| | | | حارة الاندال
| | حافظ الأسد | |
بقلم : غريب المنسى ........................
هل عشت فى شارع أو قرية أو مدينة كلها اندال؟!! أو هل شاهدت فيلما قصته تدور عن عالم الأندال ؟ وهل وصلنا فيما بيننا الى تعريف معنى الندالة؟ فالندالة يختلف مفهومها وتعريفها طبقا للحالة النفسية العامة فمثلا مايراه البعض ندالة قد يكون لدى البعض الآخر شىء مختلف تماما. وقد نقضى وقتا طويلا جدا فى الجدال على ماهية الندالة , ولكن لحسن الحظ ان الله خلق لنا شعورا نستطيع من خلاله اذا لم نحس بالندالة على الأقل نستطيع من خلال هذا الشعور أن نقرر بأن هناك أمرا غير مستقيم يحدث ومرة أخرى قد يسمي بعضنا مايحسه هذا الشعور الفطرى ندالة وقد يسميه البعض الآخر وقاحة وخسة ولكننا سنتفق تماما على أن هذا الشىء ليس ببطولة أو عمل جيد وموجب.
فى خضم الضغوط الدولية التى تمر بها الدولة السورية تقوم اسرائيل بضرب بعض الأهداف الحيوية فى الداخل السورى وهذا طبقا لمواثيق الأمم المتحدة هواعلان حرب من جانب اسرائيل على سوريا , فهل قامت اسرائيل بهذا العمل وهى تعلم أن سوريا تسكن فى منطقة من الأزلام أم أنها متأكدة تماما من أن عالمنا العربى من محيطه الى خليجه هو مجموعة من الأندال لم يجود التاريخ بمثلهم ؟
هذا هو لب القصيد .. اسرائيل تريد أن تجر سوريا الى حرب مفتوحة فى نفس الوقت التى ينتشر سرطان جبهات التحرير المزيفة بالداخل السورى وهذا أمر صعب جدا على القيادة السورية وحتى الولايات المتحدة لاتستطيع من مواجهة هكذا حروب فى الداخل والخارج , فالحروب لها اصولها وما نراه هنا ليس بحرب ولكنه ضرب من تحت الحزام فى الوقت الضائع من جولة الملاكمة التى يبلى فيها اللاعب السورى بلاء حسنا جدا بالقياس الى العوائق والصعوبات التى يضعها عليه حكم المباراة واللاعبين .. فأرضية حلقة المباراة غير متساوية يسخرها الحكم لصالح الخصم كلما سنحت له الفرصة بذلك , أى أننا أمام حكم ندل ولاعبين أندال ومشاهدين فى منتهى الندالة .
عندما تقوم اسرائيل بهذا العمل لابد أن نفهم جيدا أن نظام الرئيس الأسد قوى وباق وأن غرضها من هذا الهجوم هو خلط الاوراق وازاحة بعض الخوف من قلوب العناصر الشريرة التى تساهم فى اشعال الداخل السورى وعلى رأسهم قطر والسعودية , فعندما سيخرج الأسد منتصرا من هكذا فخ وضعوه فيه لابد أن ينسحب امير قطر مخزيا والى الأبد ولابد أن ترفع السعودية راية الانكسار, أى أننا أمام موقف غريب جدا ومشخصن جدا بين أمير قطر وحكام السعودية ضد الرئيس الأسد .. أما هم أو اما الأسد .
عندما تيقن الجانب الندل فى هذه الحرب الندلة أن الأسد مازال مسيطرا على وطنه ودولته ولن تنقسم سوريا طلبوا الاستعانة بااسرائيل حتى ترفع عنهم ضغوط الخوف والضياع وهاهى اسرائيل بكل ندالة تستغل الموقف وتضرب من تحت الحزام عساها أن تحرز نصر اعلامى سريع يرفع من معنويات قطر والسعودية.
لازلت غير متأكد تماما من أن الرئيس الأمريكى يعلم جيدا خطورة الوضع السورى الحالى على الأمن والسلام العالمى وتحديدا على أمن منطقة الخليج؟ وهل الرئيس الأمريكى على بينة من أن هذا صراع شخصى ليس للولايات المتحدة فيه ناقة ولا جملا ؟ وهل الرئيس الأمريكى مازال مصرا على أن مايحدث فى سوريا هو رغبة شعبية فى ازاحة ديكتاتور تقليدى؟ أغلب الظن ان الرئيس الأمريكى ينتهج نفس السياسة التقليدية للولايات المتحدة التى يسيطر عليها ابالسة اللوبى الصهيونى ونفس هذه السياسات هى التى أوصلت الولايات المتحدة الى هذه الحالة من القيادة الغير متزنة والتى تكيل بمكيالين ان لم يكن بثلاثة مكاييل.
ان الصراع الآن فى سوريا ليس صراعا دينيا وليس صراعا أيدلوجيا وليس صراعا بين شعب مظلوم وديكتاتور ظالم ولكنه صراع مكتوم بين قوى محلية تريد أن تسيطر على منطقة الشرق الأوسط وقوى عالمية تقف متفرجة حتى ينتهى الصراع وتنضم الى المنتصر .. وهنا يبرز سؤال مهم جدا : أين جماهيرنا العربية من هذا التدليس والغبن وعدم العدل مع سوريا ؟ والى متى ستظل هذه الجماهير مغيبة الوعى ؟ ألم يحن الوقت بعد للجماهير العربية المغبونة من الهبوب لنصرة الشعب السورى أم أننا شعوب على دين حكامها؟!!!
حماية سوريا والوقوف الى جانب شعبها هو فرض عين على كل مواطن عربى يؤمن بالقومية العربية ويؤمن بالسلام والعيش الآمن .
*****
لا حياة إنسانية من دون وطن، ولا وجود إنساني من دون وطن .. حافظ الأسد
06/11/2014
مصرنا ©
| | | |
| | | | |
|
|