مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

 أبو الشباب - الجزء الثانى

 

الرئيس

 

بقلم : غريب المنسى
........................


أرسل الرئيس أوباما رسالة دبلوماسية الى الرئيس المصرى " رسالة ايقاظ " على نفس غرار رسائل الشركات التجارية التى ترسل رسائل لعملائها تذكرهم بالمديونية وأن الوقت يمر بسرعة وميعاد دفع الفاتورة على الأبواب. استهل أوباما رسالته بأن ذكر الرجل بأن الوقت قد حان الآن ليحدد للادارة الأمريكية موقفه من القضية الفلسطينية عموما وموقفه من اسرائيل تحديدا حتى تستطيع الادارة الأمريكية من تحديد أنسب الطرق للتعامل معه , فمهلة المئة يوم التى قطعها على نفسه على وشك الانتهاء ومرحلة الكلام والتصريحات المطاطية قد ولت ,والآن باعتباره الرئيس المنتخب القادر على اتخاذ القرارات لابد من أن يكون واضحا مع الادارة الأمريكية وأن تكون اجاباته واضحة وضوح الشمس.

وذكره أوباما بان كل المعلومات التى وصلت اليه من مدام كلينتون وبانيتا عنه تؤكد على أنه "نايس جاى" ومع ذلك فلن يستطيع من دخول البيت الأبيض والاستمتاع بالجلوس معه أو مع غيره فى المكتب البيضاوى الا اذا أجاب على الأسئلة السابقة وكانت اجاباته مطمئنة للحكومة الأمريكية والاسرائيلية ... هذا والا !!

وفى نهاية رسالته التى اتسمت بالترهيب والترغيب ذكره بكلمات أحمد مطر: لَستُ بِخادمِ مَن خَلَّفَكُمْ لأُسِاطَ قُعوداً وَقياما.لَستُ أخاكُمْ حَتّى أُهْجى إن أنَا لَمْ أصِلِ الأرحاما.لَستُ أباكُمْ حَتّى أُرجى لأكِونَ عَلَيْكُمْ قَوّاما. وَعُروبَتُكُمْ لَمْ تَختَرْني وَأنا ما اختَرتُ الإسلاما!

****
جلس الرئيس يفكر ويفكر ويفكر فى طريقة مناسبة للخروج من هذا المأزق الذى وضع نفسه هو وجماعته فيه بتوجههم الدينى , فالسياسة تسمح بمناطق رمادية فى القرارات ولكن الدين ليس فيه مناطق عديمة الرؤيا, الدين لايدعو الى الكذب بينما السياسة هى الكذب متسربلا فى الابتسامات والأحضان والقبلات , ورأى الرئيس أن يتشاور مع معاونيه اللذين احتارو أيضا , فمن الناحية الدينية والشرعية ينبغى على المسلمين أن يحاربوا الصهاينة ويطردوهم الى موطنهم الأصلى فى حوارى أوروبا الشرقية وروسيا , ولكن كيف يتم ذلك فى ظل هذه الظروف الدولية والاقليمية شديدة التعقيد , والمشكلة كما شخصها الرئيس تماما هى أنها ليست فقط فى أمريكا واسرائيل فحسب ولكن الفلسطينيين أيضا سقف مطالبهم مرتفع ولن يرضوا بحلول وسط : أما دحر اسرائيل واما اخراجه من الملة!! ولعل هذه المرة الأولى الذى ندم فيها الرئيس أنه ترشح للرئاسة على تذكرة الأخوان , فالرئاسة منصب جميل ولكن على مايبدو أن ما سينغص عليه حياته هو أمران لولاهما لكانت الحياة فى القصر الجمهورى أحلى من الخيال , الأمر الأول : مشكلة تسعين مليون مواطن بالداخل المصرى سقف مطالبهم عالى جدا , فكل واحد من هؤلاء التسعين مليون يطالبه بشقة وسيارة وعروس جميلة وثلاث وجبات يومية فاخرة وحرية وديموقراطية بدون عمل يذكر !! أضف الى ذلك أن كل مواطن يريد أن يدخن مالبورو. وأخوتنا فى الجماعة فى غزة وسقف مطالبهم الذى يدفعه دفعا وبطريقة ما أو بأخرى الى كشف القناع عن وجهه , فالجماعة فى غزة يضعونه فى خانة صعبة جدا : اما أن تكون معنا أو أنت ضدنا .. ياالهى .. أنا فى وضع حرج جدا .. أى نعم أنا أخونجى وهم أخوانجيه ومعناها أننا أخوة فى الله ولكن عليهم أن يفهموا أن هناك فرق بين الأخوانجيه أيضا , فعندما يكون الأخونجى فى السلطة يختلف وضعه وتوجهاته عن الأخوانجى خارج السلطة , الأخونجى خارج السلطة يميل الى فكرة الجهاد بكل درجاته ولكنه عندما يكون فى السلطة فهو يميل للدبلوماسية وينسى الجهاد تماما فالجهاد من وجهة نظره فى هذه الحالة هو وسيلة المهمل والمضطهد , الآن لو قلت معكم لكان العقاب لى ولشعبى شديدا ولو قلت ضدكم لكان هذا الموقف هو شهادة انتحار للأخوان سيستغلها كل المعارضين ضدى أحسن استغلال .. ياربى : أليس هناك من مخرج؟!! لماذا لم يستطيع أى رئيس مسلم سابق من تحقيق هذه المهمة ؟؟!! الا يكفينى الفلول ومشاكلهم ؟!! ولكن مضطر أخاك لابطل وعلى مايبدو أننى سأستعين بفل كبير ليساعدنى فى رسم السياسة الخارجية .. لن يحل هذه المعضلة الا محمود التعلب خبير الشؤون الدولية سىء الحظ , فالرجل كان ممكن أن يتفوق على هنرى كيسنجر فى رسم السياسات الدولية لو أنه بدأ حياته بطريقة مختلفة.

****

دخل محمود التعلب المنتدب من نظام مبارك بتصريح شخصى وخبير الملف الفلسطينى على الرئيس مكفهر الوجه حتى يعطى الرئيس انطباع أن الوضع فعلا صعب ويحتاج الى أفكاره وحتى يضمن لنفسه بذلك أيضا وظيفة دائمة فى هذه الادارة, واستهل الحديث بتذكير الرئيس بأن المشكلة بكل تجرد هى عبارة عن امرأة جميلة يتصارع عليها رجلان , استولى عليها الأول بحيل كثيرة ومعروفة ولاداعى لاعادتها فى كل مرة نتاول فيه هذا الموضوع , ولن تحل هذه المشكلة الابموت أحد عشاق هذه المرأة أو فناؤه , والعالم ينتظر كل هذه السنوات لموت أحدهم ولكن على مايبدو أن فكرة موت أحدهم فى المدى المنظور مستحيلة. وطبعا نحن مطلوب منا أن نكون فى صف أخانا فى الدين واللغة والعادات والتقاليد الولهان بهذه المرأة الجميلة لأنه صاحب حق وهذا واجب لاشك فى ذلك ولكن المشكلة أن البنية التحتية لنا لاتسمح .. يمكننا المساعدة ؟ نعم.. ولكن هل يمكننا الحل ؟ لا .

سيدى الرئيس أعلم أن وقتك ثمين وهناك حلين لهذه المشكلة والخروج من هذا المازق حتى تستمر فى منصبك بدون احراج .. الحل الأول هو حل أمريكى والحل الثانى هو حل عملى ولك كل الخيار فى اختيار أى من الحلين .

- طبعا طبعا .. أنا الرئيس ياتعلب

الحل الأول : نرتب لك زيارة لغزة تضارع زيارة الرئيس المؤمن للقدس , وهناك فى غزة تلقى عليهم خطبة عصماء وقبل نهاية الخطبة بدقائق نطلق عليك كام عيار فشنك .. وتقوم الآلة الاعلامية هنا بالباقى .. وهذا مخرج جهنمى ونهائى .

الحل الثانى : وهو الأكثر واقعية وهل الذى سيلاقى ترحيبا من أخوان غزة وهى أن نتفاوض مع أمريكا بأن يكون هناك معبر قانونى بيننا وبين غزة وتتم عملية التبادل التجارى بين البلدين بكل سهولة ويسر وبالتالى نتفادى سقف المطالب المرتفع .

سيدى الرئيس .. لقد نجحت اسرائيل فى جعل مطالب الفلسطنيين فى غزة محدودة الى حد ما فى مسائل تموينية بحته وكام بندقية روسى مهربة , ومع العلم أن كمية المواد التموينية التى تدخل غزة من الجانب الاسرائيلى ونوعيتها أجود مليون مرة من البضائع التى تهرب من مصر , الا أن الفلسطنيين يفضلون التعامل مع مصر تجاريا لعدة اسباب منها : تنويع مصادر الغذاء وحتى لايكونوا تحت رحمة اسرائيل , والسبب الثانى هو سبب سيكولوجى فهم يريدون التواصل مع مصر وهذا شعور انسانى واسلامى مفهوم جدا ونحن ليس لدينا أى عوائق فى التعامل معهم , فهم فى نهاية اليوم أخوة لنا فى الدين والجوار .

أما اذا كان سقف توقعاتهم ومطالبهم من أول رئيس أخوانى مرتفع الى درجة المطالبة برمى اسرائيل فى البحر فهذا أمر خارج نطاق قدراتك العملية وبالتالى فلابد أن تركز من الآن فصاعدا على ضرورة المصالحة الوطنية بين عباس ومشعل .. فالصلح خيرا ياسيدى الرئيس. أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " لا يَحِلُّ لامْرِئٍ مُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلاثٍ ، فَيَلْتَقِيَانِ , فَيُعْرِضُ هَذَا وَيُعْرِضُ هَذَا ، وَخَيْرُهُمَا الَّذِي يَبْدَأُ بِالسَّلامِ "

- نعم نعم ياتعلب الصلح فعلا خير

****
خرج الرئيس من الاجتماع مع التعلب وأرسل ايميل الى أبو مازن : أخى أبو مازن ياحبيب لم يسمع منك العالم شىء مؤخرا لعل المانع خير , أرجو أن تقوم بزيارتنا سريعا ياأخى العزيز أنت وعريقات وباقى اللعيبة.. وحشتونى ووحشتم الشعب المصرى.. وحشتونى جدا جدا!!


 


06/11/2014

مصرنا ©

 

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية