| | | | أمير المؤمنين
| | القيادة من الظل | |
بقلم : غريب المنسى ........................
دخل رئيس حكومة الظل على أعضاء حكومته مكفهر الوجه عصبى المزاج متأخرا عن موعد الاجتماع الهام لمناقشة ميزانية دين الحمامة الذى تم انزاله وتسويقه على شعوب أفريقيا وشبه الجزيرة والخليج الفارسى, والذى لاقى اعجابا شديدا بين النساء والأطفال فى هذه المناطق من العالم, أما الرجال فهم معجبون بالدين الجديد فيما يخص الجنس فقط ويكفرون بتعاليمه سرا كالعادة كلما سنحت لهم الفرصة بذلك , فالدين الجديد جعل للنساء حقوقا كثيرة واستقلال ذاتى وحرية لم يعرفوها من قبل فى مجتماعاتهم البدائية القاحلة, فلقد أمر نبى الحمامة اتباعه بأن يكون لكل طفل حجرة مستقلة بذاته داخل الخيمة ولكل زوجة لبعل العائلة حجرة مستقلة بذاتها أيضا , وهذا غير كثيرا من الخريطة العمرانية لصحراء شبه الجزيرة العربية والخليج الفارسى فظهرت تدريجيا خيم جديدة فى البوادى مستورده من الصين عبارة عن عشر حجرات وصالة غير الحمامات والمطابخ المستقلة لكل زوجة وأطفالها. وطبيعى جدا أن تزداد عدد الحجرات داخل الخيمة طرديا كلما زاد ايمان بعل العائلة وجمع من النساء مااستطاعت اليه حمامته سبيلا.
جلس رئيس حكمومة الظل على المقعد المخصص له وبدا للمجتمعين أن أمرا ما يؤرق الرجل, فهو بالنسبة لهم أمير المؤمنين بالواقع وقلما خرج عن المألوف, فالرجل طويل البال يتحكم فى خيوط كثيرة ويلعب بكل مهارة فى أكثر من ملعب ونتائج تفكيره وقراراته واستيراتيجاته يراها أعضاء الحكومة على الهواء مباشرة من قتل وتدمير وتفجيرات وخيانات وانشقاقات فى حكومات العالم الثالث . وقبل أن يسأله أحدهم عما حدث له فى هذا اليوم المهم لاعتماد ميزانية الحمامة بدأ الرجل يشرح لهم سبب انزاعجه وغضبه .
اخوانى أعضاء الحكومة – هكذا بدأ الحديث – لقد توقفت اليوم حتى أضع بنزين فى سيارتى واكتشفت أن متوسط سعر لتر البنزين على مستوى العالم الغربى كله وصل الى سبعة دولارات فكتبت هذه الملاحظة على أن أناقشها معكم فى هذا الاجتماع , ولكنى توقفت فى السوبر ماركت حتى أشترى لزوجتى أم مارك ماطلبته منى هذا الصباح واكتشفت أن رطل اللحم المعقول وصل سعره الى حوالى تسعة دولارات وأن الأرز تضاعف ثمنه والسمن والخضروات والبصل والثوم والطماطم لزوم المحاشى وصل سعرها الى أرقام خيالية, الأمر الذى دفعنى لأن استغنى عن مشتروات ضرورية لأم مارك تحت ضغط ضيق ذات اليد , وأنا أعلم جيدا أنها ستنعل سنسفيل أبويا عندما أعود الى المنزل بدون كل الضروريات, فالمئة دولار ياأخوانى أعضاء الحكومة الموقرة لم يعد لها القوة الشرائية التى كانت لها منذ خمس سنوات , المئة دولار أصبح فيها عفريت, وأنا أتقبل ذلك لأننى متفهم للوضع الاقتصادى العالمى الذى نحاول جميعا من تخريبه ولكن أم مارك لاتفهم ذلك .. فطلباتها لاتنتهى وطلبات الأولاد لاتنتهى وأنا اليوم أنفقت ماتبقى من مرتبى ونحن مازلنا فى الأسبوع الأول من الشهر .. عموما سأتصرف .. دعونا نتحدث عن الخطوة القادمة.
اخوانى أعضاء الحكومة : تخيلوا معى لو أن هذا العالم تخلص من مليار عربى وأفريقى ماذا سيكون عليه الحال هنا , بالتأكيد ستعود الاسعار الى معدل اسعار السبعينيات بنفس مدخولنا الحالى وبالتالى سننتعش هنا ونعيش فى يسر ورخاء وبالتالى ستكون نساؤنا أكثر لطفا وصبرا علينا .. ان مايؤرقنى ليس التخلص من مليار بنى آدم ولكن مايؤرقنى حقا هو غضب وهياج وصراخ أم مارك كلما شكوت لها من الضغوط الاقتصادية .
ولذلك ياأخوانى اعضاء الحكومة لابد أن نضاعف من ميزانية الأدوية المسممة التى سيروجها نبى الحمامة على اتباعه من الراغبين فى مزاولة الجنس بعد انتهاء عمرهم الافتراضى ومن زيادة مخصصات أدوية الرشاقة التى تصيب نساؤهم بالسرطان على المدى الطويل , وأن نزيد الميزانية ثلاثة أو أربعة أضعاف للسموم المخصصة للمياه الغازية والمشاريب المخصصة للحيوية .. علينا أن نخصص جزاء كبيرا من فائض ميزانية العام الماضى على الاعلانات التسويقية .. لابد أن تغزوا سمومنا أبعد نقطة صحراوية على خريطتهم .. وهذه هى أكبر هدية نستطيع أن نقدمها لنساؤنا اللواتى يعانون من التقشف بعد طول نعيم ورخاء.
أخوانى أعضاء الحكومة : هناك أميرين للمؤمنين فى هذا العالم أنا طبعا أمير المؤمنين بالواقع وهناك مئات من أمراء المؤمنين فى الشرق الأوسط فهناك أمير المؤمنين بالله وهناك أمير المؤمنين بعلى وهناك أمير المؤمنين بصدام ومبارك وكل يوم يزيد الله عليهم أميرا جديدا , وهذا خير لنا جدا .. دعهم مشغولون بأمرائهم حتى نستطيع نحن هنا من اسعاد أم مارك .. ونظر الى نائبه وابتسم .. وأم نيوتن أيضا.
06/11/2014
مصرنا ©
| | | |
| | | | |
|
|