الامريكان قادمون -7
...............................................................
بقلم :غريب المنسى
......................
محمد سعيد الصحاف من أشهر الشخصيات العراقية التى أضفت على الحرب لمحة فكاهية .. وقد أستظرفه الامريكان لأنهم أحسوا أنه كذاب جاد ففى حين اختفت كل القيادة العراقية تحت سطح الارض وجدنا جوبلز العراق - اشارة الى جوبلز وزيرالكذب فى عهد هتلر ومدير البروبجندا المضللة - يقف وحيدا أمام كمية هائلة من عدسات وميكرفونات التلفزيون يصف الامريكيون بالعلوج والدبابات الامريكية على بعد شارعين بالضبط منه ...وهذا أكبر دليل على موت الاعضاء فى جسد النظام العراقى.
لقد سقط العراق حين سقط .. سقط منذ زمن طويل قبل الحرب !!
من الناحية العسكرية النظرية لوأن الجيش العراقى اشترك فى المعركة بجدية لكانت المعركة أخذت شكلا آخر .. لكن الجيش العراقى انسحب من المعركة نهائيا الا من بعض الوحدات التى لم تأتى اليها أوامر الانسحاب لصعوبة الاتصالات فظلت صامدة وقاومت فى حدود امكانياتها.
الفريق نزار الخزرجى رئيس هيئة الاركان العراقية السابق واللاجىء فى بريطانيا هربا من صدام لعب دورا أساسيا فى تفكيك القادة العراقيين فلقد كلف من السى اى ايه ان يتصل بكل زملائه السابقين فى القيادة - وقد كان له شعبية عظيمة بينهم وهذا السبب الاساسى فى هروبه من صدام - ويخبرهم بأن ورقة صدام قد انتهت وفى الواقع لأن صدام كان ديكتاتورا قاسى لايرحم فقد تخلوا عنه نكاية فيه ....وهم يعلمون انهم بتخليهم عنه سيتخلون عن دفاع العراق .... ولكن صدام الذى زرع الكره فى نفوسهم وهو الذى دفعهم لهذا الموقف المخزى .. فاالجيش العراقى وبأعتراف فرنك لوصمد فى المعركة لكبد الامريكان خسائر فادحة.
هزم العراق بالجواسيس !!
وقد وجد الخزرجى مقتولا فى قريته فى شمال العراق بعد الغزو.
كان أمام صدام خيارات كثيرة لم يستغل اية منها .. او لنقل لم يجد أحدا بجانبه يحمل اوامره وهذا هو السبب فى ان العالم شاهد مهزلة ولم يشاهد حربا .
منذ حرب الخليج الاولى وبمعدل كل اسبوع يتحفنا التلفزيون الامريكى بشخصية هاربة من صدام فهذا كان شبيهه وذاك كان مدير معامله النووية وهذا كان مدير وكالته للطاقة الجرثومية وكلهم للاسف ضللوا صانعى القرارالامريكان بل جعلوا من صدام اسطورة اكبر من حجمه بكثير .
الا أن أكبر النصابين فهو أحمد شلبى .. عراقى عاش بالاردن ونصب على بنك البتراء وهرب الى بريطانيا وكانت له علاقة تعود لايام الدراسة مع مساعد رامسفيلد الذى قدمه للادارة على انه البديل لصدام واقتنعت به الادارة واعطته صلاحيات مادية ومعنوية ولكن بعد الغزو اكتشفوا أنه زعيم مزيف ليس له اية شعبية تذكر اللهم حرسه الشخصى المدفوع الاجر من ضرائب الشعب الامريكى وهذا يعطينا دليل على ان الدول قد تقع ضحية للنصب فى بعض الاحيان.
اهتمام الادارة الامريكية ببناء جسور بينها وبين العرب والعراقيين ايضا أدى الى هجوم كاسح من بائعى الضمير الذين تبرعوا - طبعا بعد ان قبضو - على ان يمدوا جسور الحب والمودة بين الشعب الامريكى والعراقى ولأنهم منافقون فقد فشلوا فى ان يمدوا شىء يذكر فالقنوات التلفزيونية الموجهة للعرب كل العاملين بها صحفيين من الدرجة الرابعة محدودى الامكانيات الصحفية وأيضا ليس عندهم وعى بحجم المشكلة المطلوب منهم أن يعالجوها .. لذلك لم يتركوا أى أثر يذكر على سامعيهم او مشاهديهم.