| | | | جمهورية دعبس
| | 'عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية.. كرامة إنسانية' | |
بقلم : غريب المنسى .......................
أهداف الثورة المصرية الأربعة كانت: 'عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية.. كرامة إنسانية' وهى كما ترون على وزن "مهلبية" وكان يمكن جدا ان يضاف اليها بالملوخيه !! وهذه الأهداف لم تكن من بنات أفكار مفجر الثورة كااطار استيراتيجى تكتيكى ايدولوجى للثورة بقدر ما هى شعار تبناه الغاضبون وكان وليد اللحظة مثله مثل شعارات كثيرة يؤلفها الثوار على الطاير تحت حماس الموقف . فمؤلفى الشعارات الثورية كاالندابة فى المقابر يؤلفون كلام مؤثر جدا ومبكى جدا ولكنه كلام مطلى بالزبدة لايتحمل حرارة الواقع ولاينطبق ابدا على الفقيد الذى مات.
'عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية.. كرامة إنسانية' كلها أهداف نسبية لايمكن القياس عليها , فمثلا هل هذه الأهداف أختيرت بالقياس بالمجتمعات الغربية أو بالمجتمعات الأفريقية أو بالمجتمعات اللاتينية ؟!! فاليوم لو قامت ثورة فى الولايات المتحدة أو اليونان أو ايطاليا أو اسرائيل بدون أدنى شك سيردد المتظاهرون الأمريكان والأوربيين والافارقة نفس المطالب : 'عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية.. كرامة إنسانية' !! فالكل غاضب على طريقة حياته وحانق على نظامه السياسى .
وهذا سيدفعنا الى التساؤل عن ماهية العيش وماهية الحرية وماهية العدالة الاجتماعية والكرامة الانسانية على المستوى الانسانى ؟ فكل الشعوب على سطح البسيطة أسمى اهدافها : 'عيش.. وحرية.. وعدالة اجتماعية..وكرامة إنسانية' ولكن هل فعلا وصل أى شعب من الشعوب لتحقيق هذه الأهداف السامية والمطاطة والزئبقية ؟ الاجابة بشىء من التحفظ هى أنه لم يصل أى شعب او أى أمة لعملية اشباع وراحة وسعادة وانسجام مطلقة .. كل ماتحصلت عليه الشعوب نسبى جدا والانسان الثائر يسعى جاهدا لايهام نفسه بهدف زئبقى حتى يهرب من مطالبته بالاسهام فى تحقيق هذا الهدف. ودائما يتوقع الثائرون أن الرئيس لديه ريموت كونترول يستطيع أن يرفع به من مستوى العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الانسانية بدون مشاركة فعلية من المواطنين . فكل أهداف الثورة تعتمد بالاساس على التزام الجماهير الكسولة بخطط اقتصادية وتعليمية وسياسية طويلة الاجل حتى ينعموا بهذه الأهداف أو جزء منها. فهل الجماهير لديها استعداد للالتزام ؟ أم أن الجماهير منفصلة عن الواقع ؟ وأين مفكرى النخبة ودورهم فى توضيح الأمور للبسطاء بعيدا عن العراك؟
ونزيدكم من الشعر بيتا ونقول هل حقق أى نظام دينى أو سياسى أيدولوجى منذ فجر البشرية الراحة التامة لمواطنيه؟ والا لماذا نزلت الديانات وقامت الحروب ؟ ولماذا استعان الانسان بالتفكير الايدولوجى عوضا عن قصور الديانات فى تحقيق السعادة ؟ ولماذا نحن غير سعداء سواء كنا أثرياء أو مستورين.. متدينين أو بدون ؟ الحقيقة الثابته هنا أن البشر يحلمون بجمهورية افلاطون المثالية هروبا من جمهورية دعبس. فاذا كانت الديانات والأيدولوجيات الفكرية لم تحقق السعادة للانسان فبالله عليكم كيف سيستطيع دعبس الرابع من تحقيق كل هذه الأهداف مجتمعة بخزينة خاوية ؟
ان حياة المصريين ومنذ الثورة الاولى هى حياة مدعبسة جدا .. فدعبس الأول حقق جزء لابأس به من شعار'عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية.. كرامة إنسانية' ليتلقفهم دعبس الثانى ليحلق بهم فى سماء الاحلام والانفتاح ويدمر جزء من هذه الانجازات ليسلمهم الى دعبس الثالث الذى دمر كل هذه المكتسبات الثورية الموروثة بمنتهى البلادة ليسلمها صحراء جرداء لدعبس الرابع الذى لن تنفع له شفاعة أو أى حيلة أبدا مع شعب دعبوسى ونخبة مدعبسة مصممين على : 'عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية.. كرامة إنسانية' بطريقة مطلقة.
هل يستطيع دعبس الرابع القادم بالصندوق أن يحقق فقط العدالة الاجتماعية ؟ أما باقى الأهداف فالعوض على الله فيها . وهل يستطيع دعبس الرابع من الدعبسة فى التاريخ ليخرج علينا بوصفة اجتماعية اقتصادية تساعد قوى الشعب الدعبوسى؟
.. فى جمهورية دعبس الرابع احمدو ربكم كثيرا بكرة وأصيلا انه مازل لديكم طعام ومياه للشرب واماكن للنوم .. فكلوا واشربوا وناموا تصحوا ..
تكبيرات
06/11/2014
مصرنا ©
| | | |
| | | | |
|
|