مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

 الطريق الى قلب ميركل

 

مرسي وميركل

 

بقلم : غريب المنسى
........................

من حوالى اسبوعين دخل الكاردينال أنطونيو سكرتير البابا بندكت على نيافته مهرولا ومضطربا خلال عظته الاسبوعية وقدم له قصاصة ورقية تحمل خبراعاجلا لابد للبابا من أن يطلع عليه حالا. وبعد أن قرأ البابا الورقة انسابت دمعة خفيفة من عينيه واستمر فى القاء عظته الاسبوعية وتطرق الى موضوع عذاب القبر ونعيمه وهو موضوع لم يكن مدرج أساسا فى عظة البابا التى تعد بعناية شديدة.

وبعد أن انتهى البابا من عظته الاسبوعية انصرف الى غرفته فى الطابق العلوى وأعلن الصيام واستدعى الكاردينال سيلفيو المتحدث الرسمى للفاتيكان وأخبره بضرورة التحلى بالصبر والدعاء من أجل ايجيبتو وأن تكون تصريحاته الصحفية ملتزمة ولاداعى أبدا من التسرع فالرب يسوع معنا وبفضله لن تتحول الفاتيكان الى منتجع للمغضوب عليهم من الساسة المصريين أو وكرا من أوكار الأخوان.

أنعزل البابا بندكت عن العالم اسبوعا كاملا وانتظره معظم قادة العالم الغربى حتى ينتهى من عزلته ليزيلوا عنه حزنه وغمه وكربه بالمساندة الفعلية سيما أن البابا قد أسر للأم رومانو خادمته أنه من المحتمل أن يصل الى الفاتيكان قريبا الشيخ المحلاوى والشيخ حسان وأبو اسحاق والشيخ ابو اسماعيل وأولاده وزوجاته بترحيب من سفيرهم الاخوانى فى محاولة جريئة لدعوة شعب الفاتيكان الى دين الحق. ولهذا كان تصريح المستشارة الالمانية ميركل لمديرة مكتبها بعد زيارة الرئيس المصرى الخاطفة والتى ليس لها أى نتائج اقتصادية ملموسة متناسق تماما مع مخاوف نيافة البابا بندكت حيث قالت : مرسى جانا ورب العرش نجانا !!!

*****

مازال التفكير السائد فى الخارجية المصرية هو نفس تفكير فترة الحرب الباردة وهو تفكير قد تجاوزه العصر بمراحل والفاتيكان على الرغم من أن مساحتها اقل من مساحة منزل وزير الخارجية الا أنها تعتبر من أكبر مراكز القوة الناعمة فى العالم. وأنه يتعين علينا أن ننظر الى هذه الدولة بنفس المقدار والهيبة التى ننظر بها للدول مصادر القوة الخشنة. ولابد أن يكون سفيرنا للفاتيكان على مستوى ديبلوماسى يضارع مستوى سفيرنا فى واشنطن وموسكو والمانيا ويفضل أن يكون مصرى مسيحى من عينة أشرف غربال وحتى يكون قريبا من البابا على الأقل مرة اسبوعيا وبالتالى تنفرج علاقاتنا الاقتصادية مع العالم الغربى , فالاستثمارات الغربية فى مصر ستزيد لو فكرنا بطريقة واقعية مدركين تماما التغيرات التى حدثت فى العالم فى خلال العقد الحالى , فلاداعى أبدا أن نستهتر بالفاتيكان اذا أردنا أن تكون سياستنا الخارجية جيدة وهذه هى الأسباب:

أولا : المانيا تعود بقوة لقيادة أوروبا لتحقيق حلمها القديم والفاتيكان هو الذى يساعد المانيا فى مدها السياسى والاقتصادى حتى أن المانيا امتدت سياسيا واقتصاديا الى أمريكا اللاتينية وحجم التبادل التجارى بين أوروبا والمانيا تحديدا والقارة اللاتينية وصل الى أعلى معدلاته منذ الحرب العالمية الثانية وهذا بفضل زيارات ودعوات وتشجيع الفاتيكان لدول القارة اللاتينية خلال النصف قرن الماضى والبابا بنديكت يسيرعلى خطى سابقيه فى هذا الاتجاه.

ثانيا : الطريق الى قلب ميركل وهولاند وأوباما يمر من خلال الفاتيكان وهذه حقيقة واقعية لابد أن نعترف بها وبالتالى لابد أن نرسل الي الفاتيكان سفيرا مؤهلا وليس رجلا نريد تكريمه فى آخر رحلته الوظيفية.

ثالثا : من خلف الستار ضغط الفاتيكان على المانيا لمساعدة اليونان اقتصاديا ولم يسمح البابا بندكت لليونان بالسقوط , واليونان لاتختلف كثيرا عن مصر فشعبها كسول جدا ومع ذلك ضخت ألمانيا أموال لمساعدة اليونان المتعسر بدعاء وبركات من البابا ومن الممكن جدا لو أن لدينا سفيرا ممتازا فى الفاتيكان أن تزداد الاستثمارات الأوربية والألمانية فى مصر وهذا طبعا أمر جيد فى ظل الظروف الحالية.


خلاصة القول أن الفاتيكان دولة مؤثرة جدا فى السياسة العالمية ولابد أن نتعامل معها من هذا المنظور اذا كنا نفكر بطريقة عملية.


خير الكلام: إن اجتماع الشيوخ مع الشيوخ يجعلهم أقل شيخوخة.. جابرييل جارسيا ماركيز



 


06/11/2014

مصرنا ©

 

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية