متلازمة الصبى وصاحب الدكان
| |
صاحب الدكان وبنت صاحب | |
بقلم : غريب المنسى
........................
العلاقة النفسية بين صاحب المحل والصبى النجيب تكون دائما علاقة معقدة نسبيا,ويتوقف نسبة وحجم تعقيدها على درجة ذكاء وطموح الصبى, فكلما كان الصبى نابغا وناجحا فى اختيارته كلما زاد حنق وغضب صاحب المحل , فصاحب المحل لايتمنى لأى من صبيانه أن يكونوا أصحاب محلات .. محل واحد فقط يكفى ويفضل أن يكون أقل مستوى من المحل الأصلى !! هذا والا انفجرت متلازمة صاحب المحل النفسية وتعرض الصبى النابغ الطموح الى تقريظ وحرب كلامية ودعائية من صاحب المحل قد تقضى على طموح الصبى الذى يبحث عن مكان لقدميه تحت شمس الله الدافئة.
فمثلا أول ماتسمع عبارة : كان حافى الله يرحم أيام زمان !! أعرف أنها هى البداية الطبيعية لحرب ضروس سيطول أمدها أججها الصبى النابغ الطموح فى نفسية صاحب المحل المتجبر الذى لايرى خارج محيط محله , ومعظمنا مر بهذه المتلازمة بطريقة ما أو بأخرى!! ويمكن للصبى الطموح من تجاوز هذه المتلازمة اما بالتنكر لصاحب المحل جملة وتفصيلا أو محاولة شيطنته أو بموت صاحب المحل .. بيد أن المتلازمة تزداد تعقيدا اذا أضفنا اليها متلازمة بنت صاحب المحل, فمعظم الصبيان الطموحين يتزوج من بنت صاحب المحل حتى يضع قدميه على أعتاب البيزنس وفى هذه الحالة ستظل هذه المتلازمة معه الى أن يموت .. فلاتوجد طريقة للخروج الآمن من تحت سيطرة صاحب المحل أو ابنته .. وبالتالى فان خبراء الحياة المجربين لهذه المتلازمة المقرفة يرون أن مايجعل هذه المتلازمة معقدة ليس صاحب المحل فحسب ولكن فى الواقع هى بنت صاحب المحل !! ولذلك ينصحون الصبيان بعدم التورط فى الزواج من بنت صاحب المحل لأى سبب من الأسباب حتى يضمنوا مستقبل هادى وسعيد.
طبعا هذا كلام نظرى الى حد بعيد ولكن من الناحية الواقعية: الاغراءات التى يقع تحتها الصبى فى مقتبل حياته العملية من صاحب المحل وزوجة صاحب المحل وبنت صاحب المحل يكون من الصعب تجاوزها الا لمجموعة بسيطة من أولى العزم من الصبيان وبالتالى فعلماء الجريمة النفسية الشعبية يرون أن للصبى المتورط فى هذه المتلازمة احتمال بسيط جدا فى التحرر من هذه السيطرة وهذا يتحقق فقط , واكرر يتحقق فقط .. بوفاة بنت صاحب المحل .. سواء بفعل فاعل أو بفعل القدر.
اذا تفهمنا هذه المتلازمة يمكننا تفهم كثير من الأحداث فى وطننا السعيد , فى مصر مثلا كان حظ السادات عظيم لأن صاحب المحل توفى وترك له المفتاح والتوكيل العام بادارة المحل , وكذلك مبارك أيضا لم يعانى من متلازمة صاحب الدكان على الاطلاق .. بيد أن الرئيس مرسى وقع ليس فقط فى متلازمة صاحب الدكان ولكن فى متلازمة صاحب الدكان وبنت صاحب الدكان معا , وهذا لعمرى أكبر تحدى نفسى سيواجهه الرئيس مرسى فى الأمد القريب .. فصاحب الدكان "بديع" وبنت صاحب الدكان "الجماعة" يتصرفون الآن وكأن مرسى كان صبى معدوم رقيق الحال لديهم وبالتالى لايصح " أن تعلو العين عن الحاجب" ويكون هو صاحب المحل الأعلى !! ولذلك فنحن سنرى قريبا حرب ضروس بين الصبى والمعلم والابنة قد تقضى الى طلاق بائن أو موت بشع لاحد هذه الأطراف أو كلهم مجتمعين . فالحرب بينهم ستستعمل فيها لأول مرة على الاطلاق سكاكين المطبخ.
** الصبى أرسل رسالة لبيريز لاتختلف كثيرا عن رسائل مبارك وهو الذى طالما ندد بمبارك وعلاقاته بالصهاينة , والمعلم بطريقة متسلطة تعدى حدوده مع الصبى وتجاهله تماما وأعلن الجهاد على اسرائيل وهى طريقة مجانية لكسب دعاية محلية رخيصة .. أما الابنة فهى محتارة هل تسلك مسلك الأب أو الزوج .. فكلهما أنانى كل مايهمه هو منظره العام بين أصحاب المحلات حتى لو كان ذلك على حساب الابنة.
فلو وضعت ياعزيزى مفهوم الدولة اللذيذة الذى سبق وأن تناولته هنا من قبل مع متلازمة الصبى وصاحب الدكان لتوصلت الى نتيجة مهمة وهى أن الأخوان ليسوا بأى حال من الأحوال أحسن من الضباط .. ولتمنيت أن يحكم مصرى حلاق متحرر من صاحب الدكان وبشرط أن يكون واضح وصادق وأمين فى مسائل الشأن العام .