مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

 النفخ فى الرماد

 

التايم ومصر

 

بقلم : غريب المنسى
........................


مجلة التايم الامريكية نشرت الاسبوع الماضى موضوع كبير على حوالى أربع صفحات عن الحاكم الحقيقى فى مصر والصراع التى تصورته خلف الكواليس, ولعلكم لاتستغربون كثيرا من أن التايم أكتشفت اكتشافا رهيبا وهو أن المجلس العسكرى هو الحاكم الحقيقى للبلاد وأن الرئيس مرسى رجل بلا صلاحيات وأنه ينبغى عليه أن ينهض ليزود عن صلاحياته .. كيف ينهض ليدافع عن صلاحياته ومتى وأين ؟!! كلها كانت أسئلة خبيثة بلا اجابة قاطعة أو منطقية تريد أن تشعل فتيل الأزمة بين القوم فى مصر وتلعب على وتر الكرامة والرجولة والشهامة لرئيس " ش ك ع" بعد أن تنفسنا جميعا الصعداء ببداية الاستقرار النسبى بعد انتخاب الرئيس.

كتب الموضوع ثلاث مراسلين من القاهرة ورابعهم كلبهم من واشنطن , ولمن يؤمن بنظرية المؤامرة فهذا موضوع الف باء تآمر ولمن لايؤمن بنظرية المؤامرة فهذا موضوع الف باء فبركة صحفية , لسبب بسيط هو أن هؤلاء المراسلين الذين يتباكون على صلاحيات الرئيس المصرى المسروقة من العسكر لم يكلف أحدا منهم خاطره بمقابلة أى شخصية من أعضاء المجلس العسكرى أو مقابلة رئيس الجمهورية ولكنهم فبركوا الموضوع بمقولات تدور بين العامة على المقاهى فى مصر وكأنها هى الموقف الرسمى للجيش أو الرئيس.

الخطورة هنا أن القارىء الغربى يصدق مايقوله اعلامه وبالتالى يشكل رأى سياسى من أى قضية دولية أو محلية ومن الصعب تغيير وجهة النظر هذه لأنه لايوجد من يصحح مانشرته التايم وبالتالى فالصورة الآن فى الغرب أن المجلس العسكرى محتفظ بجميع الصلاحيات وهو الحاكم الفعلى للبلاد وأن الرئيس مرسى هو مجرد ديكور لعملية انتقال السلطة فى مصر وهو رئيس بلاصلاحيات وبلا قوة دفع سياسى على الاطلاق , وهذا طبعا كلام مخالف للواقع .

بداية لابد أن نعترف أن سياسة الولايات المتحدة الخارجية فيما يخص مصر سياسة متخبطة جدا , فهى تؤيد المجلس العسكرى سرا وتؤيد الاخوان سرا , وفى نفس الوقت تريد أن تتسلل من أى ثغرة لتؤلب العسكر على الاخوان وتؤلب الاخوان على العسكر وهذه هى أدبيات السياسة الخارجية الأمريكية حتى يكون الجميع فى حاجة دائمة للولايات المتحدة, فلا العسكر يستطيع أن يستمر بدون مؤازرة أمريكية ولا الاخوان كان لهم أن يتصدروا المشهد السياسى بدون موافقة أمريكية .

الغريب فى الأمر أننا لانعرف بماذا تنازل الأخوان لطمئة أمريكا حتى يتصدروا المشهد السياسى فى مصر , وان كنا نعرف لماذا يرتبط العسكر بالولايات المتحدة, فالعسكر لهم علاقات عسكرية وفنية واستيراتيجية وتدريبية مع الولايات المتحدة وهذا ليس وليد الثورة ولكن هذا يرجع الى ثلاثة عقود وبعد اتفاقية كامب ديفيد ,أما الاخوان فهم وحتى عهد قريب كانوا مصنفين ليسوا كجماعة ارهابية بل كجماعة دينية غير مرغوب فى التعامل معها على الاطلاق.

