مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الامريكية عن المركز الامريكى للنشر الالكترونى .. والاراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها
............................................................................................................................................................

 
 

             الامريكان قادمون -8
...............................................................

بقلم :غريب المنسى
......................

جورج تينت مدير وكالة الاستخبارات الامريكية حتى غزو العراق كان هوالمسؤل الوحيد الذى يلتقى الرئيس يوميا على انفراد ولمدة حوالى ساعة يطلعه خلالهاعلى المعلومات التى  تلقاها الجهازخلال اليوم السابق . وقد كان تينت موهوبا فى الشرح وتبسيط أعقد المعلومات الى الرؤساء ابتداء من بوش الأب مرورا بكلينتون الى بوش الابن .

  عملية صنع القرار فى الولايات المتحدة تمر بعدة مراحل قبل أن يتخذ الرئيس قرارا نهائيا فا لمخابرات المركزية تقوم بتجميع المعلومات من كافة المصادر.. ثم يقوم متخصصون بتحليل هذه المعلومات .. ومن خلال هذا التحليل يمكن التوصل الى صورة شبه مكتملة عن الموضوع محل النقاش ..ثم يقوم مدير جهاز الاستخبارات بعرضها على الرئيس ..وبعد ذلك يعرضها الرئيس على مجلس الامن القومى ..وهم نائب الرئيس ووزير الدفاع ووزير الخارجية ومدير المخابرات ومستشارالامن القومى ..وفى خلال هذا الاجتماع يتم تبادل الأراء بين الأعضاء ومن مختلف الزوايا ويخرج الرئيس من هذا الاجتماع بمجموعة خيارات يكون له مطلق الحرية بموجب الدستور أن يختار احداها.

بالنسبة لحرب العراق بداءت تظهر على السطح الان أخبارا مؤداها أن المعلومات التى عرضت على الرئيس وبالتالى مجلس الامن القومى كانت ناقصة .. وبالتالى كان قرار الرئيس ناقصا ...أما الذى فجر هذه القضية وسربها الى الاعلام فهو مدير قسم تحليل المعلومات الخاصة بالشرق الاوسط فى  - ال سى اى ايه - وكالة الاستخبارات الامريكية.

أسمه بول بيلر بدء حياته محلل معلومات فى السى أى ايه سنة سبعة وسبعون ومنذ عام تسعين وهو متخصص فقط بتحليل معلومات العراق .. وفى عام الفين وثلاثة حين قامت الحرب كان هو مدير قسم تحليل المعلومات التى يحملها مدير الوكالة الى الرئيس يوميا وقد استقال من منصبه احتجاجا على الغبن الذى تعرض له عمله فهو كما يقول تعرضت المعلومات التى كانت متوفرة عن العراق الى عملية اختيار وانتقاء الجزء الخاص فقط بحيازة العراق على أسلحة دمار شامل ...أما الجزء الخاص بعدم  ملكية العراق لأسلحة الدمار الشامل قد حذف تماما من المعلومات التى عرضت على الرئيس وهيئة الامن القومى فظهر تحليل ادارته وكأن العراق يملك أسلحة الدمار الشامل وبالتالى اتخذ الرئيس قرارغزو العراق.

يقول بول بيلر أن ديك شينى نائب الرئيس قام بعدة زيارات مكوكية سرية الى وكالة الاستخبارات الامريكية قبل الحرب واستغل منصبه فى الضغط على المحللين ليستخلص تقرير مبتسرعن ملكية العراق لأسلحة الدمار الشامل ... وأن صح هذا الكلام فمعنى ذلك أن غزو العراق كان مبيت النية.

 ومما يؤكد احتمالات صحة مايقوله أن هانز بيلكس الدبلوماسى السويدى والذى كان مسؤلا عن لجنة التفتيش الدولية على المنشئات العراقية وحتى الحرب قد طلب من الامم المتحدة وقتا اضافيا فهو كما يرى وقد وضع ذلك فى تقريره للامم المتحدة ثم فى كتاب نشره بعد الغزو أن العراق بدء يستجيب لعمليات التفتيش وأنه محتاج لفترة لن تزيد عن ستة أشهر على الارجح ليصل الى قرار نهائى بنعم أولا .

ولكن الولايات المتحدة لم تستجيب لرجائه وقد كان بيان كولن بول وزير خارجية أمريكا الشهيرأمام الامم المتحدة عشية الحرب وبحضور جورج تينت يؤكد من خلال الصور والمحادثات المفبركة التى عرضت على الامم المتحدة أن العراق فى الواقع يمتلك أسلحة الدمار الشامل ... ومازال يراوغ المفتشين الدوليين وبعد أن تم غزو العراق ولم تستطيع القوات الامريكية أن تتوصل الى أى أسلحة وتحت ضغط اعلامى اعترف باول بأن معلومات المخابرات كان يشوبها عدم الدقة وبعدها استقال باول ومن بعده جورج تينت من منصبيهما تحت ادعاء وهمى باأنهم فى حاجة ماسة لقضاء وقت مع أسرهم.

هل كانت النية مبيته لغزو العراق ؟ وهل من الممكن أن يعاقب الرئيس على اتخاذه قرارحرب كان من الممكن تفاديه؟

عملية اثبات أن المعلومات كانت مفصلة تفصيلا لادانة العراق صعبة ان لم تكن مستحيلة فكل التحليلات اجتهادية ومن ثم لايمكن الجزم بصحة أو عدم صحتها وقد كان عدم تقدير صدام للواقع وعدم تعاونه وباالسرعة المطلوبة مع لجنة التفتيش الدولية أن أعطى ايحاء عام بأنه فعلا يمتلك أسلحة الدمار الشامل أى أن صدام قد أعطى أعدائه السكين ليذبحوه.

الدستور الامريكى يعطى الرئيس كل الصلاحيات المطلوبة لاتخاذ أى قرار من شائنه أن يحمى أمن بلده القومى ... ومن حق الرئيس أن يتخد قرار الحرب بناء على المعلومات المتاحة وهى معلومات اجتهادية - فى حالة العراق - وقراره أيضا تقديرى لأن المعلومات غير مؤكدة؟

 فاذا كان قرارالرئيس بالحرب قانونيا لاتشوبه شائبة الا أن التاريخ هو وحده القادر على ادانة الرئيس ... فبعد عشرة سنوات من الان ستكون الحقائق أكثر وضوحا وسنرى هذه الحقبة بنظرة مختلفة عما نراها الان وبالتالى سنستطيع أن نحكم على الرئيس هل أنه اتخذ قراره بالحرب لأسباب شخصية وسياسية أم أنه اتخذ القرارلأنه فعلا القرار السليم وأن الحرب هى الحل الوحيد لهذه المشكلة؟

التاريخ وحده هو القادر على الحكم وأعتقد أن أى انسان وصل لمرحلة قيادة دولة كاالولايات المتحدة الامريكية يهمه جدا حكم التاريخ

 

.....................................................................................

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية