مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

 نزلت أهلا وحللت سحلا

سحل فتاة فى ميدان التحرير

بقلم : غريب المنسى
........................


موضوع سحل المواطن المصرى والتحرش بالسيدات فى التجمعات الساخطة المصرية فى الاسبوع الماضى حظى بتغطية اعلامية عالمية ولكن للأسف كان معظم التحليل لهاتين الظاهرتين ناقصا ومبتورا , وهذا القصور فى التحليل المباشر للمشكلة بعيدا عن التسيس والبروبجندا هو لب مشكلة فهمنا السطحى للديموقراطية والتعبير عن الرأى وحقنا الطبيعى فى التظاهر والاعتراض. بيد أن خلط الأوراق ليس من صالحنا كمجتمع ينشد حاضرا ومستقبل افضل.

أولا : موضوع السحل

القراءة الصحيحة لهذه الحادثة لاتخرج عن لعبة : " الرجل الصالح والرجل الطالح والرجل الانتهازى" .. فالجيش المصرى يلعب دور الرجل الصالح الذى لايمكن أن يتقدم الصفوف لحماية المنشئات العامة ويصد المتظاهرين الغاضبين المتحولين تحت الحماس الى مخربين لانه لو دخل سيستخدم القوة وهو يريد أن يظهر دائما على أنه الرجل الصالح الطيب أبو ايد واحدة مع الشعب!! ويترك المشكلة برمتها الى جهاز الشرطة الذى يتصدر المشهد ليصبح تلقائيا الرجل الطالح لأنه سيستخدم القوة وهو لذلك سيكون شريرا فى حين أنه يؤدى مهمته المنصوص عليها فى كل دساتير العالم وهى وقف المخربين من تحطيم ممتلكات الدولة وممتلكات الشعب , ويتلقف الاعلام الذى يتحول بسرعة الى الرجل الانتهازى ليسلط الضوء بسلبية شديدة على اداء جهاز الشرطة ويمنعها من اداء عملها متوجها بانتهازيته الشديدة للغرب ولسان حاله يقول : ياأمريكا انهم هنا – أى الأخوان - يعتدون بالسحل على المواطنين الأبرياء العزل وهذا ضد حرية التعبير والديموقراطية .. ياأمريكا أنهم ذنادقة !! يا أمريكا .. أطيحى بمرسى وهاتى واحد تانى ألعن وأضل سبيلا.

انه عصر الليبرالية المنقولة المصابة بالسعال الديكى مع التشنج والتبول اللاارادى.

طبعا هذا خلط للأوراق ولعب بالكلمات وعواطف الناس وتدليس واضح!! وبداية يجب أن نفرق بين اداء جهاز الشرطة فى انتزاع الاعترافات من المتهمين بالقوة وبين اداء قوات مكافحة الشغب . ففى الحالة الأولى هذا ممنوع دوليا ومتفق عليه تماما من الجميع ونحن ضد انتزاع الاعترافات من أى انسان تحت التهديد والضرب والتعذيب ولكن فى الحالة الثانية لابد أن تكون قوات الشرطة بالقوة المناسبة ويحق لها أن تستخدم القوة المفرطة فى مكافحة الشغب وليس التظاهر وحتى لاتسقط هيبتها وتصبح الدولة غابة مفتوحة ومرتعا للمجرمين .

واقعيا ومنطقيا .. ماهو الهدف من وجود قوات لمكافحة الشغب منزوعة الدسم ؟ ان الولايات المتحدة التى يتوجه اليها الرجل الاتتهازى فى حالتنا هذه متوسلا بالحماية تستخدم القوة المفرطة والقاتلة ضد أى متظاهر يخرج عن حدود التظاهر السلمى ويتم سحله وبهدلته ولو تطلب الأمر قتله بالرصاص الحى وحتى لاتسقط هيبة الدولة.

بعد الاطلاع على قوانين الولايات المتحدة بخصوص مكافحة الشغب والتصدى للمتظاهرين وجدنا أن الشرطة المصرية مظلومة وتقف مكتوفة الأيدى أمام ظاهرة الرجل الاعلامى الانتهازى , فلايصح أبدا أن نعرض حياة رجل الشرطة للخطر ولايصح أبدا أن نتهمه بانه عدوا للشعب لأن هذا المبدأ على المدى الطويل سيقضى على هيبة رجل الشرطة وسيكون دافعا للمجرمين الحقيقيين للاعتداء على الممتلكات والأعراض متسلحين بالحرية والديموقراطية وحقوق الانسان.

لقد حضرت حادثة لمقاومة الشغب فى الولايات المتحدة ووجدت أن الشرطة الأمريكية تستخدم أساليب قاسية جدا جدا بالقياس بالشرطة المصرية ضد من يعتدى على المنشئات العامة فهناك خيطا رفيعا جدا لايراه الرجل الانتهازى فى مصر وهوعدم فهم سيكولوجية الجماهير الغاضبة , فالجماهير الغاضبة تتحول فى لحظة معينة الى قطيع من الحيوانات بدون عقل ولاتفكير وبالتالى يكونون مهيئين للقيام بأعمال تخريبية تحت غياب المنطق وهنا لابد من قوات مجهزة وعلى أتم الاستعداد لمقاومة هكذا انفلات.

بناء على ماسبق لايحق لنا أن نتهم جهاز الشرطة بأنه عدوا للشعب فى حين أنه بدون هؤلاء الرجال سنعيش فى غابة بكل ماتحمله كل هذه الكلمة من معانى وليس من صالحنا أن نسلبهم الثقة فى النفس .. نعم هناك بعض التجاوزات فى اداء رجال الشرطة ولكن الغالبية العظمى منهم مؤمنين بدورهم فى حماية الناس والأعراض والمنشئات العامة وحماية الدولة.

ثانيا : موضوع التحرش

الشعوب العربية والاسلامية عموما لديها تعاطف داخلى واحترام ضمنى للطفل وللمرأة وللكهل والمريض والتحرش الجنسى ظاهرة جديدة علينا هبت نسائمها بالتوازى مع هبوب نسائم الحرية والديموقراطية التى هبت علينا مع نسائم الربيع العربى . وأغلب التحليل يميل الى أنها ظاهرة مرتبطة بالغضب أكثر منه للشبق الجنسى , وهذه المشكلة لها جذور تغيب عادة عن معظمنا.

فى مجتمعاتنا العربية والاسلامية نشئنا على أن الرجال قوامين على النساء , والرجل العربى والمسلم يتصرف على هذا الأساس ولكن الواقع والتدخل الغربى فى شئوننا قلب هذه المعادلة لتصبح العملية فيفتى فيفتى بين الرجل والمرأة وفى بعض الأحيان تكون النساء قومات على الرجال وهذا هو سر الغضب الداخلى الدفين فى مجتمعاتنا العربية على المرأة وبالذات المرأة المتعلمة الذكية التى تنافس الرجل على الوظائف والقيادة وفى حالتنا هنا التظاهر.

المجتمعات الغربية لم تحل مشكلة الصراع بين الرجل والمرأة الى يومنا هذا , والمرأة الغربية لها حقوق كثيرة جعلت الرجل فى وضع يتعارض تماما مع الفطرة التى خلقه الله عليها , هذا الصراع الدفين كانت نتيجته زيادة معدلات الطلاق وتحطيم مستقبل ملايين الأطفال وزيادة رهيبة فى تعاطى المخدرات والكحوليات بين الرجال.

عندما صدر لنا المجتمع الغربى موضوع حرية المرأة وجدت المرأة العربية نفسها فى وضع انتقام غير مباشر من الرجل الذى كان قواما عليها منذ الآف السنين وبالتالى بدأ الصراع يأخذ منحنى الغضب فلسان حال المتحرشون بالنساء فى مصر كمن يقول : "مكانكم البيت وليس ساحة التظاهر" !!.

أرجوك أن لاتفهم أننى ضد حرية المرأة ولكننى هنا احاول أن أحلل الظاهرة من وجهة نظر الرجل البسيط فى المجتمع العربى والمسلم. فالمرأة طبقا لقوانين المجتمعات الغربية والتى تتعارض مع قوانيننا الدينية والعرفية أكثر حظا من الرجل على كل المستويات , فهى التى تحصل على الوظيفة أولا بأنوثتها وهى التى تحتفظ بالوظيفة أطول أيضا بأنوثتها وهى التى تحصل على دخل موازى أو أعلى من الرجل بأنوثتها أيضا وهى التى لها كل الحقوق على الأطفال وتستطيع أن تخلع الرجل فى أقل من ثانية .

لقد صدر لنا الغرب مشكلة من أكبر مشكلاته وهى الصراع عندهم بين الرجل والمرأة ومستقبل الأطفال ونحن كنا أول من توصل الى علاجها منذ أمد طويل ولكن بعد اللعب على سيكولوجية الجيل الجديد من النساء العربيات والمسلمات بدت حدة الصراع تأخذ منحنى جديد وبدا الغرب يؤجج هذا الصراع كلما أراد ليظهرنا على اننا شعوب متخلفة لاننا ضد حرية المرأة.

هل نحن شعوب متحرشة بالنساء؟

اخوانى .. انه ليس تحرش جنسى شبقى ولكنه غضب وخوف من بداية عصر تسلط المراة على الرجل فى بر العرب.

******

خير الكلام : ليس للنساء عمل في الحياة سوى الحب، أما حياة الرجل فهي حب العمل، ومن هنا بدأ سوء التفاهم.... توفيق الحكيم



 


06/11/2014

مصرنا ©

 

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية