| | | | ذكريات
| ذكريات |
بقلم : غريب المنسى ........................
فى هذا الاسبوع تمر الذكرى السادسة لانضمام العبد لله الى مجموعة كتاب البورتل فى عرب تايمز ونستهل هذه المناسبة ونوجه الشكر طبعا للدكتور أسامة فوزى وللأستاذ زهير جبر ولأننى لأعرف غيرهم فى ادارة هذه الجريدة فمن الواجب أن نشكر كل العاملين فى المكاتب الخلفية فى صمت وبعيدا عن الأضواء فى عرب تايمز المحترمة.
وتأتى الذكرى السادسة لوجودى بينكم وعالمنا العربى يمر بظروف أصعب من الظروف التى كان يمر بها منذ ستة سنوات مضت وهذا معناه أننا والحمد لله فى النازل وبسرعة تتناسب طرديا مع عددنا ولكن طبقا للفيزياء فنحن سنستمر فى النزول حتى نصل الى قاع البئر وبعد ذلك سيحدث شيئا غريبا جدا وسنصعد مرة أخرى الى أعلى وبعد ذلك سنسقط مرة أخرى وستستمر لعبة الصعود والهبوط الى أن نتصالح مع أنفسنا , وهذا التصالح لن يتم الابقوة عوامل الطبيعة .
والتصالح مع الذات على مستوى الأمة لابد أن يبدأ من التصالح مع الذات على مستوى الفرد , هذا التصالح هو بكل بساطة وقفة موضوعية مع الذات والتخلص من آفة هذا العصر وهى الأنانية المطلقة وأختها السلبية النسبية فهاتان الخصلتان فى أعتقادى هم السبب المباشر لكل المصائب التى حاقت وستحقيق بنا على المدى المنظور والطويل.
دعونى أتقمص معكم شخصية قس أمريكى موهوب قادرا على استدرار دموع المشاهدين باصطيادهم على القنوات التجارية بعد منتصف الليل البهيم حيث سعر البث أرخص بكثير من ساعات الذروة وأذكركم ليس بالجنة والنار وعذاب القبر ونعيمه ولكن لأذكركم بالقاعدة الانسانية الذهبية الخالدة وهى : عامل الآخرين كما تحب أن يعاملوك. هذه القاعدة الذهبية هى العلاج لكل مانحن فيه من هم وبؤس وشقاء .
كاتب هذه السطور كان من أكبر السلبيين على مستوى العالم ولديه أنانية تفوقت على كل أرقام الموسوعات العالمية وبالمناسبة من يكون سلبى وأنانى يحصل تلقائيا على لقب ندل بدون أن يقدم مايثبت ذلك!! وفجاءة ولسبب يعلمه الله وفى اقل من ثوان تحولت الحياة من مجرد حب للذات فقط الى حب للآخرين أيضا.
** فى شهر أغسطس الفين وتسعة وكنا فى شهر رمضان , نعرضت أنا وأسرتى لحادث سير رهيب غير تماما من مفاهيمى ونظرتى للحياة عموما ليس فقط من الناحية الدينية ولكن على المستوى الانسانى وهو مايعنينى هنا فى هذا السياق.
** السيارة بكل من فيها كانت عجلاتها الى أعلى ومستقرة تماما بسطحها على أسفلت الطريق فى درجة حرارة مرتفعة نسبيا , واستغرقت عملية اخراجنا من السيارة حوالى ساعتين من فريق الانقاذ , والحمد لله خرجنا جميعا من هذا الحادث باصابات بسيطة نسبيا بالقياس بهول التصادم .
** كنت فى السابق كلما رأيت حادثا على الطريق أغضب ليس لوجود ضحايا ولكن لأن الحادث عطل الطريق وعطلنى عن مواعيدى !!
** فى حادثتى فعلا تعطل الطريق ولكن قبل أن يصل فريق الانقاذ تبرع المشاه بالوقوف ومحاولة مساعدتنا لأسباب انسانية بحته متجردين من الأنانية فهؤلاء القوم طبقوا فعلا القاعدة الذهبية : عامل الآخرين كما تحب أن يعاملوك.
** عندما خرجت من الغيبوبة بعد ثلاثة أيام من الحادث واطمئنيت على أسرتى أيقنت بأن الله له سبب يعلمه لابقائى على قيد الحياة فكل المؤشرات كانت تؤكد بما لايدع مجالا للشك من وفاة قائد السيارة , فالتصادم كان من ناحيته .
** أيقنت بعد هذا الحادث بأن التصالح مع الذات هو سر السعادة وأن التسرع والجرى وراء السراب ماهو الا خدعة دنيوية تجعلك دائما أسيرا للوهم وبدأت أطبق حكمة الامام الشافعى : "ورزقك ليس ينقصه التأنى .. ولن يزيد فى الرزق العناء ".
وهذا بطبيعة الحال سيدفعنى للتساؤل هنا : كم منا تأثر بما يحدث فى سوريا على المستوى الانسانى ؟ وكم منا من تأثر بما يحدث مع السوريين النازحين فى ظروف صعبة الى دول الجوار العربى؟ وكم منا تأثر بما يحدث مع النساء السوريات فى هذه المجتمعات الذكورية الشبقة؟ وكم منا تخيل اخته أو أبنته أو أمه تتعرض لنفس هذه المواقف ؟
اسمح لى أن أترك لك الاجابة على تلك الأسئلة فى صمت مع نفسك ..
طابت أوقاتكم
06/11/2014
مصرنا ©
| | | |
| | | | |
|
|