مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

 احلقها وتوكل

 

وتوكل

 

بقلم : غريب المنسى
........................


بكل موضوعية يمكن وصف خطوات الرئيس المصرى محمد مرسى الأخيرة أنها خطوات متعثرة متضاربة لاتمت بصلة للحنكة السياسية ولا للخبرة الحياتية ولا للقدر التعليمى الذى حصل عليه الرجل , فالرجل يريد أن تكون لديه صلاحيات مطلقة حتى يستطيع ترتيب البيت من الداخل على طريقته , وبالتالى تكون لديه مرونة أكثر فى اتخاذ مايراه مناسبا من قرارات بعيدا عن أى معارضة رسمية سواء كانت أشخاص أو مؤسسات . وهذه ببساطة شديدة هى الفكرة من محاولته السيطرة على مقدرات الأمور ريثما يتم وضع الأسس السليمة للبناء. طبعا هذه هى وجهة نظره وليست وجهة نظرى ومهم جدا أن نتفهم دوافعه حتى نستطيع أن نناقش الموضوع بشىء من الفهم العميق.

جاء الرئيس مرسى الى الحكم من خلال صناديق الانتخاب وهى صناديق لايخفى على حضراتكم انها صناديق انتخابات دولة فى العالم الثالث لعبت فيها شكائر الأرز والمعكرونة وزجاجات الزيت وبعض من الكاش دور لايقل أهمية عن دور تأييد رجال الدين السلفيين والأخوانيين للرجل ,وبالتالى فهو جاء بطريقة ما أو باخرى ليست شفافة بالدرجة الغربية ولكنها معقولة بمقاييس العالم الثالث.

وقبل أن يدخل الرجل الانتخابات كانت جماعته كما هو شائع قد أخذت الضوء الأخضر من الادارة الأمريكية بأنه لاحرج أبدا على جماعة غير قانونية من الدخول فى الانتخابات الرئاسية بمرشح غامض الهوية السياسية تماما شريطة أن يلعبوا مع اللاعبين ويكون شعارهم اللعب هو أساس الحكم .

وبعد أن تسلم المنصب بدا الرجل متخبطا فى اتخاذ قرارته حتى قرار الاطاحة بالمشير طنطاوى لم يكن ليقدر عليه الا بمساعدة خارجية أمريكية , وبدا الرجل متعلق فى الحبل الأمريكى الوهمى الذى قد ينقطع فجاءة وبدون ابداء الأسباب ,وظهر هذا جليا فى الشكر المتزايد له من الادارة الأمريكية كلما اتخذ قرارا باهتا يشابه قرارات مبارك .. وكانت آخر هذه المجاملات الاشادة بدوره الزعامى العظيم والجبار لوقف اطلاق النيران بين اسرائيل وفلسطينى غزة.

وبات واضحا للمتابع أن الرجل كلما قدم خدمة لأمريكا فى السر تشجع على اتخاذ قرارا داخليا فى العلن على طريقة هات وخد مستغلا عملية الغرام المتبادل بينه وبين رجل ونساء الخارجية الأمريكية ووكالة المخابرات الأمريكية اللذان يلعبان دوران مهمان فى تحريك الأحداث فى الشرق الأوسط فى زحمة الربيع العربى. فمرسى له وجهان: وجه قال الله ورسوله والوجه الأخر هو : أى خدمة ياجون وياكوهين.. بس ماتحرمنيش من حنانك!!

فى خلال فترة حكمه الوجيزة بدا الرجل وكأنه شخصا دفعته المقادير والظروف وجماعة الاخوان لمنصب رفيع يستدعى فى شاغله الحد الأدنى من الكاريزما السياسية والتى هى من أساسيات الزعامة , فالزعيم مطلوب فى كل دول العالم ولكنه مطلوب بشدة لشعوب دول العالم الثالث لأنها شعوب عاطفية تحتاج الى زعيم قادرا على الكلام والدندنة.

وهذا بطبيعة الحال يدفعنا مرة أخرى الى التساؤل عن السبب الذى دفع الشعب المصرى لاختيار رئيسا محدود القدرات السياسية تحت غطاء ديموقراطى فى حين أن من حكم نفس هذا الشعب بغطاء ديكتاتورى فى السابق كانت لديه الكاريزما السياسية والقدرات التنفيذية ؟ كيف لشعب لديه كفاءات عظيمة فى كافة المجالات أن يستقربه المطاف مع رجل كان أكثر مايمكن أن يصل اليه هو بالفعل ماوصل اليه قبل أن يكون رئيسا للجمهورية؟ كيف لشعب كان يلعب بنار الكواكب فى عهد عبد الناصر أن يرضى بشيخ يرى العالم من خلال كتاب الله وسنة رسوله وبالتالى فان نظرته للأمور وللاشخاص ستكون نظرة عنصرية بطريقة ما أو بأخرى ؟

الاجابة على كل هذه التساؤلات وأيضا التساؤلات التى قد تطرق على خيالك تكمن فى أن الهدف من تصعيد مرسى وجماعته فى هذا التوقيت وفى هذه الظروف وبتشجيع غربى له عدة أسباب : أولها التخلص من المد الاسلامى بطريقة ذكية فلو أن مرسى خاض الانتخابات مرة أخرى غدا فلن يستطيع أن ينجح مرة أخرى نظرا لأن من وضعه اختار له توقيت سيىء جدا وهو المجىء بعد ثورة أطاحت برئس سابق وبالتالى فمطلوب منه أن يتفوق على سابقه فى كل المجالات بامكانيات محدودة وخبرة سياسية معدومة وثانيها عند نجاح الهدف الأول لن يكون أمام الشعب أى خيار سوى أن ييأس من فكرة الديموقراطية من الأساس فالديموقراطية لاتجدى تماما فى دول العالم الثالث وبالتالى يرضى برئيس ديكتاتورى متجهم يوفر له الطعام.

وهنا يبرز السؤال الأكثر أهمية : هل يصح تطبيق الديموقراطية مباشرة بعد التخلص من نظام ديكتاتورى أو أن المفروض هو التحول الديموقراطى الذى قد يحتاج لمزيد من الوقت والتدريب ؟ وماهى نوعية الديموقراطية التى تناسب دول العالم الثالث ؟ وهل العالم الثالث يحتاج ديموقراطية أو يحتاج الى طعام ؟ وماهية نوعية ومؤهلات الرئيس الذى يتولى بعد قيام الثورة ؟

الاجابة المثالية والواقعية: أن الديموقراطية قد تنفع معنا فى حالة أن تكون النخبة والرموز ديموقراطية ولكن للأسف فأن النخبة لدينا هى شلة متسلطه مفروضة على الشعب ومتسلقة وأنانية وبالتالى فهى أوسخ نخبة يمكن أن تمثل شعب .. طبعا هذا الا من رحم ربى.

بعد كل ماسبق يمكننا أن نسجل رأينا الشخصى المتواضع وهو أن العيب ليس فى الرئيس مرسى فحسب لكن العيب يكمن فى التوقيت الذى جاء فيه والتحديات التى تواجهه وفى نفس الوقت قلة خبرته السياسية وانعدام قدرته على التواصل مع كل طوائف الشعب بطريقة سهلة وبسيطة.

وعلى الرئيس مرسى اذا أراد أن يحكم شعبا فرعونيا كالشعب المصرى أن يحلق لحيته من الغد وأن يطلق الجماعة ويخرج عن طاعاتها علنيا ويتوجه بكل صفاء نية الى الشعب بكل طوائفه وأن يقطع علاقاته السرية بأمريكا واسرائيل وأن يطالب الجماعة بأن تسوى وضعها القانونى وأن تعلن عن مصادر تمويلها وأن يضع بعض من قيادات الجماعة فى السجن لأنهم مستهترون ويعرضون الأمن القومى والاقليمى والسلم والسلام الاجتماعى للخطر وأن يعترف بأن قدراته محدودة وأنه يطلب المساعدة والمشورة من الرجال أصحاب الخبرة وأن يعلن أنه يحب أم كلثوم وعبد الحليم حافظ .

خير الكلام: في الأرض مخلوقان: إنس وأمريكان! .. أحمد مطر


 

 


06/11/2014

مصرنا ©

 

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية