المافيا
| |
بقلم : غريب المنسى
........................
القراءة الصحيحة لما يحدث فى سيناء من خطف للجنود المصريين مرورا بقتلهم لن يخرج عن سيناريو مافيا التهريب بين غزة ومصر ودخلت معاهم اسرائيل على الخط . فمافيا التهريب فى غزة لها أنياب مادية وسياسية واعلامية ودينية قوية يقابلها على الطرف المصرى مافيا للتهريب لاتقل شراسة عنهم وحجم التبادل الاقتصادى بين هاتين المافيتين يتعدى العشرة مليار جنيه سنويا وهذا مبلغ ضخم بالقياس بعدد أباطرة غزة وأباطرة شمال سيناء, وهذا ليس له أى علاقة لا من قريب ولا من بعيد بالشعب الفلسطينى الشقيق وحتى لانخلط الأوراق . المافيا فى غزة تدفع ضرائب لقيادة حماس وهذا أيضا ليس له علاقة بالشعب الفلسطينى وقيادة حماس من صالحها أن يستمر التهريب وتستمر حنفية الفلوس مفتوحة وبالتالى فهى تخلط الأوراق وتتهم من يحاول أن يهدم الانفاق من خلال أبواقها الدعائية القادرة على قلب الكذب الى حقيقة الى أن هدم الانفاق معناه منع الحليب عن الأطفال الرضع فى غزة.
قيادة حماس متسربلة وحتى تقهر الشعب الفلسطينى فى غزة برداء الاسلام واصبحت امارة اسلامية بالشكل يقودها كبار المتسلقين على أكتاف الشعب الفلسطينى وبالتالى أصبح الوضع بالنسبة للانفاق سبوبة مهمة لاستمرار هذا الدخل. قيادات حماس من أكبر القيادات الانتهازية فى تاريخ الصراع الفلسطينى ونرى ذلك بوضوح من خلال تحركات رجلهم الكبير وارتباطه المشبوه بقطر والقرضاوى , وللأسف لايستطيع أى مواطن فى غزة من مواجهتم بهذه الحقيقة !!
يقابلهم على الجانب الآخر من الحدود مواطنين مصريين مهضومين الحقوق ليس لهم وسيلة للعيش غير التهريب وهنا التقت مصالح مافيا غزة مع مافيا شمال سيناء لتكوين شبكة للجريمة المنظمة مستخدمة الشعب الفلسطينى ومعاناته كعنوان للاستمرار فى الاجرام . والشعب الفلسطينى المظلوم يستخدمه السياسيون وتجار المهربات أحسن استخدام وهذا مانراه جيدا فى كمية الاثرياء فى غزة التى هى المفروض وكما تقول أبواق الدعاية الحمساوية أنها تحت الحصار من اسرائيل .
كمية الطعام والأدوية وكل مايحتاجه الشعب الفلسطينى فى غزة والتى تدخل يوميا من اسرائيل تكفى تماما مواطنى غزة ولكن أعضاء الجريمة المنظمة يريدون المال الذى هو اكسير الحياة والذى ياتى اليهم من سيناء وحتى لو تم تكسير القوانين المصرية ومحاربة الحكومة المصرية واستغلال الفترة الانتقالية مابين عهد مبارك وعهد مرسى لزيادة حجم ونوعية السلع المهربة لتشمل سلاح ومخدرات ومسروقات .
والمافيا وعقلية الاجرام لاتتغير بتغيير المكان والزمان , فالمافيا الأمريكية والمافيا الروسية والمافيا الايطالية تسخر المال لخدمة مصالحها لشراء السياسيين وأبواق الدعاية ولا تتورع عن قتل من تراه يقف فى طريقها من قضاة وسياسيين وصحفيين وهذا لايختلف كثيرا عن مافيا غزة وشمال سيناء فكلما نادى منادى بخطورة الانفاق على الأمن المصرى قامت الدعاية الحمساوية بتصوير الأمر وكأنه موجه ضد الشعب الفلسطينى وهذا أكبر تدليس منظم يرتكب من منظمة اسلامية مزيفة يقابلها على الجانب الآخر قيادات اسلامية مخدرة تريد أن تكتسب شعبية سياسية رخيصة حتى تظهر للعالم دجلا أن القضية الفلسطينية هى مهمتهم الأولى .
ماهى علاقة الشعب الفلسطينى بالمهربين ؟ وماهى علاقة القضية بالمافيا؟ وكيف تحولت القضية فى زمن العولمة الى حرب اقتصادية بين مجموعة من اللصوص تحت عباءة الدين؟ وهل فعلا الأنفاق تخدم القضية ؟ وماهى القضية بالأساس وحماس تعولمت وتخولنت ؟ وهل نحن لانعرف من هم قيادات حماس وماهى مصادر ثرائهم ؟
وطبعا أكل الطعم رئيسنا الأخوانجى الحنون العطوف الذى يدافع عن الحقوق الفلسطينية والذى هو متصور أنه يتعامل مع ممثلين حقيقيين للشعب الفلسطينى , الرئيس مرسى برىء ولايعرف أنه يتعامل مع أكبر مافيا فى الشرق الأوسط تشمل تجار الحروب وتجار المعاناة وطبعا كما أشرنا سالفا أن هذه المافيا متسترة تحت غطاء حماس السياسى والدينى المزيف واواصر الاخوة والشهامة بين الشعب المصرى والشعب الفلسطينى وتدريجيا بدات اسرائيل تدخل على الخط وتشجع هى الأخرى بيزنس الأنفاق حتى تصدر الى مصر المخدرات وحبوب الهلوسة لتدمير شعبها وهنا التقت اسرائيل مع المافيا فى غزة وشمال سيناء لتكون المنطقة الحدودية المتاخمة لمصر من جانب غزة هى من أكبر مصادر القلق للأمن القومى المصرى .
وفى غمضة عين وجدنا هؤلاء الجهاديون ينزحون الى سيناء وتدريجيا تحولت الى تورا بورا وكلما ضيق المصريون الخناق على مافيا التهريب والأنفاق ظهرت جرائم جهادية لخلط الأوراق وكأن الموضوع مرتبط بالجهاد فى سبيل الله وليس تجارة المهربات.
حماس غيرت بوصلتها السياسية وهى حركة مثلها مثل أى حركة وفى الحركة بركة وتريد أن تلعب مع الجيش المصرى ليس بدوافع سياسية كما توحى للعامة ولكن بدوافع تجارية ينتفع منها المافيا ولاعبى الاكروبات الاقتصادية وبالتالى فهى خطر محيق على الشعب الفلسطينى وعلى الشعب المصرى والدليل على ذلك أنها متمسكة بالأنفاق كوسيلة من وسائل الجهاد ضد اسرائيل وقسمتها الى أنفاق للسلاح وانفاق للبضائع وأنفاق لكل شىء بيد أنه مالفت نظرى هو أنفاق الأفراد .. !! ماحاجة الشعب الفلسطينى فى غزة لأنفاق للافراد ؟!! هل هؤلاء الأفراد خارجين عن القانون ؟ وأى قانون هذا ؟!.
****
اذا كانت حاجة الشعب الفلسطينى فى غزة للبضائع المصرية أساسية لهذه الدرجة فنحن لانمانع من قيام منطقة حرة للتجارة وتبادل البضائع قانونيا بين غزة ومصر ولكن لابد من تدمير الأنفاق لأنها مصدر الخطر على الشعب المصرى .
*****
في مصر يعيش اليهود والنصارى مع المسلمين ولم يحاربوهم، لكن لو أخي تعدى على بيتى سأقاتله. أحمد ياسين