تاريخ الكنيسة المصرية -2
...............................................................
بقلم :غريب المنسى
......................
عندما قامت الثورة استقبلها المصريين - مسلمين وأقباط على السواء - بفرحة ونشوة وحماس فلقد كانت الثورة حلم مصرى تحقق على يد حفنة من خير شباب مصر ولكن هذا الحماس لم يستمر طويلا من جانب الاقباط فلقد وجد الاقباط أن مجلس قيادة الثورة لم يكن فيه قبطى على الاطلاق وهذا ما جعلهم ينظرون بحذر الى ما سوف يكون عليه مستقبلهم فى ظل هذا العهد الجديد.
وحتى بعد أن عين عبد الناصر وزراء أقباط وأعضاء أقباط فى مجلس الأمة ظلت الكنيسة غير راضية تماما لأسباب منطقية منها أن هؤلاء الشخصيات عينت لأنها ممتازة من الناحية العملية ولكن ليس لهم شعبية دينية وفعلا فشلوا فى مد الجسور بين الكنيسة والمؤسسة الحاكمة فلجاء كيرلوس الى بناء قناة اتصال مباشرة مع عبد الناصر كانت من نتائجها الايجابية أنه كان مسموح له بعرض آية مشكلة تواجه الأقباط على الرئيس عبد الناصر شخصيا وفى أى وقت ومن ضمن هذه المشاكل الملحة بناء الكنائس.
فى ظل العثمانيين كانت القاعدة العامة أنه مسموح بالديانة المسيحية فى مصر كديانة أقلية وبالتالى لايجوز لها أن تنتشر وهذه القاعدة تسمى" بالخط الهمايونى" وهذا غبن فى حد ذاته لأن أعداد الاقباط زادت مع الأجيال وأصبحت الحاجة الى بناء كنائس جديدة أمر ضرورى وحيوى وكانت معظم الكنائس وبالذات فى الريف والصعيد تبنى بطريقة وضع اليد لأن الترخيص يحتاج الى سنوات طويلة لموافقة وزارة الداخلية وهذا ما عرضه كيرلوس على عبد الناصر ووافق عبد الناصر على طلب كيرلوس وأمر باعطائه تصريح ببناء خمسة وعشرون كنيسة سنويا .. لقد كان عبد الناصر رئيسا لكل المصريين.
وفى عهد السادات وبعد أحداث الزاوية الحمراء والمواجهة بين شنودة والسادات - فى أول عهد كل منهم فلقد كان السادات رئيسا جديدا وشنوده بابا جديدا أيضا - اضطر السادات أن يزيد العدد الى خمسين كنيسة سنويا.
ولكن هذا لم يحل المشكلة.... فى عهد السادات .... لأن الاقباط فى المهجر وبالذات فى الولايات المتحدة وضعوا ضغوطا على أعضاء الكونجرس الامريكى وصوروا مصر على أنها دولة عنصرية ضد الاقباط وكانت زيارة السادات الاخيرة للولايات المتحدة فى أغسطس سنة 1981 هى القشة التى قسمت ظهر البعير فلقد تظاهر الاقباط المصريين أمام البيت الابيض وأحرجوا الرئيس السادات الذى كان فى أوج مجده بعد معاهدة السلام وكيف يكون رجل سلام عالميا وهو عنصرى داخليا؟؟ وعاد السادات مغموما وعزل البابا شنودة وقتل السادات فى أكتوبر من نفس العام على أيد المتطرفين وعاد شنوده لموقعه فى عهد مبارك .
المشكلة دائما كانت من بعض أقباط المهجر وليست من البابا شنودة .. فهل شيخ الأزهر مثلا مسئول عن تصرفات بن لادن .. ؟؟؟؟!!!
خير الكلام : فى هذه الابيات للامام الشافعى:
نعيب زماننا والعيب فينا
وما لزماننا عيب سوانا
ونهجو ذا الزمان بغير ذنب
ولو نطق الزمان لنا هجانا
وليس الذئب يأكل لحم ذئب
ولكن يأكل بعضنا بعضا عيانا
تاريخ الكنيسة المصرية -1