مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

 الجنيه الى أين؟

الجنيه

بقلم : غريب المنسى
........................


العملة الوطنية لأى دولة هى بوزن العلم , وعلم أى دولة فى العلالى على الصارى هو المعبر بشموخ عن قوة واستقلال الدولة, وجنودنا المجهولين رفعوه عاليا على الضفة الشرقية من قناة السويس فى حرب أكتوبر وعندما أصيب الجندى الموكل بمهمة رفع العلم تسابق زوملاؤه حتى يكملوا المهمة ولم يسمحوا أبدا للعلم أن يسقط , وارتفع العلم وارتفعت معنويات أمة كاملة دافع عن كرامتها ثلة من الجنود المجهولين القادمين من المصانع والغيطان. كيف ولماذا لم يسمح الجندى البسيط للعلم ان يسقط وهناك رصاصة تخترق قلبه بينما سمح الأفندى الذى أنفقت عليه الدولة الآف الدولارات حتى يكمل تعليمه العالى فى الخارج ليعود دكتورا فى الاقتصاد والذى يتقاضى مرتب يقترب من المليون جنيه شهريا مع تأمين شامل له ولأسرته كيف سمح هذا الأفندى للجنيه وهو علم مصر الاقتصادى من التهاوى المستمر ليس أمام الدولار فحسب ولكن أمام كل عملات مخاليق ربنا ؟ نحن نعلم أن لتهاوى سعر الجنيه المصرى المستمر أسباب كثيرة سياسية واقتصادية عالمية ولكن يبقى السبب الرئيسى الأهم من هاذان السببين هو مشكلة الولاء والانتماء والرجولة والشهامة للرجل وللرجال المكلفين بحمل علم مصر الاقتصادى.

نعم .. تهاوى الجنيه عندما حكمنا رجل لم يزور مسقط راسه فى القرية منذ أن تولى الحكم والصورة الوحيدة الذى جلس فيها يحتسى الشاى مع رجل بسيط اكتشفنا أنها كانت مع صول من أمن الدولة فى ستوديهات مسلسل الغيط والجدار , وتهاوى الجنيه عندما أصيب رجالنا بعقدة جون وتنافسوا فى التوقيع على أى اتفاقية دولية مجحفة بالاقتصاد الوطنى طالما يحصلون على البدلات ويظهرون فى الصورة على أنهم النخبة, وتهاوى الجنيه عندما وافقنا على أن نبيع اصولنا الصناعية والاقتصادية لمجموعة من لصوص العصر , وتهاوى الجنيه عندما ربطنا أنفسنا فى ذيل حوت كلما غطس أخذنا معاه , وتهاوى الجنيه ليصل الى حوالى أربعتاشر سنت أمريكى عندما تحولت مصر الى سويقة كل ينادى على بضاعته بصوت نشاز وعندما خلقت القيادة السياسية جوا من الريبة والشك بين الناس فصاروا ياولاده وكانهم فى يوم الحشر يوم يفر المرء من أبيه وأمه وأخيه كل يفكر فى نفسه فقط وطز فى الجميع.

ومازال مسلسل التهاوى فى طريقه ليصل سعر الجنيه قريبا الى تعريفة أمريكى , والسبب أننا البلد التى أنجبت محمد متولى الشعراوى ومحمد الغزالى تستورد شيخا وهبيا لا ليخطب خطابا دينيا ولكن ليكون خطابه فينا سياسيا من الطراز الأول , نستورد شيخا وهابيا فى بلد الوسطية الاسلامية ونحن فرحين بقدومه وكأننا أمة مصابة بعدم الانتصاب. وسيصل الجنية الى تعريفة أمريكى عندما ذهب أحدهم الى واشنطن فى زيارة مشبوهة وعاد الى مصر ليطالب بعودة اليهود المصريين الغلابة الى مصر وتعويضهم ونسى هذا الآخرق أن هؤلاء وأبناؤهم هم من تجسسوا على مصر عندما كانوا فيها وهم اللذين حاربوا ضد مصر فى كل حروبها مع اسرائيل وأن هؤلاء هم ولاد الوثخة اللذين دفنوا جنودنا أحياء فى سيناء فى حرب سبعة وستين.

ولو استمرينا على هذا المنوال سيصل الجنيه الى أقل من تعريفة أمريكى..

تتعجب و تتساءل الشعوب الأخرى عن الأسباب التى جعلت الشعب المصرى الذى كان أعظم شعبا من آلاف السنين يهوى الى هذا الحضيض . و تتعجب و تتساءل هذة الشعوب أكثر لماذا يكرة المصريون أنفسهم و يكرهون أكثر بعضهم البعض.

والعيب و الشىء الغلط فينا ببساطة شديدة سببة الأساسى كل واحد فينا فاكر نفسة أحسن من كل الأخرين فإنة يحتقرهم و يزدريهم ويتعالى عليهم . ولكن بماذا يتعالى عليهم؟ أهم وسيلتين للتعالى و التكبر فى هذا البلد هما المال والمنصب. ولأن التعالى والتفاخر بالذات مع تحقير وإزدراء الأخرين هى من المتطلبات الملحة جدا فى الثقافة المصرية الحديثة فإن جمع المال أو الحصول علية بأى وسيلة أو ثمن هى قيمة تغلب على كل القيم الأخرى بالمجتمع. يلى هذة القيمة المنصب الذى يعتبرة المصريون ليس فقط وسيلة لجمع المال من خلال إستغلال المنصب للتربح ولكن أيضا بإعتبار إنة يميز صاحبة عن كل الأخرين ويجعلة فى مرتبة و درجة إجتماعية أعلى تمكنة من التعالى والتكبر على الأخرين. التعالى و التكبر هما دليل الفرد على إنة أفضل من الأخرين وبأن الأخرين أسوأ منة.

ولأنة ليس من السهل جمع المال أو الحصول على المنصب الذين يحتكرهما حفنة قليلة من الناس مقربة من الحاكم فالغالبية العظمى للشعب فى مصر وجدت بديلا عن المال والمنصب وهو من وجة نظرها يعلو عن المال و المنصب وكل شىء أخر. إنة الدين الذى يتخذة السواد الأعظم وسيلة لإثبات أنهم أفضل من كل الأخرين. كل واحد فينا يتصور بأنة أكثر تدينا من الأخرين و يفهم فى أمور الدين أكثر منهم إذا فهذا دليل على إنة أفضل منهم جميعا و بأن الأخرين كفرة وحقيرين. لقد ذهب البعض الى حد المناداة بقتل الأخرين بحجة إنهم كفرة. و أصبح إطلاق اللحى ولبس الجلباب والحجاب والخمار و إظهار زبيبة ضخمة على الجبين موضة لإستعراض السوبر تدين كدليل على التفوق والتميز الإجتماعى لهؤلاء الذين يعوزهم المال والمنصب، وغالبا الجمال.

والواقع أننا جميعا بعاد كل البعد عن الدين والأخلاق مهما أدينا الشعائر الدينية ومهما إرتدينا ومهما إدعينا أو إعتقدنا. المحك والمقياس الوحيد لتحلى أى أمة أو مجموعة من الناس بالأخلاق وتمسكها بالدين الصحيح هو إتباعها و تطبيقها لمبدأ أو قانون "عامل الأخرين كما تحب أن يعاملوك" أو "حب لأخيك كما تحب لنفسك".

قد ننكر هذة الحقيقة بكل قوة ولكننا فعلا شعب بخيل مقطر بسبب عقدة عدم الأمان التى نعانى منها. حتى الأغنياء فينا ومعظمهم لصوص من كبار رجال الأعمال الذين بالرغم من إستيلائهم على بلايين البنوك إلا أن كل واحد فيهم يتمنى أن يستولى على الجنية الذى فى جيبك كما إنة لا يصرف مليما واحدا مما يدخل الدرج مهما كان. لا نعرف كيف نبنى ثروة من العمل والكد. نجمع المال فقط بالنصب أو السرقة أو نستلف ولا نرد كأسلوب لعمل قرشين . لذلك نطفىء مصابيح سياراتنا لنوفر فى البطارية ونسير فى الإتجاة العكسى لنوفر البنزين . لا نقرأ لإن الكتب و الصحف بفلوس . لا نتبع أو نطبق إشتراطات و معايير السلامة والأمان فى منازلنا أو سياراتنا أو مدارسنا أو مصانعنا أو قطارتنا لإنها بفلوس . أليس قانونا فى مصر "اللى ببلاش كتر منة"؟



لكل هذه الأسباب لابد أن نفيق من غفوتنا وأن نحاول الا يسقط منا علمنا الاقتصادى فى وحل التوهان.

*****

نكتة الموضوع

استدعى مستر جون مدير البنك العالمى لمساعدة دول العالم النامى الأستاذ عبلطيف وزير الاقتصاد فى دولته النامية جدا ودار بينهم الحوار الآتى:

- لن أصرف لك أكتر من عشر المبلغ الذى طلبته كقرض

- حاضر يامستر جون

- هذا المبلغ لايمكن ان ينفق الا على السلع الفارهة ويفضل السيارات الغالية القيمة

- حاضر يامستر جون

- ولايسمح لكم بشراء اى مواد غذائية ولا دواء ولا مواد أساسية من هذا القرض

- حاضر يامستر جون

- وأيضا .. سعر الفائدة خمسون بالمئة

- تشكر يامستر جون

تضايق جون فعبلطيف لم يعترض على أى شروط من شروطه المجحفة , فناده عاضبا

- تعال هنا

- حاضر يامستر جون

- اخلغ ملابسك

- حاضر يامستر جون

- اسمح لى ان أمارس معك الجنس

- حاضر يامستر جون

بعد ان انتهى مستر جون من نيك عبلطيف قال له :

- اياك ثم اياك ثم اياك أن تخبر أى انسان عما حدث بيننا

- عيب يامستر جون – قالها عبلطيف بحزم – أنته مارست الجنس مع راجل





 


06/11/2014

مصرنا ©

 

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية