مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

يا سارية سيناء

تعمير سيناء واجب المرحلة

بقلم : غريب المنسى
........................


أنا بطبيعتى متفائل وهذا يعطينى القدرة على رؤية الصورة بوضوح وقراءة المستقبل بشىء من الموضوعية بعيدا عن التشنج الذى يلازم معظم من هم داخل الحدث .. هذا التفاؤل يدفعنى للاقتناع بأن مصر ستعود بعد فترة قصيرة جدا أقوى مما كانت وأعظم مما كانت وأحكم مما كانت طالما مازالت رئتيها - الأزهر والكنيسة- قادرتان على ضخ الاوكسجين النقى لمخها وطالما أن قلبها - جيشها وشرطتها - مازال ينبض وأن شعبها مصمم على عبور هذه الكبوة . وهذا شىء لايصل اليه بسهولة الا من يفهم طبيعة عبقرية المصريين العفوية فنحن شعب زراعى مرتبط بالماء والأرض ولانعترف بالهزيمة سواء كانت عسكرية أو سيكولوجية. الشعب المصرى من ضمن الشعوب الصابرة ولكن عندما ينفذ صبره تتحقق المعجزات على يديه وأننى لاابالغ اذا قلت لكم أننى أرى مصر متوازية اقتصاديا مع الهند واندونسيا فى خلال خمس سنوات.

الذى يدفعنى الى هذا الطرح أننا بدأنا نفهم أن هناك مخطط خبيث لتدميرنا وهذا سيدفعنا بعد أن تهدأ الامور نسبيا الى التصالح مع أنفسنا والاستفادة من مصائب الحاضر , ففى تاريخ مصر الطويل والعتيق لم يشهر المصرى سلاحه فى وجه أخيه المصرى ومايحدث الآن هو ضرب من ضروب الخيال والجنون ولن يستمر طويلا.

كل المطلوب فى الحاضر أن نسير على خطين متوازين: الخط الأول هو اتمام تنفيذ خطة مواجهة الارهاب فى سيناء بكل حزم ومحاصرة الغاضبين بالداخل والتصالح المجتمعى من خلال التوعية والتنوير وأيضا التخلص من الطابور الخامس الذى اخترق عمقنا الفكرى والحضارى .

أما الخط الثانى وهو الأهم وعادة مايغيب عن المخطط البارع لأنه يكون مشغول فقط بمواجهة الواقع , وهو أن نفكر فى المستقبل بشىء من الموضوعية لأن مايحدث الآن هو أمر عابر أما الذى سيلازمنا وسنواجهه ان آجلا أو عاجلا مشاكلنا الاقتصادية والأمنية .

ومن ضمن مشاكلنا الأمنية الوضع فى سيناء , ولاتستطيع دولة فى العالم من السيطرة على مساحة فى حجم سيناء فقط بالحل الأمنى أو العسكرى لابد أن تكون هناك خطة احلال اقتصادية تتوازى مع الخطط العسكرية الحالية لمواجهة المستقبل وهذا يعنى أننا لابد أن نفكر فى سيناء على أن تكون حديقة المنزل الخلفية الغناء التى ممكن أن تطعمنا وتطعم جيراننا. وهذا أمر يسير جدا فى حال تخلصنا من التبعية لأن القوة العظمى التى نتبعها حاليا هى التى تعوقنا من تعمير سيناء واستغلالها اقتصاديا .

لدينا فى مصر أعداد لايستهان بها من القوى العاملة الشابة وهذه ميزة ليست متوفرة فى الشعوب الأوربية ولدينا خبراء فى الزراعة كل مانحتاجه هو التخطيط لتوصيل المياه والكهرباء ورسوم هندسية للتعمير وندفع بملايين الشباب لتملك الأرض والمستقبل هناك وسوف نرى النتائج الجبارة بعد خمس سنوات .

كل هذه الأمور تحتاج الى قرارات سيادية ونحن نهيب بالقيادة الآن أن تدق على الحديد وهو ساخن وأن تستغل هذه الفرصة التى لاتأتى الا فى خضم المحن وأن تبدأ فى سرعة رسم خطط للحياة فالارهابيين يدعونا للموت ونحن شعب محب للحياة.

المصريين قادرين على تمويل هذه المشاريع بالمجهود الذاتى طالما خلصت النية وكنا جادين فى التنفيذ بعيدا عن السرقات والمحسوبيات وهذه فرصة لن تتكرر كثيرا وبذلك يرتبط الوادى بسيناء ولايستطيع أحد أن يفكر فى سرقتها منا فى غفلة من الزمن .

هذا مشروع قومى لابد أن يتوازى مع مشروعنا القومى لمحاربة الارهاب ولربما كنا نحن الدولة الوحيدة فى العالم التى استغلت لعنة الارهاب فى التقدم الاقتصادى وهذا أمر يحتاج الى همم الرجال , ومصر الآن فى مرحلة تحول جادة من الخمول والتبعية الى مرحلة مناطحة نار الكواكب .

والحمد لله..

 


06/11/2014

مصرنا ©

 

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية