مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

 الحرب الغير معلنة

 

الحرب اللذيذة

 

بقلم : غريب المنسى
........................


فى تصريحاته بعد فوزه بمقعد رئيس جمهورية مصر العربية أعلن الرئيس مرسى أنه ملتزم بكل الاتفاقيات والمعاهدات التى وقعتها مصر مع العالم الخارجى, واعتقد الناس انه يقصد اتفاقية كامب ديفيد حتى يطمئن اسرائيل , ولم نتأكد بعد من موقفه من اتفاقيتى الكويز والجات والتى تعتبران من أخطر الاتفاقيات التجارية والتى تبدو ظاهريا انها لصالح الدول النامية ولكن من تحت السطح هى اتفاقيات تخدم مصالح دول العالم الصناعى المتقدم. وعلى آية حال فليس المجال هنا مطالبة الرئيس الجديد بالدخول فى عش الدبابير فى بداية سنوات حكمه , فالمصائب كثيرة والمشاكل مستعصية وقد تستنفذ جهوده , ولذلك وحتى لانتسرع فى الحكم على الرئيس الجديد فهو لن يكون قادرا على التصليح الشامل ولكنه من المحتمل أن يكون قادرا على بعض عمليات الترميم , وبالتالى نرجوا من المواطنين الذين ينتظرون نتائج المئة يوم الأولى من عصر الرئيس مرسى على أن يمهلوه مئة يوم أخرى على أن يكون سقف مهلة الأيام مفتوح على الا يتعدى العشرة الأف يوم .

ونحن نشفق على الرئيس مرسى فالرجل ورث ارثا صعبا جدا وربما كان الغرض من تصعيده هو اظهاره فى حالة عجز تام عن حل المشاكل حتى يتم محاسبته بطرق تعسفية على اداء قد يكون ممتازا ولكنه فى ظروف غير مناسبة وبالتالى يسقط المشروع الاسلامى !! وحتى نكون منصفين فنحن نعلم جيدا أنه حتى لو جاء أى رئيس آخر من أى خلفية أيدولوجية فالنتيجة لن تكون مختلفة كثيرا, فالمشكلة ليست فى الرئيس ولكن كانت وستظل فى المرؤوسين وهذه هى أكبر لعنات عصر مبارك ,لقد هدم الرجل بالكامل ثلاث أجيال من الشعب المصرى وجعل مهمة البناء صعبة على من يخلفه وهذه هى المشكلة الرئيسية التى ستواجه أى رئيس بغض النظر عن توجهاته الايدولوجية وخلفيته الحزبية.

واذا كان الحال كذلك .. وهو كذلك, فنحن فى حالة حرب غير معلنة ونحتاج الى التعبئة العامة , فالحرب التقليدية التى تكون بين جيوش ودبابات ومدرعات لم تعد مناسبة لخطط الشيطان الأبيض واصبحت الحروب اليوم هى حروب سيكولوجية واقتصادية وحروب سيطرة على الموارد الطبيعية وهى حروب أصعب بكثير من حروب الميدان لأنك بكل بساطة تحارب افكار ودعاوى وشعوذات كلها متسربلة بالتكنولوجيا والتطور العصرى وحقوق الانسان وتحمل فى قشورها البراءة ولكن فى طياتها التدمير المسلسل .

واذا كان لنا الفخر كمصريين بالتخطيط والتنفيذ الدقيق لحرب أكتوبر وعبور أصعب عائق مائى فى تاريخ الحروب على الاطلاق فنحن مازلنا نحن المصريين القادرين باذن الله من التخطيط والتنفيذ لعبور أكبر مانع سيكولوجى يفصلنا عن الانطلاق لأفاق اقتصادية رحبة , واذا كانت فلسفة خطة العبور فى أكتوبر اعتمدت بالاساس على بناء نفسية وعقيدة الجندى والضابط بعد هزيمة يونيو فنحن اليوم فى أمس الحاجة لاعادة بناء نفسية المواطن الذى هو العنصر الرئيسى والأساسى فى أى حرب ضد الفقر والتخلف والحرمان من الموارد الطبيعية التى خلقها الله لكل البشر.

كما قلت سابقا أن كل قادتنا الظاهرين مراقبين وأن منظومة العبودية أحكمت قبضتها على مفاتيح اتخاذ القرارات وأن أسلوبها الارهابى وضع القادة فى خيارات شخصية صعبة وجعل الصراعات بينهم سرية وعلنية وبلغ الاستهزاء بهم أنها أصبحت حكما وقاضيا بينهم يلجؤون اليها ويستقوون بها ضد بعضهم البعض فى مشهد هزلى يبعث على الصراخ , ولكن هذا لايمنع أن من بينهم قادة وطنيين ولكن سباحتهم فى هذه الظروف ستكون عكس التيار وستكون صعبة ان لم تكن مستحيلة.

وأدبيات الحروب تستدعى التضليل, وعليه ينبغى أن نستعين فى ادارة حربنا على منظومة العبودية بالجيل الثانى من القادة المغمورين والغير مراقبين , فهم القادرين على خرق هذه المنظومة واحراز الأهداف, تماما مثل مباريات الكرة فكل اللاعبين المشاهير مراقبين من قبل لاعبى الفريق الخصم وبالتالى يقل الحصار على اللاعبين الغير معروفين , وعندما يبدأ المغمورين فى الشهرة والتعرض للرقابة ندفع بلاعبين جدد موهبين مرة أخرى لنضلل الفريق الخصم ونجدد دماء الفريق , أما أن يكون لدينا نفس اللاعبين ونفس الكوتش لمدة ثلاثين سنة فهذه كانت أمنية كوتش الفريق الخصم أن يلاعب فريق العواجيز الخانعين .. ومع ذلك نحن نحمد الله أننا لم نخرج من مسابقة الدورى العام لشيوخ لاعبينا.

من خلال بحثى المستمر والدائب عن شخصيات موهبة وخارج دائرة الحصار لفت نظرى اسم رجل مصرى اسمه صبرى العدوى , نرجو من الرئيس مرسى أن يستدعى هذا الرجل ويكلفه فى صمت - حتى لايعرضه للرقابة من المنظومة اياها - بوضع خطة عبور اقتصادية وييسر له كل السبل فى هذه الحالة ستكون نتائج المئة يوم الأولى من عصر مرسى ناحجة جدا.

ودائما للحديث بقية.


 


06/11/2014

مصرنا ©

 

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية