| | | | هنا القاهرة
| | السيسى | |
بقلم : غريب المنسى ........................
ماحدث فى القاهرة هذا الاسبوع لايمكن أبدا أن يخرج عن سياقه الطبيعى ولايصح أبدا أن يسترسل الاخوة المحلليين الاستيراتيجيين فى الافراط فى الاسهاب والشرح والتتويه فالأمر بكل بساطة هو أن مصر خرجت عن مسارها الطبيعى بفعل عوامل دخيلة وأعادها أبناؤها الأحرار الى مسارها الطبيعى مرة أخرى بكل سهولة وثبات .. لا أكثر ولا أقل!! يمكن لكم طبعا أن تطلقوا على ماحدث فى مصر انقلاب .. وهذا طبعا صحيح لأنه كان انقلابا على حالة العجز والتشرذم والانبطاح والاستقواء بالخارج من أؤلئك اللذين صدعونا بشعارات دينية جوفاء كانت نتيجتها أن أصبح شكل مصر الخارجى فى محيطها الاقليمى ومحيطها العالمى يصعب على الكافر.
مهم جدا أن نفهم معنى الشرعية حتى نفهم أن أخوتنا فى القوات المسلحة المصرية فى الواقع حافظوا على الشرعية ولم يكسروها , فكلمة الشرعية على عواهنها كلمة مطاطة تماما ومفتوحة النهايات تماما كالديموقراطية وحقوق المرأة وحقوق الانسان, ويمكن استخدام كل هذه الكلمات مرسلة كحقنة مخدرة قوية المفعول لتمرير أى مؤامرة أو عملية خيانة عظمى سواء على المستوى الدولى أو المحلى , فعندما استخدمها جورج بوش الابن كانت نتائج هذه الكلمات الرنانة احتلال العراق وافغانستان ولاحقا مخططات الربيع العربى وعندما بدأ الرئيس المرفوت محمد مرسى يستخدم الشرعية كعنوان مطاطى هلامى كان يستخدمها أيضا ليمرر أكبر مخطط انهزامى على المصريين.
ولك أن تتذكر أنه فى الوقت الذى كان مرسى ينادى بالشرعية كان ذراعه الأيمن الشاطر يجتمع مع السفيرة الأمريكية فى القاهرة ويناقش معها استعداد مرسى على فتح قاعدتين أمريكيتين فى مصر واحدة على سواحل البحر الأبيض بجوار السلوم والأخرى على شاطى البحر الأحمر فى الغردقة مقابل أن تسانده الادارة الأمريكية كما ساندت مبارك من قبل مساندة مطلقة وكما تساند كرزاى فى أفغانستان.
وعلى ضوء هذه التسريبات فنحن وصلنا الى نتيجة مؤداها أن مرسى كان من المؤمنيين بأن تسعة وتسعين بالمئة من أوراق اللعبة مازالت فى يد أمريكا واسرائيل وبالتالى كان فى عقله الباطن يغازل أمريكا واسرائيل حتى يسمحوا له بالانفراد بالشعب المصرى والتمكين لأيدولوجية الاخوان المسلمين وهى أيدلوجية تعتمد على لونين فقط هما أبيض وأسود وليس بينهما اللون الرمادى فالمواطن وطبقا لهذا المنطق "يامعانا ياضدنا " . أى أن الرجل بطبيعته كان أعورا لم تكن له رؤية مستقلة لمستقبل مصر ولكنه كان خمبولا تابعا يحرص على التأييد الأمريكى المطلق لركوب شعبه , وهذا طبعا لايستقيم مع طبيعة الأمور على أرض الواقع , فحتى مبارك الذى كان أكبر عميل أمريكى لم يسمح لهم بقواعد عسكرية !!
دعونى استعرض معكم معنى الشرعية : فالشرعية قد تكون دستورية وزوجية وأبوية وايجارية وجيرانية أى أنها كلمة قد تنطبق على أى تعامل سواء كان شخصى أو عام وبالتالى فهى كلمة لابد لها من أن توضع فى سياقها الصحيح ونرى مايحيط بها من أفعال حتى نفهم معناها فى سياق موضوعها.
فمثلا : افترض أنك استجأرت شقة أو محل فأنت فى هذه الحالة مستأجر شرعى للعين لك حقوق وعليك واجبات ينظمها ويحميها عقد الايجار , ولكن اذا أردت أن تغير من معالم الشقة أو المحل ف أنت بذلك خرجت عن الشرعية الايجارية وتكون فى وضع مخالفة صريحة للعقد . ونفس المنطق ينطبق على شرعية الزواج وشرعية الأبوة وشرعية الجيرة والى كل تعاملاتك الحياتية. وبالنسبة للشرعية الدستورية للحاكم فهى أيضا لاتختلف عن هذا المثال البسيط ففى الواقع أن الحاكم قانونيا عند اختياره وفوزه فى الانتخابات هو فى عقد مع الشعب اذا أخل بالعقد فهو فاقد للشرعية ولكن معظم الحكام فى العالم الثالث يضربون بالتعاقد مع شعوبهم عرض الحائط معتمدين على الاستقواء بالخارج وأبواقهم الدعائية .
وأنت عندما تخل بعقد ايجارك فالقاضى هو الوحيد القادر على طردك من العين محل التنازع وعندما تكون حاكما فالشعب هو الوحيد القادر على طردك من وظيفتك هكذا بدون فذلكة وببساطة.
لقد خالف الرئيس المرفوت مرسى عقد التعاقد مع الشعب المصرى فى عدة مواقف , فالرجل جاء بعد ثورة عظيمة على نظام متكلس ولم يحصل فى الانتخابات الرئاسية النزيهة الا على نسبة الحد الأدنى للفوز ومعنى ذلك أنه لم يأتى بموافقة مطلقة من الشعب وكان لزاما عليه أن يتحرك فى الاتجاه الصحيح لنقل مصر من النقطة الف الى النقطة ب ولكننا وجدناه رئيس ضعيف الحيلة وضعيف الرؤية ولأول مرة فى تاريخ مصر المعاصر نفاجىء باننا بصدد رئيس ليس لديه أبجديات الادارة والزعامة والقيادة.
لم يتحرك مرسى فى الاتجاه الاقتصادى الصحيح وبذلك فقد شرعيته الاقتصادية لأنه لم يستعين بعقليات اقتصادية مصرية جبارة واعتمد على عقليات حزبه الاقتصادية ففقدت مصر حوالى ثلثى احتياطها الاستيراتيجى من العملة الصعبة ووقف الشعب بالطوابير على الغاز والجاز , والمصريين بطبعهم يحكمون على شرعية رئيسهم من خلال الاقتصاد الذى يحدد ثمن الفطور والغذاء لشعب محدود الدخل.
وفقد مرسى شرعيته التواصلية لأنه لم ينظر لمصر على أنها شعب واحد ولكنهم شعبين " أخوان وغير أخوان" هذه النظرة العورة أفقدته شرعيته الاجتماعية فالرئيس مازلنا ننظر اليه على أنه أب حنون لايفرق بين أبناء الشعب على خلفية عقائدية.
وفقد مرسى شرعيته ككبير للعائلة المصرية عندما لم يجد الشعب له تصور خاص وفلسفة خاصة نابعة من خبراته العلمية والحياتية وكانت كل قراراته وأفكاره تأتى له معلبة من مكتب الارشاد كل صباح .
وفقد مرسى شرعيته الدستورية عندما أراد أن يقسم الشعب المصرى بطريقة غير مباشرة الى فريقان متنافران تماما كجمهور الفرق الرياضية وهذا لعمرى أكبر خطأ يمكن أن يقع فيه مراهق سياسى ناهيك عن رئيس جمهورية !! فمصر وان كثرت مشاكلها فهى شعب واحد يجتمع على قلب رجل واحد عند الشدائد وتحت القيادة الحكيمة وحتى وان كان الشعب المصرى فى هذه الفترة التاريخية ليس فى أحسن أحواله السيكولوجية نتيجة للظلم والتخبط الا أن هذا الشعب لديه مخزون حضارى كبير فى عقله الباطن يسترجعه عند الضرورة.
وطبعا لضيق المساحة هناك أسبابا كثيرة جعلت من مرسى غير منشودا فى هذه الفترة , هذه الأسباب ستظهر لاحقا عندما يجتر التاريخ حلقاته ولكن من المهم هنا أن نتذكر ونعى جيدا أن لنا أخوة وأبناء فى القوات المسلحة والشرطة والقضاء والاعلام ساهرين على مصالحنا فتحية اجلال وتقدير لهؤلاء الرجال اللذين مسحوا التراب من على وجه مصر الحضارى ليعود البريق الى وجه مصر مرة أخرى وتنهض من وكستها , ولن يكون النهوض بالارتماء فى أحضان أمريكا واسرائيل ولكن النهوض سيكون عندما يفهم من سيجلس فى قصر العروبة مكانة مصر وجغرافيتها وعبقرية شعبها .
وتحية للمخلصين كل فى موقعه.
******
من عبقريات أحمد فؤاد نجم
واه يا عبد الودود يا رابص ع الحدود و محافظ ع اللظام كيفك يا واد صحيح عسى الله تكون مليح و راجب للامام أمك ع تدعي ليك و ع تسلم عليك و تجول بعد السلام خليك ددع لابوك ليجولوا مين دابوك و يمصخوا الكلام
06/11/2014
مصرنا ©
| | | |
| | | | |
|
|