من ضمن هذه الوجوه المكررة على المشاهد الغربى فؤاد عجمى وهو أكاديمى عربى عجوز وهو العضو العربى الوحيد فى مجموعة المحافظين الجدد المعروفة بتوجهاتها العنصرية الصهيونية وكما هى عادته ولربما كان هذا سبب وجوده فى هذه المجموعة عدائه المبطن لبنى جلدته فهو كان من الداعين لغزو العراق ومازال من الداعين لغزو سوريا بنفس الشهية مستخدما نفس اللغة ونفس الاستيراتيجية ونفس المعطيات التى كان يستخدمها منذ عشر سنوات عندما كان يتكلم عن العراق دون أن يطرف له جفن. وكلامه ومداخلاته تكون دائما كمن يملك ناصية الحقيقة وهذا يتنافى مع ابجديات العمل الأكاديمى.

نحن العرب لمع منا رجلان على المستوى الأكاديمى العالمى الأول كان ادوارد سعيد الذى لم يتبرأ من عروبته وجذوره وحاول أن يصل المقطوع بين الشرق والغرب والثانى هو فؤاد عجمى المتأثر جدا بصمويل هنتنجتون صاحب صدام الحضارات الشهير والذى جنى شهرة عالمية ليس لقوة نظريته ولكن لأنها تصب فى اتجاه المحافظين الجدد المتجه بالعالم جنوبا.

ومع كل ماقيل ومع كل ماتم تخمينه لم يستطيع أى محلل استيراتيجى من الاجابة على السؤال لب الحقيقة : ماهو مستقبل العرب بعد تكسير سوريا؟ وهل للعرب مستقبل بعد تقسيمهم الى شعوب وقبائل وملل ونحل؟ وهل هذا التقسيم من مصلحة العالم لو نظرنا الى الصورة الكاملة؟

الاجابة ستظل فى بطن الشاعر .. وحتى يتخلص العالم من هؤلاء الاستيراتيجيين والأكاديميين حتما سيكون العالم متجه جنوبا الى التدمير والعنصرية وفجوة الفقر المفرغة والأمراض . وعندما يصل العالم الى نقطة النهاية والمحطة الأخيرة فى الجنوب سيودع هؤلاء النخب العالم فى حالة أسوء جدا مما كانت عليه عندما جاؤا اليه وهذا يعطينا اليقين بأن أجهزة ملاحة العالم ليست فى حالة عطب فقط , بل فى حالة جنون ولربما كان هذا العالم ونخبته مسه عفريت من الجن دون أن ندرى.

والحمد لله..


 


06/11/2014

مصرنا ©

 

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية