مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

 السح الدح أمبوه

 

السح الدح أمبوه

 

بقلم : غريب المنسى
........................


كانت مراسلة السى ان ان توافى المركز الرئيسى فى اتلانتا جورجيا على الهواء مباشرة من القاهرة بأخر فاعليات " مليونية جمعة السح الدح أمبوه" عندما سالها كبير المذيعين من الاستوديو الرئيسى عن معنى " السح الدح أمبوه" ؟!! وأسقط في يدها , فمعظم المصريين ان لم يكن كلهم لايعرفون معنى " السح الدح أمبوه" , فكيف وهى الأمريكية خريجة جامعة كولومبيا تعرف معنى " السح الدح أمبوه" ؟!! وبديهيا لاتقف مشكلة أمام الاعلاميين الغربيين عندما يتعرضون لسؤال مباغت وبسرعة بديهة تحسد عليها شرحت المراسلة للعالم معنى " السح الدح أمبوه" كما تراه.

" السح الدح أمبوه" على مايبدو هى لغة هيروغليفية كان المصريين القدماء يستخدمونها فى مليونياتهم أيام مينا موحد القطرين عندما زادت أعداد العاطلين عن العمل وحل الكساد على البلاد والعباد وارتفع سعر الدولار ليساوى تعريفة ." ف السح" مشتقه من السحت و"الدح" مشتقة من الدحدرة أما الامبوه فاختلف على تفسيرها علماء اللغة المصرية القديمة فالبعض يقول أنها مشتقة من كلمة " كس أم أبوه" والبعض يرى أنها مشتقة من كلمة : "ينعل ميتين أم أبوه " وفى كلتا الحالتين هى كلمة حادة ومعبرة عن المعاناة الاقتصادية التى كان يعانى منها المصريين القدماء ومازال يعانى منها وحتى يومنا هذا المصريين الجدد, فالمصريين حياتهم كلها معاناة مع حكامهم .

******

كان الرئيس الأمريكى يتابع هذا الفاصل الاخبارى واعجب جدا بعبارة " السح الدح أمبوه" لما تحمله من دلالة قوية فى التعبير عن الغضب , فاللغة القوية المعبرة عن آمال وطموح الملايين تصل مباشرة الى القلوب و" السح الدح أمبوه" عبارة فى قمة البلاغة ولاتقع تحت طائلة قانون السب والقذف . وبدأ يفكر فى الفكرة التى عرضها عليه مستشاره للأمن القومى فى هذا اليوم , فالمصريين جربوا كل الحكام من ضابط جيش الى طيارالى حامل دكتواره ومع ذلك ليسوا سعداء !! ماذا لو فكرنا فى أن يحكم المصريين عجلاتى أو سباك أو حلاق او حتى منجد ؟!! واختمرت الفكرة فى رأسه وطلب من مدير مكتبه فى الحال أن يعرض عليه كل الاسماء التى رأت المخابرات الأمريكية أنها عناصر بديلة مناسبة للرئيس الحالى عبوده.

وقع اختيار الرئيس الأمريكى على " منعم الحداد " كمرشح محتمل لرئاسة مصر ,والحداد هى مهنته وليس اسم عائلته , فمنعم شاب مجتهد وطموح ذهب الى ليبيا وعاد بعد غيبة ليفتح محل حدادة فى السبتيه وله عدة براءات اختراع منها أنه طور "التوك توك " وجعله ذو قوة دفع ثلاثية . وأعطى الرئيس الأمريكى الاوكيه على "منعم الحداد " وبدأت آلة التلميع والتسويق الأمريكية الجبارة تدفع منعم دفعا لمرتبة الصدارة على تذكرة الانتخابات الرئاسية المصرية وبالفعل نجح " منعم الحداد " المخترع العبقرى الذى صمم القاعدة الحديدية لاطلاق صواريخ الفضاء فى ناسا – كما سوقه الأمريكان - فى أن يكون الرئيس السادس لمصر.


*****

بمجرد أن حلف منعم الحداد اليمين الدستورية لم يضيع وقته فى الرسميات وبالتليفون استدعى "عبده المنجد " ليكون الوزير المسؤول عن القطن و" حمادة السعاتى" ليكون الوزير المسؤول عن الصناعات الدقيقة " وبرعى الفكهانى " ليكون الوزير المسؤول عن الزراعة و "اسماعين عملة" ليكون الوزير المسؤول عن الاقتصاد واحتفظ لنفسه بحقيبة الصناعات الثقيلة واعطى لهم صلاحية واسعة لتنفيذ مايروه مناسبا طبقا لخبرتهم فى شوارع السبتيه , وترك الرئيس منعم العلاقات العامة للدولة وقولنا وقالوا للأكاديميين الحريفة !! ..

وبعد خمس سنوات كانت النتائج رائعة ف "عبده المنجد " اهتم بالقطن المصرى وأصبح القطن المصرى فى عهده من ضمن مصادر الدخل المصرى بالاضافة الى جودته العالمية , و" حمادة السعاتى" أسس قاعدة للصناعات الدقيقة تنافس الصين وسويسرا فى مجالات صناعة الساعات و"برعى الفكهانى " أعاد للزراعة هيبتها الاولى ولم تعد مصر فى حاجة لاستيراد القمح والذرة والأناناس و"اسماعين عملة" بكل فكاكة جعل سعر صرف الجنيه ممتاز وأصبح المستوردين يبحثون عن الجنيه الأقوى من الدولار والمطلوب عالميا .. أما الرئيس منعم تفرغ لبناء صرح اقتصادى ضخم لصناعات جادة تعتمد على الحديد الذى هو تخصصه وأصبح الحديد المصرى لاغنى عنه فى أوروبا وأمريكا, وتحولت البطالة الى عمالة بل عمالة متخصصة وتحرك الاقتصاد وفى نهاية الخطة الخمسية الأولى أصبح الاحتياطى النقدى حوالى مائتين مليار دولار .. والعجلة دايرة.

*****

كان الرئيس الأمريكى يتابع " مليونية بنحبك ياأقرع " عندما شرحت المراسلة أن المصريين لأول مرة فى تاريخهم يخرجون فى مظاهرات حب لتأييد رئيسهم " منعم الحداد " البصمجى العملى الذى خرج من رحم المعاناة لينقل بلده نقلة عجز الضابط والطيار والدكتورعن فعلها. انه منعم الحداد اللى جاب الديب من ديله. وابتسم الرئيس ففعلا يضع سره فى أضعف خلقه.


 


06/11/2014

مصرنا ©

 

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية