مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

 الكود عباس

 

عباس عليه

 

بقلم : غريب المنسى
........................


المصريين المخضرمين يعرفون معنى "الكود عباس" وقد تعرفت على هذا الكود فى مطلع الشباب واستخدمته عدة مرات وأنقذنى ومازالت أراه يعمل بكفاءة عالية فى مصر حتى الآن وأعتقد أنه سيظل يعمل ما ظل المصريين يمارسون حياتهم . والكود عباس يعتبر من الرعيل الأول لأجهزة الانذار المبكر البشرية التى تعتمد على سرعة البديهة والخفة ويقول خبراء تحليل الشفرات أنه اخترع فى حى الباطنية واستغرقت وزارة الداخلية فى بداية القرن الثامن عشر وقت طويل جدا لتحليله وفك شفرته ومعرفة معناه!! أما لماذا سمى بعباس؟ فهذه حكاية لطيفة سأحكيها لكم عندما تحين المناسبة .

كنا فى مطلع الشباب نعيش فى المدينة الجامعية وكانت اللوائح تحتم على الطلبة أن يذهبوا للنوم فى الساعة الحادية عشر مساء وهذا طبعا كان اجراء تعسفى لأن لعب الطاولة والكوتشينة والدمينو والتدخين لايبدا الا فى هذا الوقت , وكان الأستاذ محمود المشرف على المبنى الجامعى يقوم بزيارات مفاجئة فى هذا التوقيت ومابعده, لذلك كان هناك متبرعين بدافع الأخوة والانسانية يراقبون مداخل المبنى حتى اذا جاء الأستاذ محمود متخفيا كالعادة تنطلق كلمة عباس تشق هدوء الليل البهيم من أحدهم .. وكالعادة كان يصل الأستاذ محمود الى غرفنا ليجدنا نغط فى نوم عميق.

وعندما التحقت بالخدمة العسكرية كانت الشرطة العسكرية تقوم بحملات فى الميادين العامة ووسائل المواصلات للتاكد من التزام العسكريين الشبان بالنظام واعتدال الملابس وأن الأحذية الميرى تلمع فى عز النهار وأن رباط الحذاء قانونى , ومرة اخرى كانت كلمة عباس تصلنا فى الوقت المناسب دائما من أخوة فى الانسانية عابرين وبالتالى لم أعانى من أى مخالفة عسكرية طوال فترة خدمتى.

بيد أن أحلى كلمة عباس سمعتها فى حياتى كانت فى مدينة بروكلين احدى ضواحى نيويورك فى منتصف الثمانينات عندما كنا مطاردين من دائرة الجوزات وكانت المخالفة معناها الشحن على أول طائرة عائدة الى البلاد .. كنت نائما وسمعت "عباس" وهى بالمناسبة وقت الطوارىء يكون لها لحن عذب شجى وبطريقة أوتوماتيكية وبدون تفكير جريت على الشباك الذى حددناه مسبقا لحالة الطوارىء وقفزت من ارتفاع عشرة مترات الى سطح مبنى مجاور ومنه الى الشارع وظللت أجرى الى هدأت لدى أجهزة الاستشعار الذاتى بالخطر وأحسست بالفطرة أننى خارج دائرة عباس , وأنقذنى الكود بينما لم ينتبه أخونا السيد بالسرعة المطلوبة وكان مصيره أنه عاد الى أرض الوطن بسلامة الله ورعايته.

الآن نرى المصريين عادوا الى الكود عباس مرة أخرى وهو الكود السحرى الذى سيحمى مصر ان شاء الله من الجماعة اياهم , فاذا كنت فلسطينى أو سورى أو أى جنسية شرق أوسطية تقيم فى القاهرة أو زائرا لها فأعلم ياأخى العزيز أن هناك مليون عباس مرت من أمامك ومن حولك بدون أن تدرى الى الجهات المعنية بكل هدوء , واننى لاأبالغ اذا قلت لك أن المصريين لديهم الموهبة فى اطلاق هذاالكود السحرى فى أى وضع سواء كانوا يضحكون معك أو يلعبون معك الشطرنج على المقهى أو مارين بهدوء من جانبك على الرصيف.

والكود عباس سوف يحاصر حماس الى أن تعود الى رشدها مرة أخرى طالما سرى الشك بين المصريين من حماس , فمثلا اذا خرج أحدهم من النفق على الجانب المصرى فهناك طلقات من الكود عباس ستصب بطريقة أوتوماتيكية فى اتجاه شمال سيناء وجنوبها ووسطها وسوف تلحقه الى القنطرة وتسبقه الى القاهرة ليجد فى استقباله فريق رسمى مدرب من أول اهتماماته اكرام الضيف .

وهذا سيدفعنا الى السؤال : لماذا وضعت حماس نفسها فى هذه الزاوية الضيقة وكم من الوقت ستحتاج الى اعادة العلاقات مع الشعب المصرى الذى كان متعاطفا معها على طول الخط؟؟ .. مطلقى الكود عباس لايخضعون لجهة رسمية أو مدفوعين الأجر من جهات رقابية وهذا هو سر استمرار الكود كل هذه السنين الطويلة وأرجو أن لايفهم البعض أن الكود عباس عنصرى لاسمح الله .. ولكنه كود لاشعورى يسرى لاشعوريا فى دماء المصريين وفى عقلهم الباطن كلما استشعروا الخطر .. والمصريين الآن فى خطر.

أيها المصريين حان الآن تفعيل الكود ..

 


06/11/2014

مصرنا ©

 

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية