مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

 مفترق الطرق

 

السيسى

 

بقلم : غريب المنسى
........................


لابد أن ننظر بعين الحذر الى دعوة الفريق السيسى لشرفاء المصريين بالنزول الى الشارع وتفويضه لمكافحة الارهاب , فهل التوكيل الذى يطلبه السيسى من الشعب توكيل عام أو خاص؟ فالتوكيل العام له محاذيره أما التوكيل الخاص فهو توكيل لمهمة معينة ينقضى بانتهاء هذه المهمة. اذا صح مافهمناه من دعوة الفريق السيسى فالتوكيل اذن توكيل محدد الهدف ولكنه قد يكون مفتوح المدة لأن طبيعة المهمة وهى مكافحة الارهاب مهمة غيبية وقد تفتح الباب لفرض قوانين استثنائية مفتوحة وهذا هو لب المشكلة فى المعنى الباطن للدعوة.

نحن مع نزول المصريين الشرفاء الى الشارع ليعلنوا موقفهم للعالم وحتى يسمع العالم صوت المصريين الشرعى فى تحديد مصيرهم ورفضهم مشروع الأخوان السياسى ولكننا أيضا نخشى أن يكون هذا التفويض فرصة مناسبة لاستخدام اجراءات تعسفية ضد الأخوان المسلمين وبالذات قيادتهم وبذلك تعود مصر بالتاريخ الى الوراء خمسين عاما عندما اعتقلهم الرئيس السابق عبد الناصر وشردهم وجعلهم يديرون أعمالهم من تحت الأرض ولذلك بدا الأخوان وكأنهم متآمرين !! نحن نريدهم يعملون معنا فى العلن تحت شمس الله الدافئة وحتى نستريح جميعا من لعنة الشك .

الدرس الأول للديموقراطية أن نحدد أصول اللعب قبل البدء فى المباراة ولايجوز أن تبدا المباراة ثم بعد ذلك يحدد الحكم اصول اللعبة طبقا لهواه متذرعا برغبة الجماهير المتعصبة لفريقها وهذا معناه أننا لابد أن نبذل أقصى جهود المصالحة مع جماعة الأخوان وأن نخبرهم بأن اصول اللعبة تغيرت عن وقت نزولهم المباراة بعد 25 يناير وأن أمامهم فترة لاتقل عن ستة اشهر لتوفيق أوضاعهم القانونية مع الدولة وتحسين علاقاتهم الاجتماعية والتواصلية مع الشعب حتى يستطيعوا من التواصل سياسيا واجتماعيا ونفسيا مع باقى القوى الحية فى المجتمع. لأن أقصى مااخشاه أن يستغل السيسى التفويض الشعبى لاعتقال وتشريد قيادات الاخوان تحت زريعة مكافحة الارهاب.

نحن نعرف جيدا من هم الأخوان وأنهم شريحة شعبية صالحة لايمكن الاستهانة بها والتقليل من شأنها أو اغتيالها أدبيا تحت أى مسمى حتى ولو اختلفنا معهم , ولايصح أبدا اذا كنا نسعى لتكوين مجتمع ديموقراطى عادل أن نستغل قصورهم فى القيادة ونقوم بعملية ابادة شاملة لهم تشبه الهلوكست لأن هذا من شأنه أن يجعل العيش بسلام بين المصريين أمرا صعبا للغاية , ومرة أخرى نحن ندعوا القيادة الى ضبط النفس وعدم الانجرار وراء سخونة اللحظة والشعبية المؤقته فالمستقبل والحاضر سيعتمد اعتمادا كليا على طريقة معالجة هذا الوضع الطارىء على الشعب المصرى.

الاجراءات الاستثنائية ضد الأخوان ستزيد الأمور تعقيدا ولكن يكون المجتمع سليما معافى الا اذا تجاوزنا الغضب وتواضعنا ومددنا يد السلام لكل مواطن يعيش على تراب الوطن فلا داعى للاقصاء لأن الاقصاء يولد عداوة والعداوة تولد غضب والغضب يدفع الى حافة الجنون والجنون يدفع للارهاب.

نزول المصريين الى الشارع لابد أن يكون واضح الهدف والغرض, فالهدف هو رفض مشروع الاخوان ولكن ليس معنى رفض مشروعهم أننا نكرههم أو أننا ننظر اليهم على أنهم ارهابيين , واذا اقتنعت القيادات الأخوانية أن الشعب يريد دولة مدنية حديثة ويرفض المشروع الاخوانى وأنه لن يكون هناك عقابا جماعيا لمجرد التشفى والاقصاء سيتلزمون تماما برغبة الجماهير وأعتقد أنهم بعد انتهاء فترة غضبهم على سقوط مشروعهم سينصهروا فى المجتمع فمصر دائما وأبدا بوتقة حنون لكل المصريين.


مصر على مفترق الطرق واذا كانت نية القيادة صادقة وليس هناك غرض لتسوية الحسابات سيكون النجاح فى اختيار طريق الرشاد حليفنا ان شاء الله وليندمج الجميع فى مشروع بناء مصر على أسس ديموقراطية فنحن جميعا أخوة فى الوطن وليس معنى أن يكون فصيلا من المصريين قصير النظر أن نغتاله معنويا وأدبيا , مهمة القيادة أن ترفع همم المصريين جميعا وتمد يدها بالسلام للجميع ولاداعى للمعتقلات والسجون الا اذا دعت الى ذلك الضرورة القصوى.

والى اخوتنا فى الله والوطن والانسانية فى جماعة الاخوان هذه هى الفرصة المناسبة التى يمكنكم فيها اثبات أن مصر فوق الأحزاب والايدلوجيات والعقائد مصر هى وطن الجميع نفترش أرضها ونلتحف بسماؤها والله فوقنا يحرسنا جميعا ويهدى نفوسنا الى طريق الخير والسمو .. والديموقراطية.

لا للاقصاء والف نعم للتفاوض والتشاور والتواضع ومد يد السلام والله الموفق .. وعاشت مصر وحفظ الله مصر وجعل شعبها مثلا تحتذى به كل الشعوب فى العالم الثالث.

والله المستعان ..

 


06/11/2014

مصرنا ©

 

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية