| | | | الجنازة حارة والميت كلب
| | آمال | |
بقلم : غريب المنسى ........................
"الجنازة حارة والميت كلب" مثل شعبى يقال عندما يشتد الحزن المبالغ فيه على شخص توفاه الله أثبتت كل المؤشرات والمواقف أنه كان محدود الخبرة وقليل الحيلة ومع ذلك مازال أهله مصريين على أنه كان جهبوز عصره وأوانه وهذا بالضرور سيدفعنا الى مثل شعبى آخر يؤيد هذا المثال سالف الذكر وهو " القرد فى عين أمه غزال" ولك أن تقارن ياعزيزى القارىء بين العلاقة الطردية والنسبية بين الكلب والقرد فى هذ الأمثلة . فالكلب كما نعرف يحب الخوخ والقرد يعشق الموز وهذا يعنى أن اتجهاتهم السياسية مختلفة تماما ! فما هو الشىء المشترك الذى جعل الكلب – لامؤاخذه – والقرد – عفاكم الله – يؤثران بطريقة شديدة على التفكير الجمعى للشعوب العربية ؟
فى علم التسويق لايوجد شىء يسمى دعاية سيئة, فكلما تردد اسم السلعة كان ذلك المهم من وجهة النظر التسويقية لأن تصليح سلبيات السلعة سيكون أسهل جدا عندما يكون لها اسم تجارى .. المهم أن يردد الناس اسم السلعة وهذا طبعا لايختلف عن التسويق السياسى فمعظم الشخصيات على الساحة السياسية ليست هى الأفضل ولكنها لتكرار وجودها واختلاف الناس عليهم جعلت منهم سلع تجارية سياسية متوفرة بكثرة على رفوف محلات السياسة و طبعا معظمهم منتهى الصلاحية ولكن لارقابة تموينية .
عموما ليس هذا موضوعى اليوم ولكنى أرجو أن أسلط الضوء على موضوعين فى منتهى الأهمية ومع ذلك لاتنال هذه الموضوعات أى تحليل يذكر فى بلادنا , الأول هو الحالة الصحية للزعيم سواء كان شيخا يفتى للناس فى شئوون حياتهم أو رئيس أو ملك وصل الى أرذل العمر ومع ذلك مازال يؤثر على حياة البسطاء. والموضوع الثانى ماهو مصير الأوسمة والنياشين التى يحصل عليها الحاكم المخلوع؟
فى الدول المحترمة ولاداعى لذكر أى اسم لأسباب شخصية صحة القسيس مهمة جدا جدا جدا وبالذات اذا كان قسيسا له كارزيما ويسمع اليه الناس ولذلك ففى هذه الدول المحترمة لابد أن يخضع الزعيم الى رقابة طبية دورية ولابد من تقرير سنوى عن حالته الصحية لأن معظم الأدوية الموجودة فى الأسواق لها أثار سلبية على القوة العقلية والذهنية للمريض وبالتالى ممكن جدا أن يكون هذا القسيس تحت تأثير مضاعفات كيميائية تضعه فى قائمة " المبرشم أو المخدر" ولايختلف كثيرا عن جارك المبرشم .
فمثلا : اذا افترضنا أن شيخا وصل الى عمر السبعين ومازال يتمتع بصحة جيدة فهناك أمراض تسمى باأمراض الشيخوخة منها الضغط والسكر ووجع المفاصل وقلة الشهية وتقريبا هذه الأمراض متشابهة فى هذه الشريحة العمرية ويقول خبراء الأدوية أن لكل دواء عرض جانبى على الأقل وهذه الأدوية تتعارض مع بعضها البعض كيميائيا . اما اذا أضفت الى هذه المجموعة أدوية المقويات الجنسية كالفياجرا فانت أمام بوتقة كيميائية ذرية فى جوف الشيخ تنفجر دائما بفتاوى تتعارض مع بعضها البعض وهذه الفتاوى أحيانا تكون مضحكة وأحيانا تكون سوداء وكله يتوقف على تأثير الدواء على الشيخ فى يوم اصدار الفتوى.
ولهذا فمن المفضل أن يخضع بعض مشاهير شيوخنا الى كشف طبى دورى على أن يعلن نتيجة التقرير على الناس حتى نتاكد أن شيخنا ليس مصاب بالأكتئاب والوسواس القهرى وماالى ذلك من أمراض منتشرة بيننا ولكننا لانهتم بها علما بأنها تؤثر على حياتنا , وليس معنى اننا لانتكلم عن حالة الشيخ الصحية أن هذه المخاوف والأمراض غير موجودة .
أما الموضوع الثانى فهو موضوع قد يراه البعض غير مهم ولكنه قد يكون مهما للبعض الأخر وهو ماهو مصير الأوسمة التى منحها الرئيس مرسى لنفسه وكلها كما تعلمون أوسمة درجة أولى لايحصل عليها الا مجموعة بسيطة أثبتت جدارتها فى مجالات الحياة المختلفة سياسيا وعسكريا واقتصاديا وديبلوماسيا , فالرئيس مرسى خلع على نفسه تقريبا كل الأوسمة وأعطى لنفسه بالعافية اشارة المظلات وفرقة الصاعقة الراقية باعتباره القائد الأعلى . ماهو مصير هذه الأوسمة بعدما يخلع الرئيس هل هى ملكية للشعب أم للرئيس؟ وهل اذا توفى الرئيس مرسى هل ستكون جنازته عسكرية على عربة مدفع مغطى بالعلم المصرى ؟ أم أنه سيدفن على الطريقة الشرعية ؟
وأيضا .. ماهو معاش الرئيس المخلوع ؟ وعلى اى درجة وظيفية سيخلعوه ؟ وهل معاش المخلوع بعد عام واحد يتساوى مع معاش المخلوع بعد ثلاثين عاما ؟ ولماذا يحتاجون الى معاش ؟
ارجو أن لاتنسيك هذه الموضوعات الرمضانية الزيارة المكوكية التى قام بها ملك الأردن لمصر وتلاها زيارة عباس للقاهرة برضه مع اختفاء كل الوجوه الربانية الحماسية , وهل هناك علاقة بين هذه الزيارة وبداية نشر الغسيل الوسخ بين حماس والسلطة ؟
والحمد لله ..
06/11/2014
مصرنا ©
| | | |
| | | | |
|
|