مراسلى التايم فى القاهرة تبنوا نظرية علاء الأسوانى فى فن الخلخلة والتسخين , فنتيجة التحقيق الصحفى الأمريكى وصلت الى نفس النتيجة التى توصل اليها علاء الأسوانى وهى أن الرئيس مرسى لايستطيع من تناول افطاره مع زوجته واولاده بدون موافقة المجلس العسكرى, وهذا طبعا كلام سطحى ولايستقيم من النظرة السليمة للأمور , وقد اختلطت علينا الأمور فعلا لامجازا: هل يستقى علاء الأسوانى تحليلاته من التايم؟!! أم أن التايم تستقى تصوراتها من تحليلات علاء الأسوانى؟!!

نعود الى لب الموضوع وهو اننا احترنا بل زهقنا من لعب الثلاث ورقات والمفاوضات السرية والتربيطات والتحالفات والمجاملات التى تتم سواء بين المجلس العسكرى والأخوان أو بين المجلس العسكرى و الأخوان مع الولايات المتحدة, فالمفروض أن ممثلى القوة العسكرية والقوة السياسية فى مصر اناس بالغون لسن الرشد وأنهم يعرفون جيدا أبجديات الوضع المحلى والاقليمى والدولى وأن أقصر الطرق هو المواجهة المباشرة بدلا من استقواء كل طرف بالولايات المتحدة.

لو أن الرئيس مرسى حديث الخبرة بالسياسة الدولية الابليسية فهو بلا شك سيتصرف بمنطق الشخص المجروح فى كبرياؤه وبالتالى ستكون ردود افعاله هى محاولة استرداد صلاحياته ورجولته بمجموعة قرارات عشوائية الغرض منها اثبات انه ليس طرطورا وهو بذلك سيدخل فى دائرة جنهمية مرسومة ومعدة له مسبقا من حبايبه الأمريكان, أما اذا كان الرئيس مرسى رجلا حكيما ومطلع على ابجديات فن التعريص الدولى فهو لابد أن يؤمن بأن رجالات المجلس العسكرى هنا لمساعدته على تحقيق الاستقرار الذى لن ينجح لاهو ولا حزبه ولا جماعته ولا أمريكا من تحقيقه بمفردهم.

هذه الأشياء البسيطة التى تمر على العامة بدون ملاحظة هى التى ستبين للعالم مقدار ذكاء وحنكة ومصرية وخبرة الرئيس المصرى, فمبارك شخصيا ومن خلال موضوع التايم كان لايستطيع لوى ذراع العسكر فى مسائل الأمن القومى !! فهل يستطيع الرئيس مرسى القادم من اعماق اليم من لوى ذراعهم ؟!! أم أنه سيحاول مخلصا ايجاد أرضية مشتركة بينه وبين العسكر لادارة شئون البلاد؟؟

كل هذه التساؤلات هى موضع أرق المصريين , ونحن نطلب من الرئيس مرسى أن يجتمع بالمجلس العسكرى ويحدد لهم ماذا يريد بالضبط من صلاحيات دستورية حتى يستطيع تنفيذ برنامجه السياسى , فالصلاحيات المطلقة للرئيس فى ظل الظروف الحالية سيكون من نتيجتها أخونة الجيش والقضاء والبرلمان والاعلام , وبعد ان يتم ذلك فأن الولايات المتحدة ستغضب وستصاب بالملل وستجد من الأسباب مايدفعها للغضب على الاسلام مرة أخرى ومحاولة دفع وجوه ليبرالية لقيادة مصر, وخلاصة الموضوع أننا ومن خلال اللف والدوران والتربيطات والتجريب فى الاخوان والليبرالين سنفقد عشر سنين من عمرنا فى متابعة سيناريو مكرر ومعاد للمرة الألف ولكن الجماعة فى مصر لايبصرون.

عندنا فى مصر مثل يقول : "الشاطرة تغزل برجل حمار" فبدلا من أن يطلب الرئيس مرسى بصلاحيات مطلقة وهو رئيس لم يختبر بعد , عليه أن يثبت لنا أنه لديه برنامج واضح لنهضة مصر حتى نلتف حوله , ولكن على مايبدو أن الرجل يبحث عن الصلاحيات ليمهد الملعب للغزو الأخوانى وهذا طبعا كلام لن يكون مقبولا من عموم الشعب المصرى وهذا مايدفعنا للغناء للجيش اغنية المرحومة باذن الله تعالى والتى لن نزكيها على الله وردة : خليك هنا خليك!! .

رحم الله وردة الجزائرية وبليغ حمدى تركونا للغم..



 


06/11/2014

مصرنا ©

 

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية