| | | | لمصر
| | مرسي | |
بقلم : غريب المنسى ........................
من بديهيات علم المنطق أنه لايوجد انسان أو مجموعة من البشر يحملان صفة سلبية أو موجبة بوصف مطلق , فكل انسان أو مجتمع بشرى هو عبارة عن خليط بين الملاك والشيطان وتختلف النسبة تصاعديا أو تنازليا طبقا لقواعد صارمة ليس من بينها الوصف المطلق , وحملة الشيطنة المنظمة الموجهة لجماعة الاخوان المسلمين تتنافى مع أبجديات التفكير السوى لأى مجموعة من العقلاء فى بلد على حافة الجنون. فجماعة الاخوان المسلمين مثلها مثل أى فصيل فى المجتمع له ايجابيات وسلبيات ومحاولة شيطنة الجماعة بهذه الطريقة الفجة هو تعدى مطلق على أبجديات التفكير السوى.
تأتى حملة الشيطنة من مجموعة مشكوك فى ولائها ووطنيتها اذا طبقنا بصرامة معايير الولاء والوطنية وسبب الحملة بكل بساطة هو صراع على المغانم والسلطة أما مصلحة الوطن العليا فليس لها محل من الاعراب فى قاموس هؤلاء القائمين على عملية الشيطنة بسرعة الصوت. ونحن نعترف تماما بأن الجماعة لم تكن مهيئة الى هكذا دور قيادى على مستوى رئيس الدولة ونحن أيضا نقر بكل أمانة أنه ليس لدينا بدائل أخرى نستطيع أن نقارن بين اداؤها واداء الجماعة , فكل الأشخاص والأحزاب الموجودة على الساحة لهم نفس التوجه الأمريكى الانبطاحى وبدرجة أعلى , وسبب غضب هؤلاء القوم على الجماعة ورئيسها أن الشيوخ من وجهة نظرهم لعبوا نفس الجيم مع أمريكا ومن منطقهم الأرعن أنه يحل لهم فقط الانبطاح لأمريكا أما الشيوخ فهم مجموعة القانطين العابدين ولايصح لهم أن يتعدى طموحهم حدود سجادة الصلاة. لذلك كلما زادت حملة الشيطنة لابد لنا أن نفكر جيدا فى الأمر عملا بقاعدة : ليس هناك ملاكا ولاشيطنا بطريقة مطلقة.
بعد هذا التمهيد السريع تخيل التالى : رجل موظف تزوج من امرأة متسلطة كلما ذهب الى البيت واجهته بالمشاكل والعيال عاوزة وعاوزة ومطالبهم لاتنتهى هذا الرجل الطيب تحول فى نظر الجيران بسبب زوجته المتسلطة الى رجل سيىء جدا فى حين أن الواقع يختلف عن عملية الشيطنة التى يتعرض لها يوميا من زوجته المتسلطة .. وفى يوم من الأيام استجمع هذا الموظف شجاعته وواجه زوجته المتسلطة قائلا لها : فى كل مرة ترى وجهى الجميل تقولى لى عاوزين عاوزين مافيش مرة تقولى لى خد حاجة أبدا !! فقالت له الزوجة على طريقة الاعلام المصرى : خد الجركن وروح اشترى جاز عاوزين جاز!!
لقد تعرض الرئيس مرسى لحملة شيطنة مركزة الهدف منها كسر هيبته وهز قدرته وثقته على اتخاذ قرارات حيويه خوفا من النقد والتجريح والتجريس!! ولقد ألقيت فى طريقه كميات من الزيت تكفى لزحلقة بلد بالكامل وهذا النقد الغير موضوعى فى معظمه بالطبع ليس من صفات النقد البناء ولا يخدم مصلحة الوطن العليا .هذا الرجل هو رئيسنا وعلينا أن نعطيه الفرصة كاملة وهو تدريجيا سيكتسب الخبرة والاعيب السياسة, ولكن المؤسف حقا أن كل المهاجمين وبشراسة على الرجل هم من فصيلة عبده مشتاق ولهم غرض فى نفس يعقوب .. انهم يريدون جزء من التورته أو ربما كل التورته. انهم يرددون كذبة أخونة الدولة حت أصبحت الكذبة حقيقة ..
دعونى أسجل هنا بكل موضوعية أخطاء الرئيس مرسى فى هذه الفترة البسيطة من عمر رئاسته:
أولا : لم يستطيع أن يفصل نفسه عن مكتب الارشاد بالسرعة المناسبة وبالقدر الذى ينبغى عليه كرئيس لكل المصريين.
ثانيا : خوفه من الملاحقات القانونية له بعد تركه المنصب جعلته يتعامل مع مششكلة مذبحة مباراة بورسعيد بطريقة روتينية وهذه المشكلة بالذات ربما تكون هى القشة التى سيستخدمها معارضوه لقسم ظهره. فالمفروض أن الرئيس مرسى ككبير للعائلة المصرية يعلم جيدا أن شعب بورسعيد لم يكن فى يوما من الأيام شعب يتلذذ بالقتل وبالذات فى مباريات الكرة , الشعب البورسعيدى شعب باسل وله فى الوطنية باع طويل وأن هناك عناصر مندسة هى التى قامت بهذه المذبحة لخلق تار بين أكبر مجموعتين من المهووسين بكرة القدم فى القطر المصرى فالرئيس مرسى يعلم جيدا أن جماهير النادى المصرى مظلومة وجماهير النادى الأهلى أيضا مظلومة وكان عليه أن يحتوى هذه المشكلة بجلسة عرف بين قيادات جماهير الفريقين وبالتالى يقتل الفتنه فى مهدها.
ثالثا : نحن نقر بحق الرئيس مرسى الدستورى فى اختيار من يصلح فى ادارته ولكن بالنسبة لمشاكل مصر الاقتصادية بالذات معظم أساطين الاقتصاد ليسوا من الجماعة وكان ينبغى على الرئيس مرسى أن يستعين بهؤلاء العباقرة حت يكون لديه فريق اقتصادى كامل وخطة سريعة للسيطرة على التدهور الاقتصادى والذى يستخدمه معارضوه لطعنه وهو فى الحقيقة مظلوم ولم يكن سببا من أسبابه.
رابعا : هناك حكمة معناها : انك اذا أنفقت فأنت من وجهة نظر عدوك مبذر واذا تحوطت للمستقبل فأنت من نظر عدوك بخيل واذا ضحكت فأنت فى نظر عدوك مستهتر وغير جاد واذا كشرت فأنت من وجهة نظرهم عبوس وفى كل الأحوال لن تعجب أعداؤك وبالتالى تصرف بما يمليه عليك ضميرك وابتعد عن هذه الشلة الكئيبة والتى تشكل الرأى العام لخدمة أهدافها والتى تتصدر المشهد بكل بجاحة ومصر مليئة بالشخصيات الورد مدفونين فى القرى والنجوع.
خامسا : توكل على بركة الله . ومن أجل مصر لابد أن نقف خلف رئيسنا ونعطى له جرعة الثقة التى يحتاجها لتكملة عمله وأنا متأكد أنه رجل نظيف القلب والقالب ولن يخذلنا . والله المستعان
**** الطريف أن أمى المسنة تعيش الآن تحت حظر التجوال فى بورسعيد
06/11/2014
مصرنا ©
| | | |
| | | | |
|
|