بشار مرسى   حافظ الأسد   بقلم : غريب المنسى ........................ توطئة : اذا لم يطالب الشيخ يوسف أبو خمسة من على منبر المسجد فى غزة أن فلسطين دولة مستقلة حدودها الرابع من يونيو عام سبعة وستين وعاصمتها هى القدس الشرقية وأنه لايمكن أن تتم تسوية فلسطينية بدون تسوية الجولان , فنحن نتعشم أن يذهب أحد الشرفاء ليلا الى مقر اقامته ويكتب على الحائط الخارجى بخط منمق " هنا مستودع صواريخ ذكية حديثة جدا لكتائب عز الدين القسام !!" .. انتهى . *** منذ عدة سنوات وجدت كتابا فى المكتبة العامة فى الولايات المتحدة كتبه صحفى اسرائيلى عن الرئيس الراحل حافظ الأسد وقرأت الكتاب وخرجت بحقيقة مهمة جدا وهى أن الرئيس الاسد الأب رحمه الله كان هو النسخة الهادئة الرزينة الصبورة من الرئيس عبد الناصر , فالرجل وفى الوقت الذى كان يذهب فيه الرؤساء والملوك والأمراء العرب للفسحة فى منتجعات أوروبا كان يقضى فى مكتبه حوالى ستة عشرة ساعة يوميا فى العمل الدؤوب ومتابعة الخطط والتقارير التى جعلت من سوريا وبمقاييس العالم الثالث دولة مكتفية ذاتيا من الماء والطعام والوقود والدواء وفى نفس الوقت يتوزان هذا التخطيط مع مزيانيات التسليح المرتفعة , فسوريا لم توقع على معاهدة سلام مع اسرائيل وبالتالى فهى لاتحظى بمساعدات عسكرية أمريكية مجانا , ولعلنا نعرف جميعا أن المجهود الحربى يمتص ثلثى دخل أى دولة وبالذات عندما تكون ملاصقة لاسرائيل وفى بحر سياسات متلاطم كالشرق الأوسط . عزيزى قبل أن تنفعل وتتعصب أرجوك أن تتريس قليلا لربما غيرت من وجهة نظرك المتحاملة فنحن جميعا لسنا عناصر فى الأنظمة السياسية وربما لن نكون وبالتالى فنحن نفاضل بين الانظمة ليس بدافع شخصى ولكن بدافع المصلحة العامة والفائدة العائدة على الشعوب من تلك الأنظمة التى ليس لها دخول خرافية من البترول ومع ذلك توائم بين سياسة التنمية مع ضرورة التسليح وهو عنصر مهم من عناصر القوة. هل كانت العراق فى عهد صدام ومصر فى عهد مبارك أحسن حالا من الآن ؟ الاجابة نعم بكل تاكيد ولكن هل كنا نتفق مع هذه الأنظمة؟ الاجابة هى لا بكل تأكيد !! والنقطة الرئيسية هنا أن هؤلاء القادة تركونا بدون صف ثانى من القادة المدربين وبالتالى فرضت علينا ظروف التغيير مرسى فى العراق ومرسى فى مصر ومرسى فى تونس ومرسى فى ليبيا وهؤلاء المراسى سيكونون قريبا هم السبب الرئيسى فى غرق المركب العربى لأنهم لم يخلقوا ليكونوا قادة وبالتالى فنحن شعوب يتيمة تسلم أمورونا مجموعة من البيروقراط . من منا لم يختلف مع سياسات والده؟ ومن منا لم يواجه بحركة تمرد من أولاده داخل المنزل متزمرين على سياساته الرجعية ؟ ولكن هل معنى ذلك اننا نكره أباؤنا أو أولادونا ؟ بالتاكيد لا .. ولكن هذه هى سنة الحياة فى الاختلاف ولاغبارعلى ذلك , ولكن أن أختلف مع أبى وأن أذهب لأبحث عن عريس لأمى نكاية به , فهذا هو التصرف الأهوج الذى نحن بصدده فى ربيعنا العربى الأجدب .. فى هذه الهمجية صرنا نتكلم عن الديموقراطية أكثر من مخترعيها وصرنا نفهم فى الدستور وصرنا نردد كالببغاء أدبيات حقوق الانسان وكاننا لدينا كل مقومات العيش الكريم ولسنا فى دول عالم ثالث نامية , وكل هذا العلم والتبحر السياسى والاقتصادى والديبلوماسى هبط علينا بين ليلة وضحاها أو فى رواية اخرى بين غمضة عين وانتباهتها. أخى المواطن العربى المنفعل أرجوك أن ترحم بيضاتى وبيضاتك من العصبية المفتعلة وأن تسأل نفسك سؤال بسيط : مالفائدة التى سوف تعود عليك أو على من ازاحة بشار الأسد مثلا والمجيىء ببشار مرسى ؟ الاجابة لاشىء!! وفى حين أن بشار الأسد قد تعلم الدرس بالذخيرة الحية ولديه الاستعداد للتغيير والانفتاح وتطبيق الديموقراطية حتى يتماشى نظامه مع روح العصر سيكون بشار مرسى العن وأضل سبيلا على شعبه لأنه سيأتى بفترة سماح أمريكية واسرائيلية لينعل عرض شعبه لمدة لاتقل عن عشرة سنوات حتى تستقر أموره وليبدأ من حيث انتهى بشار الأصلى تحت شعار أنه حديث العهد بالسياسة وأن التغيير محتاج الى وقت اضافى!! تعالى نطلب للرئيس بشار الأسد الهدى والهداية وأن يعاهدنا أن تكون دولته بعد هذه القلاقل أقل بوليسية على الشرفاء وأقل ديكتاتورية ومتقدمة فى حقوق الانسان والحريات العامة بمقايسس العالم الثالث طبعا, وبالتالى نوفر على أنفسنا زمن وجيل كامل من الوقوع فى براثن بشار مرسى. ******* العلم يرفع بيتا لا عماد له ... والجهل يهدم بيت العز والشرف .. أحمد شوقي   06/11/2014 مصرنا ©