مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

 الخطر المحيق

 

القسوة والهمجية والبربرية

 

بقلم : غريب المنسى
........................


أصيبت بالهلع الشديد عندما سمعت الأنباء الواردة من اسرائيل وقرار مجلس الوزراء المصغر بتعبئة حوالى سبعين ألف جندى من الاحتياط استعدادا لغزو غزة. وسر هلعى أن هذا العدد يمكن ترجمته باللغة العسكرية البحته لحوالى أربعة وعشرين فرقة عسكرية وهو اتنين وسبعين لواء مقاتل لمواجهة حوالى مليون ونصف مليون مواطن أعزل !! ولمن لم يخدم فى الجيش نقول أن هذا العدد المهول من القوات يكفى لاحتلال سيناء وجنوب وشمال لبنان والتقدم من مرتفعات الجولان لأعتاب دمشق وتمشيط غزة تمشيطا!! ولو تقدمت اسرائيل لاقتحام غزة بهذه الأعداد المهولة من الفرق العسكرية سيكون العالم الحر بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية بكل تأكيد أمام أكبر مسخرة سياسية وعسكرية فى هذا القرن .. فلم يحدث على مر التاريخ الانسانى قاطبة أن قامت دولة محتلة بمهاجمة أصحاب الأرض العزل بهذه القسوة والهمجية والبربرية .

قد ينفرط عقد الأمن الاقليمى هذه المرة لصالح العرب , فالربيع العربى ولد فى نفوس الشعوب العربية الشعور بالغبن والاحساس بالمرارة, فلا الظروف الاقتصادية تغيرت ولا الأوضاع السياسية تحسنت وبالتالى فليس أمام الشعوب العربية خيارات أفضل من خيار المقاومة والموت فى سبيل الشهادة والانضمام لمؤازة غزة بالمال والسلاح والجنود.. فليس هناك شىء يدعوا لحب الحياة والتمسك بها , وهذا بالضبط مايغيب عن تفكير المخطط الاسرائيلى الذى يتصور أن القوة المفرطة ستحقق الأمن تلقائيا ., وقد تجد اسرائيل نفسها لأول مرة منذ تأسيسها فى وضع ضعيف جدا من الناحية السياسية والاقتصادية والنفسية فى حالة استمرار أمد هذه الحرب التى قد تستنزف قدراتها الاقتصادية .

لو أقدمت اسرائيل على مذبحة جديدة فى غزة لابد أن ينتفض الشعب الفلسطينى فى الضفة الغربية انتفاضة الخلاص بقيادات جديدة ثورية , وأن تكون انتفاضتهم غاضبة ومستمرة ولاتتوقف أمام حلول مخدرة .. نريدها انتفاضة متجددة لاتتوقف الا اذا تم التوصل لحل شامل لكل القضية الفلسطينية أو القضاء اقتصاديا وسياسيا على دولة اسرائيل , ولابد أن تنتفض الشعوب العربية حتى يعلو صوتها ويسمعه العالم .. لابد أن نهب فى مواجهة هذه الهجمة البربرية الموجهة ضد الشعب العربى وليست فقط ضد شعب غزة الأعزل.

اسرائيل تستغل الظروف العربية المحيطة فى بلبلة الأمور والمواقف وتفريق الاعداء لتلتقفهم منفردين , ولكن نسى المنظر الاسرائيلى أنه الآن أمام غضب شعوب لم تعد تأبه لحكامها اللذين ساعدوا اسرائيل بسياسة المهادنة على التمادى فى سياساتها القمعية .. قد تكون هذه هى غلطة اسرائيل الكبرى والنهائية والتى ستكسر ظهرها الى غير رجعة والتى ستكون البداية لقيام حرب عالمية كاسحة لن تبقى ولن تذر .

الشرق الأوسط مازال هو سبب الصداع النصفى الذى يصيب الرؤساء الأمريكان , ففى عهد ايزنهاور كانت مشكلة الحرب الأهلية فى لبنان واحتلال اسرائيل لسيناء فى العدوان الثلاثى على مصر, وفى عهد جونسون كانت حرب الأيام الستة واحتلال اسرائيل لسيناء ومرتفعات الجولان , وفى عهد نيكسون كانت حرب ثلاثة وسبعين , وفى عهد كارتر كانت الثورة الايرانية ومشاكلها واحتجاز الأمريكان كرهائن فى السفارة الأمريكية فى طهران , وفى عهد ريجان كانت مشاكل لبنان الطائفية واجتياح اسرائيل للبنان هى المسيطرة على تفكير ادارته , وفى عهد بوش الأب كانت العراق هى سبب أرقه على الرغم من أن العراق كانت تدير حرب بالوكالة مع ايران لصالح الولايات المتحدة وفى عهد كلينتون كانت القاعدة وأفغانستان هى شاغله الأول , أما فى عهد بوش الابن كانت العراق وافغانستان والقاعدة التى استغرقت جل وقته واهتمامه , وفى الفترة الأولى لعهد أوباما كان اهتمامه بالوضع فى ايران وأفغانستان ..

ولكن فى بداية فترته الثانية والتى لن يحتاج فيها صوت الناخب الأمريكى مرة أخرى ينبغى على الرئيس أوباما أن يلعب دورا رئيسا فى لجم اسرائيل وتهديها ووصفها علنيا بأنها دولة تهدد الأمن والسلم العالمى فالربيع العربى هو خطة صهيونية لتقزيم الشرق الأوسط وتفتيته وقد ينجحون فى ذلك ولكن الخطورة هنا أن الشعوب بدأت تعرف أبعاد هذا المخطط والخوف من أن تتحد ارادة الشعوب فى لحظة تاريخية نادرة وتصمم على ازالة اسرائيل وتدمير المصالح الأمريكية والغربية فى المنطقة بالكامل .

بدأت بشائر الاسلام السياسى الجهادى تظهر فى المنطقة وهؤلاء الجهاديون لن يتورعوا عن كسر شوكة اسرائيل عندما تسنح لهم الفرصة , وهاهى اسرائيل تقدم لهم الفرصة الذهبية على طبق من البلاتين وهذا الكلام موجه فى مجمله للادارة الأمريكية وخبراء الأمن القومى اللذين يتعاطون مع مشاكل المنطقة وبالذات المشكلة الفلسطينية من خلال عيون وكلائهم فى المنطقة من حكام متعاونين وأكادميين مثاليين ,ولكن الواقع على الأرض يختلف تماما عن نظرة هؤلاء البرجوازيين النظريين . الوضع فى الشرق الأوسط حقا ملتهب ولايسمح بالمجاملة : ياأوباما!!

خير الكلام :

فويل لمن لم تشقه الحياة ... من صفعة العدم المنتصر أبو القاسم الشابي


 



06/11/2014

مصرنا ©

 

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية