| | | | وطن واحد
| | الأخوة | |
بقلم : غريب المنسى ........................
معنى وجود معتقل جونتانمو تحت الادارة الأمريكية زعيمة العالم الحر , والتجسس على المواطنين ومراقبة تحركاتهم وحساباتهم البنكية ومراسالتهم الالكترونية من زعيمة العالم الديموقراطى يعنى شيئا واحدا وهو أن الضرورات تبيح المحظورات , فعندما تكون الدولة – أى دولة – فى خطر لابد من وضع القوانين العادية على الرف والاستعانة بقوانين خاصة لهذه المواقف الخاصة , ولذلك فالولايات المتحدة لديها فى مخزن الطوارىء فضلا عن الاجراءات المتبعة حاليا قانون يسمى مارشل وهذا يطبق فى حالة أى تداعيات داخلية تهدد كيان الدولة وملخص هذا القانون هو فرض الاحكام العرفية وتفعيل قوانين طوارىء منها حظر التجول والتفتيش والاعتقال بدون اذن النيابة ودفع الجيش للسيطرة على المدن ومنافذها والمواقع الحيوية .
ولاننا فى عصر الاتصالات فهناك وحدة خاصة فى الجيش الأمريكى وافق علي تفعيلها الكونجرس فى العام الماضى ومهمة هذه الوحدة اختراق وتعطيل شبكات ومخازن الأعداء الالكترونية وشل حركتها من كهرباء ومياه وقواعد بيانات وبنوك وبورصة وشل الأقمار الصناعية وهى حرب العصر الحالى .. فالحرب الالكترونية الداخلية والخارجية لاتقل خطورة وتدمير عن الحرب العسكرية ولكنها تتم بدون صوت ولكن قدرتها التدميرية تفوق عشرات المرات الحروب العسكرية .
الغرض من هذا العرض البسيط جدا هو أن لكل دولة الحق فى اتخاذ ماتراه مناسبا لحماية نفسها سواء من العدو الداخلى أو العدو الخارجى بغض النظر عما اذا كانت هذه التدابير قانونية أو دستورية , فالقانون والدستور هو حسنة من حسنات العقل ولكن الخطر المحيق بالدولة لايمكن له أن يرتبط بالقانون ويعتمد على الدستور طالما أن الجهة المخول لها بتطبيق هذه القوانين الاستثنائية فوق مستوى الشبهات وليس لها النية فى اقصاء أى فصيل داخلى .. فالكونجرس الأمريكى موافق تماما على كل هذه القوانين التى يطلق عليها المعارضين فى الداخل الأمريكى بأنها قوانين وتدابير سيئة السمعة , ولكن الدولة تبقى أهم من المعارضة وبقاء الدولة أهم من العدل فى بعض الأحيان.
نحن لانتمنى أن تصل الأمور فى مصر العزيزة الى دفعنا أن نسلك طريق الطوارىء , فالأخوان فى نهاية اليوم هم أخوة واخوات وأبناء لنا جميعا ولايوجد بيت فى مصر يخلو من أخ سلفى أو أخوانجى ونحن نعزهم ونحترمهم ونعلم جيدا أنهم قادمون من خلفيات اجتماعية طيبة المنبت ولكن دوافعهم السياسية تحتاج الى بعض الاصلاح والتوجيه.
وللخروج من الأزمة الراهنة لابد أن يتفهم أخوتنا فى الجماعة أن الحياة قدرات وكل انسان لديه نقاط ضعف ونقاط قوة ولايعيب الانسان أن يصارح نفسه بامانة ويعترف بأن القدرة التنظيمية وهى من ضمن نقاط قوة الاخوان تختلف اختلافا تاما عن القدرة القيادية لشعب متعدد الاتجاهات والمشارب والتطلعات والمشاكل والاحتياجات , وهذا يعنى أن الأخوان مازالوا صالحين لخدمة المجتمع والمشاركة فى العمل السياسى على أن يكون أقصاه السلطة التشريعية .
نتمنى أن تتنازل القيادة الاخوانية عن الكبرياء المصطنع وان تتعامل مع الواقع بشىء من البرجماتية وأن لاتنسف المعبر مع اخوانهم فى الوطن , فالحياة مستمرة وطاقة الأمل فى أن نتصالح جميعا مازالت مفتوحة , وبناء عليه نرجو من قيادتهم أن تعتذر للشعب المصرى عن هذا المنظر السخيف القبلى الذى ظهرو به مؤخرا وأن يطلبوا العفو من الشعب على هذه البريرية فى التعبير والتهديد , على أن يمنحهم هذا الشعب الحق فى الترشيح للمجالس النيابية وأن يكون لهم وجود قانونى فى الحياة السياسية مستقبلا بدلا من الاقصاء , فالاقصاء هنا سيكون فعل ناجم عن تضخم الكبرياء المريض وشخصنة الأمور لدى قيادتهم وبعدهم عن الواقع فالاعتراف بالحق واجب وفضيلة.
هذه المبادرة ستكون آخر أمل فى الانصهار فى وطن مختلط العقائد والتوجهات وفى نهاية اليوم سيظل الدين لله والوطن للجميع والجيش حامى الشعب والشرطة مع الجيش والقضاء مع الشرطة وكلهم موجدين لحماية الوطن بعيدا عن التزمت.
سمعونا صلاة النبى وعفى الله عما سلف فى هذه الأيام المباركة.
06/11/2014
مصرنا ©
| | | |
| | | | |
|
|