مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

 السياسة والاقتصاد

 

بيزنس

 

بقلم : غريب المنسى
........................


السياسة والاقتصاد مرتبطين تماما ومتداخلين بحيث يصعب الفصل بينهم , فسياسة بدون اقتصاد لاتنفع واقتصاد بدون سياسة قد ينفع ولكن لن يدفع للأمام وبالذات فى ظل الأزمة العالمية وتدهور الأحوال الاقتصادية حول العالم , وظهور أمير قطر فى غزة يحمل 400 مليون دولار فى وقت عز فيه الكاش فى مناطق كثيرة من العالم مثل اليونان وأسبانيا وبوركنيا فاسو يؤكد أن من أقنعه بهذا التبرع يستحق نوبل فى التسويق . لذلك لو نظرنا الى الزيارة من ناحية اقتصادية عملية لاكتشفنا ان الجماعة فى غزة شاطرين فى البيع والشراء.

دعنى أكون أكثر وضوحا بعيدا عن السياسة, أفترض أنك تملك محلا فى منطقة متدهورة اقتصاديا وظهر لك شخصا يريد أن يأخد صورة أمام المحل ويعطيك مبلغا محترما قد يساعدك فى الخروج من محنتك الاقتصادية المزمنة .. هل ترفض ؟ وطبعا اذا وافقت لن تسلم من بعض النقد من هنا أو من هناك ولكن بعد أن تهدأ العاصفة سيكتشف المكتشفون أن أقتصادك انتعش نسبيا وسيسمح لك بالاستمرار فى البيزنس أما صاحب الصورة يشكر جدا على نواياه.

هل يمكن أن نصف الناقدون فى هذه الحالة أنهم حاقدون؟! ربما !! وهل يكون من الضرورى النظر الى حماس وبالذات فى سياساتها الخارجية بانها سياسة قائمة على البيزنس؟ نعم .. ونضيف الى ذلك أن التسول واحد وان اختلفت أشكاله , فسياسة حماس وشقيقتها الكبرى فتح أساسا قائمة على التسول من طوب الأرض, ولكن المشكلة فى فتح كانت ومازالت هى سرقة حصيلة صندوق التسول .. لذلك فحماس تبدو مستورة بدون سرقات فى ظل الظروف المحيطة .

هل يكون عجز فتح عن اصطياد زبون غنى وغشيم جاهز للدفع حتى ينعش مزيانيتها هو الدافع للمنادة فى هذا الوقت بضرورة وحدة الصف الفلسطينى؟!! .. قد يكون , ففى هذا الوقت الاقتصادى العصيب على العالم تعتبر معجزة بكل المقاييس أن تجد شيخا وشيخة بهذا الكرم الحاتمى , والفضل يعود الى أن قيادات حماس على مايبدو يقرأون سورة الاخلاص أكثر من جماعة فتح .. فمن معجزات سورة الاخلاص فك الكرب وتسديد الدين.

بيد أن مالفت نظرى وأعجبنى فى الزيارة أن حماس تتصرف كدولة مستقلة ذات سيادة وليخسأ الخاسئون , فهناك حرس شرف يضاهى نظيره فى القاهرة وهناك سيدة أولى فى غزة لها هيبة أكثر ألف مرة من ملكة بريطانيا .. بينما بدا الشيخ والشيخة فى وضع مسترخى للاستماع بترحيب الأخ أبو العبد وكأنهم فى زيارة لسويسرا .

الشكل العام يوحى بأن حماس سائرة فى طريقها التى رسمته لنفسها .. ولن تعود الى رحم فتح مرة أخرى فهناك العديد من الأسباب التى تجعل الاستقلال عن فتح نعمة من نعم الحرية , ومن ضمن هذه الأسباب أن سياسة حماس الخارجية أقوى نسبيا من سياسة فتح والسبب أن أبو الوليد من عن بعد يصطاد الزبائن الأثرياء ويرسلهم الى غزة فى حين أن فتح ليس لها رأس حربة نشيط خارجيا الا ممثل لها فى الاتحاد الأوروبى شاطر فى ارسال الجبن والزبدة والبطاطين وماتستغنى عنه كنائس أوروبا.

اذا كانت حماس ناجحة فى استخدام الدين لجلب التعاطف فيجب على فتح أن تستخدم البندقية لجلب التشجيع !! فالسياسة فى عصر الأى فون وويندوز 8 لاتختلف كثيرا عن البيزنس فى القرن الواحد والعشرين والشاطر هو الذى يستطيع أن يستقطب المغفلين لشراء بضاعته أيا كانت هذه البضاعة .. قد نقضى سنوات نتجادل حول مشروعية وجودة البضاعة ولكن لاتنسى أنه فى نهاية اليوم حساب البنك هو المؤشر الرئيسى لنجاح سياساتك التسويقية فى ظل الحصار الاقتصادى والسياسى .


 


06/11/2014

مصرنا ©

 

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية