| | | | المدينة اللذيذة
| | الرئيس | |
بقلم : غريب المنسى ........................
قرر الشاب أن يتوقف عند أول مدينة على الطريق السريع ليستريح قليلا من عناء السفر , وعندما رأى أنوار المدينة من عن بعد فرح لاشعوريا , ففى هذه المدينة سيتناول طعام افطاره ويصلى المغرب حاضرا مع سكان هذه المدينة اللذيذة التى لايعرف لماذا سموها باللذيذة, ولأنه صائم فقد توقع أنها لابد وأن تكون مشهورة بصناعة وبيع الحلويات والعصائر للعابرين أو ربما أنها مشهورة بما لذ وطاب من الأطعمة, ياالهى .. للصائم فرحتان ربما كان الله راضيا عنى لأن فرحتى الأولى ستكون بتناول افطارى فى هذه المدينة اللذيذة .
دخل الشاب المدينة ساعة اذان المغرب ووجدها خاوية على عروشها ورأى رجل من عن بعد فقرر أن يتوقف ليسأله عن أقرب مطعم أو مقهى أو مسجد فنظر له الرجل نظرة لطيفة وراوده عن نفسه , فجرى الشباب مسرعا من مفاجاءة المداخلة وكلما سأل انسان فى هذه البلدة وجده من قوم لوط فقال ياسبحان الله !! وظل يجرى حتى رأى مسجدا فقرر أن يدخل ليسأل الشيخ وليحتمى ويتونس به ولكنه أكتشف أيضا أن الشيخ رجلا يفضل أن يكون مركوبا لا راكبا.
يامولانا ..أقصد يالذيذ الهذا السبب تسموا مدينتكم باللذيذة؟ نعم يابنى .. أن مدينتنا كانت مدينة عادية ولكن بموت عبد الناصر تحولت الى مدينة لذيذة جدا كما ترى نركب ونركب – بضم النون- وبتفاهم وانسجام ولايتعدى أحدنا على الآخر, ولا أحد ينظر للآخر بسخرية واستهزاء فكلنا مركوبين .. حتى أصبح ذلك هو الوضع الطبيعى لنا , فأرجوك يابنى أذا لم يكن لديك الاستعداد لأن تكون لذيذا أن تهرب من هذه المدينة حالا, لأنك لو قررت أن تجلس مدة أطول لن تستطيع المقاومة .. وحتما سيركبوك ويمنحوك الجنسية : جنسية المدينة اللذيذة! وتكون مؤخرتك هى سبب سعدك.
جرى الشاب مهرولا خارجا من المسجد ليقابله على الناصية المقابلة خورى لذيذ أيضا .. فأسرع فى الجرى حتى وصل الى حدود المدينة ليرى حاخاما ناصبا مناخيره لأعلى يقول له مع السلامة شرفت المدينة .. فظل يجرى ويجرى .. ويجرى حتى وصل الى شاطىء نهر يحد المدينة من الناحية الغربية فوجد رجلا بسيطا جالسا يصنع الشاى على نار أعدها لنفسه فى هدوء وسكينة, فترردد الشاب من أن يسأله الهداية فالربما كان هذا الرجل لذيذا أيضا , ولكن الرجل ربما لأنه يعرف ماذا يدور داخل هذه المدينة اللذيذة طمئن الشاب بأنه ليس لذيذا ولكنه ضحية من ضحايا أولاد اللذيذة فى هذه المدينة اللذين ضحوا بمؤخراتهم حتى يعيشوا فى النعيم والقوة والأضواء.
الزائر للقاهرة هذه الأيام يكتشف أنها أصبحت مدينة لذيذة والأمل ضعيف فى أن تكون مدينة غير لذيذة ,فلكل لذيذ لذيذا يحميه !! ألم يكن مبارك اللذيذ الأكبر الذى أعطى مؤخرته لأمريكا واسرائيل ورموه عندما شاخت مؤخرته, اليس طنطاوى الشيخ والعسكرى معا من اللذاذ الشداد أولى العزم؟ ألم يكن عنان لذيذا أيضا يجلس على حجر الأمريكان قياما وقعودا, ياالهى .. أليس بديل طنطاوى لذيذا ؟؟ !! لقد قال البانتجون أنه لذيذ جدا !!! عمر سليمان كان لذيذا , ومات فى ظروف غامضة حتى لايفضح مرشدنا اللذيذ الذى يتعاون مع القرضاوى اللذيذ ليرسل لنا أمير قطر اللذيذ ليتزكى علينا فى رمضان ثم يعود فى نفس الليلة لنفاجىء بأن مرسى بقدرة قادر وبكل سهولة ويسر تخلص من نصف عساكر مصر بجرة قلم , ترى على أى حجر يجلس مرسى حتى يتخلص من عتاة اللذاذ فى بلدنا اللذيذة؟؟ أنه يعرفهم ويعرفونه والمنافسة بينهم على من هو اللذيذ الأكثر جاذبية للعلوج, كل المعلومات القادمة تقول أن الأمريكان غيروا عادتهم الجنسية الشاذة: الأمريكان يفضلون هذه الأيام اللذيذ أبو لحية.
ياالهى : من فى هذه البلدة اللذيذة غير لذيذ ؟ شيوخنا معظمهم لذاذ الا من رحم ربى من شيوخ المقابر, عسكريينا لذاذ الا من طردوه من الخدمة للمعاش المبكر وهو فى عز شبابه, أعلاميينا الذ من اللذاذة وعينى عينك وعلنى ولاتوجد ذرة من خجل لديهم , قضاتنا معظمهم لذاذ الا فى الأرياف.. مثقفينا ونخبتنا لذاذ يفعل بهم فى حديقة السفارة الأمريكية بجانب السور مثل الكلاب. حتى البرلمان .. وآه على البرلمان سيعود بتحالف قوى الشعب اللذيذ!!!!!!
عليه العوض ياولاد اللذيذة.. والى كل لذيذ اتقى شر الغير لذيذ اذا غضب.
06/11/2014
مصرنا ©
| | | |
| | | | |
|
|