| | | | نعيما ياريس
| | نعيما | |
بقلم : غريب المنسى ........................
وأخيرا ظهر الرئيس المصرى الساجد الزاهد الناسك على غلاف التايم الأمريكية فى لقاء حميم مع الصحافة العالمية يعتبر الأول من نوعه أجرى معه اللقاء مدير تحرير التايم ريتشارد ستنجل وبحضور كارل فيك مدير مكتب التايم فى القدس المحتلة , ومن نافلة القول أن نذكر حضراتكم بأن من أجرى الحوار مع الرئيس مرسى صهيونى بامتياز . وكان اللقاء عبارة عن كلام عجوة يفهمه جيدا أبناء المهنة , والكلام العجوة للأخوة اللذين لايفهمون فى اللهجة المصرية هو الكلام المرسل المنمق الذى لايسمن ولايغنى من جوع للقارىء المتعطش لمعرفة ماذا يدور خلف الكواليس مع رئيس شرعى يحاول جاهدا أن يستغل شرعيته فى الخروج من الشرعية !! وخلاصة اللقاء أن الرئيس مرسى مازال مصرا على أن المصريين يعيشون عصرا ديموقراطيا والدليل على ذلك أنهم يتظاهرون ضده ومع ذلك لم يصبهم أى أذى أو بأس شديد .. وكأنه كان يملك أن يؤدبهم ومع ذلك تواضع لصالح الشرعية الديموقراطية وتركهم يمارسون حقوقهم الديموقراطية الطبيعية.
أما الصهاينة المتحاورين معه فقد أبرزو مرة أخرى أهمية الرجل للمنطقة وقوة زعامته التى جعلت الاتفاق بين اسرائيل وحماس أمرا ملمومسا وهذا لعمرى أكبر دليل على أن الرجل منفصم الشخصية يقول فى السرغير مايفعل فى العلن وهذه هى أكبر لعنة ممكن تواجه أى انسان , ناهيك عن رئيس دولة. فمهما كان الرجل وجماعته برجماتيين فهناك ثوابت لايمكن تجاوزها أبدا وبالذات عندما يكون الشخص ذو توجه دينى , ولكن ماذا نحن فاعلون فى هذه الشيزوفرانيا وبالذات ونحن متأكدين أن كره مرسى وجماعته لاسرائيل ولليهود لايقل عن كره اسرائيل واليهود للعرب , ولكنه الكذب الذى يطلقون عليه تأدبا : ديبلوماسية.
انطباعى الشخصى عن اللقاء أن الرئيس مرسى رجل طيب نموذجى يلعب مع لاعبين محترفين فى الاجرام الدولى معتمدا على خبثه الفلاحى التلقائى ملتحفا بشعارات الديموقراطية والحرية والمساواة الاجتماعية وهى شعارات جوفاء لاتغنى ولاتسمن من جوع , ومتسربلا بقميص الدين والذى أصبح من كثرة استعماله قميصا باليا مكشوف حتى للأعمى .غير عابىء أو ملم تماما بخطورة الوضع العام ومايرمى اليه هؤلاء المجرمين , فالرجل لونجح فى مسعاه ستكون السيطرة على العرب من خلال الدين أمرا يسيرا وان فشل فى مسعاه فياميت مرحبا : ستكون الجماعة فى خبر كان وكأنها لم توجد من الأساس ولن يبكى عليها أوباما أو حتى تطرف له عين : وهذا أمرا واضحا جدا للجميع ماعدا الرئيس مرسى وجماعته.
من أهم الدروس التى يتعلمها الملاكم فى الحلقة والمقاتل فى الميدان والسياسى المحترف فى مجال الخدمة العامة هى الايضع نفسه فى ركن الحلقة وألا ينسى أن يؤمن المخرج قبل الدخول فى المباراة أو المعركة , لأنه بدون مخرج سيضرب كما يضرب الحمار فى مطلع , وها نحن نرى رئيسنا الطيب البرىء ينسف كل الطرق التى من الممكن أن يسلكها للخروج من محنته الحالية مع الشعب المصرى عموما ومع القضاة والسياسيين والصحفيين وباقى قطاعات المجتمع, والرجل ينسف كل هذه الكبارى لأنه برىء سياسيا غير قادرا على فتح قنوات الاتصال مع بنى وطنه , ومع ذلك فهو قاردا على فتح قنوات الاتصال مع الرئيس أوباما أو بيريز .. وهذا أول درس لأى سياسى غشيم : لاتلتحف بالسماء ياعمنا.
عندما تضع مجلة التايم صورة شخصية عربية عامة على غلافها فهذا نذير شؤم , فمنذ متى ونحن لدينا شخصيات سياسية تستاهل كل هذه الضجة والتلميع؟ .. منذ متى كانت التايم مهتمة بالأخوان المسلمين ومهتمة برئيسهم فلتة زمانه ومكانه؟ ومنذ متى كانت مصالحنا كشعوب تهم هؤلاء الأفاقين ؟؟ ولذلك خدوها منى حكمة وعن تجربة منذ أيام السادات: عندما تضع التايم الصورة على الغلاف فتأكدوا أن البعبوص قادما لامحالة .. فى مؤخرة من ؟ وأين ؟ ومتى؟ ولماذا؟ الله وحده يعلم .. والله وحد يعلم ماذا يحاك لنا فى الخفاء .. بالنسبة لمرسى الله وحده يعلم مصيره .
ان لم يستخدم الرئيس مرسى ذكاؤه المصرى الفطرى وبسرعة ويتراضى بدون عجرفة مع مواطنيه سنكون أمام ثلاثة احتمالات : اما أن يحلق الرئيس مرسى لحيته ويتعامل مع شعبه من منظور مدنى سياسى وليس دينى وفى هذا خيرا كثيرا للمصريين , أو أن يحلق له الشعب وهذا أمرا واردا جدا فى ظل المعطيات الحالية , أو أن تحلق له أمريكا بعد أن تنتهى مهمته .. وفى كل الحالات سنقول له بكل سرور وانشراح: نعيما ياريس!!
******
إن الأهم من بلوغ الغايات المنشودة فى حياتنا هو أن نسلك إليها السبل الشريفة .... عبد الوهاب مطاوع
06/11/2014
مصرنا ©
| | | |
| | | | |
|
|