مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الامريكية عن المركز الامريكى للنشر الالكترونى .. والاراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها
............................................................................................................................................................

 
 

             الامريكان قادمون -5
...............................................................

بقلم :غريب المنسى
......................

 الأمير بندربن سلطان السفير السعودى السابق لدى الولايات المتحدة ولمدة تزيد عن عقدين وعميد السلك الدبلوماسى العربى فى وقته يعتبر مثال ونموذج ممتاز لما يجب أن يكون عليه مستوى السفير فى دولة فى حجم الولايات المتحدة ففى حين نجد كل السفراء العرب يتصرفون بطريقة الموظفين ويقتصر واجبهم عند حد الروتين البلوماسى من حضور حفلات العشاء التى تقيمها لهم وزارة الخارجية الامريكية بين حين واخر او القيام بواجب العزاء او تسليم او تسلم رسالة رسمية فقط لاغير.
 
الأمير بندر كان شعلة حركة واتصالات وكان ضيفا دائما على التلفزيون الأمريكى حتى بعد احداث سبتمبر.. كان على علاقة ممتازة مع الكونجرس والبيت الابيض وبالذات عائلة بوش فجورج بوش الأب يتعامل معه على أنه ابن وكان دائما ضيف مرغوب فيه فى كل حفلات عائلة بوش فى منتجعهم فى ولاية مين حتى انه كانت هناك نكته أمريكيه تقول أنه بندر بوش.

فى ليلة الحادى عشر من سبتمبر استطاع الأمير بندر أن يعقد اجتماعا مع الرئيس الامريكى جورج بوش فى استراحته الخاصة فى الطابق الثانى من البيت الابيض ولك ان تتخيل وضع الصدمة وكمية الحراسة على الرئيس بل وقته المحسوب وانشغلاته لكى تتوصل الى أية درجة كان بندر له تصريح خاص بالوصول الى الرئيس فى أى وقت وتحت اية ظروف حتى وان كانت هجمات ارهابية بفعل منظمة ارهابية.. رئيسها سعودى وعدد كبير من منفذى الهجمات مواطنون سعوديين.

كان بندر يعلم أن العربية السعودية ستكون تحت هجوم اعلامى مركز ويعلم جيدا أن غضب الشعب الامريكى له مايبرره ..لذلك حصل على تصريح خاص من الرئيس على أن تحمل طائرتين سعوديتين من طراز البوينج العملاقة كل الرعايا السعودين المهميين جدا ... منهم امراء وايضا افراد من اسرة ابن لادن الذين لهم اعمال تجارية كبيرة بالولايات المتحدة من ضمنهم شفيق بن لادن شقيق أسامة.

لماذا وافق بوش على طلب بندر فى هذه الحظات العصيبه ؟ لااحد يعلم الى يومنا هذا الاجابة وقد لانعلم على الاطلاق ولكن الذى نعلمه أن علاقة الولايات المتحدة والعربية السعودية علاقة خاصة جدا فيها شىء من الحب وشىء من الخوف وبعض من الكره.
 
فالسعودية كدولة اسلامية تعتمد اعتمادا اساسيا فى استقرار الامور الداخلية دينيا على هيئة العلماء وهذه الهيئه ومنذ تاسيس المملكة على يد الملك عبد العزيز تعتنق مذهب محمد بن عبد الوهاب وهو مذهب دينى متزمت يسمى بالوهابية يضارع فى تزمته مذهب أحمد بن حنبل وعلى الرغم من التطور الحضارى والمشاريع العملاقة والتطورالتكنولوجى والثراء الذى تعيشه المملكة فشل الغرب فى اقناع آل سعود باتباع اسلوب سهل لتعليم الاطفال الدين فكل المناهج الدراسية قد عفى عليها الزمن ... ولكن خوف آل سعود من الغضب الداخلى أحال بين تطوير الدراسة الدينية.
 
السعودية لديها مشاكل داخلية سواء داخل الأسرة الحاكمة او على مستوى العنصرية الدينية فاالشيعة السعوديين يعاملوا بعنصرية قاسية وصلتهم باايران تبعث على خوف آل سعود ..والعنصرية ضد النساء وحقوق الانسان كقطع الرقبة كلها مسجلة فى صفحات وزارة الخارجية الامريكية ... السعودية العربية من ضمن الدول المضاف اسمها على لائحة الدول الأسوء فى موضوع حقوق الانسان.

 ولكن لأن الاسرة الحاكمة ذكية فهى تحابى الغرب وبالذات الولايات المتحدة وتمده بالمخدر الضرورى لحياته فلذلك تسد الادارة الامريكية اذنيها وتغمض عينيها عن المخالفات السعودية الداخلية الى ان ضاق الشعب الامريكى بالسعودية وبالذات بعد احداث سبتمبر وتعرضت السعودية لهجوم اعلامى مركز حلله العرب على أنه هجوم دينى كالعادة ... ولكن الملك عبد الله يعلم باالحقائق وقد وعد بتغيير المناهج الدراسية ومنح النساء رخص لقيادة السيارات وهذا اقصى ما يمكن أن يفعله لارضاء الغرب الغضبان ...وفى نفس الوقت يسيطر على الضغوط الداخلية التى يتعرض لها من هيئة العلماء.

 وقد لجاءت السعودية الى أكبر مؤسسة دعائية امريكية لتبث حملة اعلانية على التلفزيون الامريكى مؤداها أن السعودية ضد الارهاب بل أنها من الدول التى تتعرض فى الواقع الى ارهاب اشارة الى تفجيرات الخبر وغيرها من العمليات الارهابية.
 

ولذلك حينما جاءت فكرة غزو العراق لم تمانع السعودية على الاطلاق بل وجدت انها الوسيلة الوحيدة للهو الشعب الامريكى عنها ... ولكن مازال التلفزيون السعودى يبث تأييد السعودية حكومة وشعبا لشعب العراق الشقيق.

أما مبارك فهو رجل واقعى جدا قد يكون ديكاتورا ولكنه رئيس ذكى يعلم أصول اللعبة ... فهويعلم أنه صراع اقتصادى وليس دينى بل انه فى الواقع كان سعيدا بمصيبة احداث سبتمبر لأن مصر عانت من الارهابيين فى أحداث الاقصر الشهيرة وقد دعى العالم مرارا وتكرارا لاقامة مؤتمر لمحاربة الارهاب العالمى... ولكن لم يلتفت اليه احد الى ان وقعت احداث سبتمبر واكتشفنا انه كان سابق العالم بخطوة على الاقل.. ترك اعلامه يهاجم أمريكا فى العلن ولكن كل قنواته السرية مفتوحة مع أمريكا وأسرائيل .

مبارك كان يتمنى أن يكون مورد بترول ولكنه لايملكه ولكن الذى يملكه هو موقع استيراتيجى ودولة لها حدود مباشرة مع اسرائيل ومساعدته اقتصاديا وعسكريا ستجعل المنطقة هادئة ولكنه ليس لاعب اساسى فى أية مبارة .... وان كان الاعلام المصرى يصوره على أنه اساسى فى المباراة.

كل الذى فعله الرئيس الامريكى أنه اتصل بمبارك تلفونيا واخبره بعزم بلاده على اطاحة صدام... لم يسؤل عن رأيه ولكن اعلم بالنية وهناك فرق كبير حتى لو كان مبارك لايوافق على غزو العراق فليس لديه أى قوة اعتراضية لأن المصارع مازال هائجا ولو اعترض مبارك فقد لايسلم من مقص على الطاير بلغة لاعبى المصارعة.

هكذا وجد مبارك نفسه فى وضع حرج فالشعب داخليا يطلب منه موقف واضح قد يكلفه الكثير ...وامريكا تطلب منه الانضمام الى الحلفاء ...فلعبها بذكاء لجاء الى السعودية وتحالف هو والسعودية مع أمريكا وأيضا ترك اعلامه يهاجم الحرب ويبث تاييد مصر حكومة وشعبا لشعب العراق البطل .

أما عبدالله الاردن فهو بلاطعم أو رائحة أو لون يلعب على كل الأحبال حتى يستيقظ كل يوم ليجد نفسه مازال فى القصر الملكى هذا هو امله فى الحياة ان يبقى السلطة... فنراه قد فتح قواعده الجوية القريبة من الحدود العراقية سريا وبالتحديد قاعدة الزرقاء لتكون محطة امداد وتموين للقوات التى غزت العراق ومع ذلك نراه أيضا يترك اعلامه ليغذى الناس  بعبارة الأردن حكومة وشعبا مع شعب العراق الشقيق.

 

.....................................................................................

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية