مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

 الكلبشات

 

الكلبشات

 

بقلم : غريب المنسى
........................

فى فنادق القاهرة الكبرى تحتفل الطبقة البرجوازية باأفراح ذويهم , وفى هذه المناسبات الفاجرة التى يكون فيها اسم السفرجى والنادل دائما "عبده أو فتحى " وصاحب الفرح وضيوفه هم البهوات والبشوات بعد ستين سنة من الثورة الأولى والغاء الألقاب, تتم أحلى اتفاقيات سياسية واقتصادية بين الضيوف. وفى فرح ابنة اسماعيل باشا الخميسى كان هذا اللقاء بين طايع بيه وزامل باشا :

- ياطايع بيه الراجل الكبير حيكون عهدتك فى اقل من اسبوع , أرجوك خلى بالك المرة دى منه لأنه ممكن يهرب , والمرة دى لو هرب بعد شهرين حنلاقيه مترشح يبقى رئيس البحرين ويحرجنا مع جماعة الخليج , دى أول مرة فى تاريخ مصلحة السجون واحد يهرب من سجن شديد الحراسة وبعد شهرين يبقى رئيس جمهورية .

- أطمئن يازامل باشا , أنا مستعد هذه المرة ولن يعرف الدبان الأزرق يوصل له الا بموافقة سعادتك. يازامل باشا أنا طول عمرى فى الخدمة مافيش مجرم هرب منى أبدا , يمكن يازامل باشا لأنك مباحث وأنا سجون انك ماتعرفنيش , ولكن أنا عاوز أحكى لجنابك قصة لطيفة عاصرتها وأنا فى المدرسة الابتدائية أثرت على أدائى الشرطى .

- أتفضل أحكى ياطايع بيه ..

- كان فيه حاوى كل يوم وفى نفس الميعاد بعد العصارى يظهر فى شارعنا وكان ضخم الجثة وفى كل يوم بعد ماينط من حلقة السكاكين ويكسرو له قالب طوب على باطنه وهو نايم على المسامير ينادى بأعلى صوت : أنا عاوز اتنين رجالة يكتفونى , وكالعادة كان يظهر من بين الناس اتنين رجالة أقوياء من عصابته ويكتفوه لدرجة تصعب على الكافر وبعد مايكتفوه يلف على المتفرجين ويلم الفلوس وكانت الناس من كترة تعاطفهم معاه يحدفوا عليه فلوس من البلكونات , وبعد مايلم فلوسه فى خلال ثوانى يفك الحبل فى منظر بطولى يدعوا الجميع الى التصفيق والهتاف .

وفى يوم انتظره أبويا الله يرحمه لحد ماقال أنا عاوز أتنين رجالة يكتفونى وراح نازله وكتفه على طريقته .. وبعد ماعمنا الحاوى لم فلوسه كالمعتاد لم يستطيع فك التكتيفة .. وظل يتلوى ويصرخ لحد مابكى وأخيرا تعاطف معه الوالد وفك قيده .. ومن يومها لم يظهر هذا الحاوى فى المنطقة .

- ها ها ها .. قصة طريفة جدا ياطايع بيه .. أنا عاوزك تستعيد أمجاد الوالد مع الراجل الكبير وتستعد لأن البلد داخلة على حرب معالارهاب ..

- وحنعمل ايه يازامل باشا؟

- ياطايع بيه وده كلام سرى بينى وبينك احنا محضرين مفاجأة للعالم .. حنعمل معسكر على جزيرة شدوان حيكون اسمه " شرمينكو" وكل اللى حنمسكه حنبعته أمريكا أو كندا لاستجوابه هناك لأن القانون المصرى يجرم التعذيب واستخراج المعلومات بالقوة, ومن المتوقع أن ينضم الينا كل حلفاؤنا فى حربنا على الارهاب ومنهم بريطانيا والمانيا وسويسرا.

- المفروض يازامل باشا أن القيادة السياسية تعلن على العالم شعار " ان لم تكن معنا فأنت ضدنا" فى حربنا القادمة.

- ياطايع بيه لاتتعجل الأمور .. القيادة السياسية واعية وعلى استعداد لتاديب أى دولة لن تساعدنا فى حربنا الكونية على الارهاب ..

- يازامل باشا أنا من رأييى المتواضع أن القيادة السياسية مدلعة الزبون خالص , عصائر وولائم وسماح لوفود أجنبية بالزيارة وهذا لايتماشى مع لوائح وطريقة عملنا . السجن تأديب وتهذيب يازامل باشا ..


- ياطايع بيه القيادة السياسية وانت خير العارفين أننا دولة القانون وحقوق الانسان واحترام آدمية المساجين بتثبت للعالم اننا فى منتهى الرقة والحنان مع المساجين !! ولكن بعد ما كل هذه الوفود تغادر الى بلادها سيكون للقيادة السياسية تصرف آخر أو بمعنى أدق حننفخهم كما تقول اللوائح بالحرف .. وده طبعا كلام انته عارفه.

- ياريت يازامل باشا أن القيادة السياسية تطبق قانون التجسس على المواطنين وتفرض قواعد امنية صارمة فى المطارات ومواقف الاتوبيسات وفى طوابير العيش ...

- لا لا ياطايع بيه الكلام ده فى البلاد التى لاتحترم القانون كأمريكا وأوروبا , احنا هنا حنربيهم على طريقتنا احنا خبراء فى تأديب الارهابيين. أنت نسيت عزمى بيه وخليل باشا والتونى بيه كلهم حاصلين على جوائز دولية فى تربية واعادة تاهيل المجرمين .

- أنا فخور يازامل باشا اننى تلميذ خليل باشا نظمى , أستاذ استخراج المعلومات من المساجين بطريقة الصليبة والنفخ ع الناشف.

- لا لا ياطايع بيه , الصليبة والخازوق اصبحت طريقة عفى عليها الزمن أحنا دلوقتى فى الألفية الثالثة وعندنا ترسانة من اسلحة استخراج الاعترافات.. احنا عندنا سلاح التغريق أحدث ماتوصل اليه العالم .

- أنا مطمئن جدا أنك موجود معانا فى هذه الحرب الكونية على الارهاب يازامل باشا.

- وأنا كلى ثقة فيك ياطايع بيه وفى كل الرجالة فى المصلحة أرجوك انقل لهم تحياتى .

- حاضر يازامل باشا.

*****

عيد فطر سعيد

 


06/11/2014

مصرنا ©

 

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية