مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

 سؤال مهم

 

بقلم : غريب المنسى
........................


هل ستسمح الولايات المتحدة والغرب لمصر بالبدء فى مشروع النهضة الاقتصادية والعلمية بمفهومه الشامل وبمقاييس دول العالم النامى؟ هذا هو السؤال الزئبقى الذى حار خبراء علم الكلام وضرب الودع فى الوصول الى اجابة صريحة قاطعة عليه. والاجابة على هذا السؤال فى ظل المعطيات الراهنة ومن على أرض الواقع هى : نعم ولا , وهذا يعنى أنها سترفض فى حالات معينة وستوافق مرغمة فى حالات معينة , وكله يتوقف على ذكاء ودهاء ولن نقول خبث صانع القرار المصرى.

حتما سترفض الولايات المتحدة هذا المشروع النهضوى لو استخدم صانع القرار المصرى الاسلوب العاطفى المندفع والكلام الحماسى الفاضى والخطب البليغة لكسب شعبية محلية رخيصة وأرسل اشارات غير مفهومة وقد يفهمونها انها تحدى , وحتما ستوافق على مضض لو أن هناك مظاهرات مليونية على غرار "جمعة النهضة" و"جمعة القمح من كل غيط " وشعارات مثل : يسقط يسقط عصر الكناتلوب والفراولة!! فى هذه الحالة ستقبل مرغمة.. ولكن الى حين !! لأن ليس لديها أى أسباب وجيهة لعصيان رغبة شعب فى تقرير مصيره الاقتصادى.

وقبل أن يفكر الثعلب المصرى فى البدء فى تصميم خطة " قمح وحليب وزفر لكل مواطن" لابد من أن تكون لديه الخطة البديلة للتمويل , فكل المؤسسات المالية الدولية المانحة هى عبارة عن آداة خادمة للمصالح الرأسمالية العالمية تطوعها الولايات المتحدة لخدمة أغراضها السياسية , فهى تمنح للتابع وتمنع عن المستقل.

وفى ظل العلاقات الدولية المتشابكة يصعب على المتابع من تحديد مفهوم التبعية والاستقلال, فهذه كلها كلمات مفتوحة النهايات ولكن يمكننا معرفة مفهومها الشامل من نتائج القرارات الاقتصادية الدولية , فكلما زاد العطاء الدولى كان مقدار التبعية عاليا وكلما قل كلما قلت التبعية نسبيا وعندما تبدء حرب الشيطنة والتى هى عادة حرب اعلامية منظمة ضد دولة ما فهذا هو دليل واضح يرقى لمرتبة الجريمة على محاولة الاستقلال من هذه الدولة المغضوب عليها.

ومحاولة الاستقلال عن نظام العبودية العالمى والذى يحدد للدولة ماذا تزرع وماذا تنتج وماذا تطعم مواطنيها موضوع مختلف تماما عن الاستقلال فعلا .. فالمحاولة مثلها مثل أى محاولة قد تنجح ولكن نسبة فشلها مرتفعة نظرا للضغوط الاقتصادية الشديدة التى يفرضها نظام العبودية العالمى على الدول التى تحاول أن تستقل بمقدراتها, أما الاستقلال الفعلى فهو موضوع يعتمد على ذكاء صانع القرار وقدرته على عدم اغضاب النظام العالمى فى مرحلة الاستقلال التدريجى والممنهج والذى لابد أن يعتمد على اقناع الجماهير بطريقة غير منفعلة بضرورة الاعتماد على مواردهم .

هناك طريقتان الأولى شعبية غشيمة ونتائجها كارثية وهى أن يقف الرئيس مرسى فى شرفة قصر رأس التين فى الأسكندرية ويعلن على العالم بلغة حماسية يرقص لها الوجدان الانفصال عن الامبرالية العالمية وحليفتها اسرائيل والالتزام التام بحقوق الشعب الفلسطينى وحق الأمة العربية فى تقرير مصيرها والاعتماد على خيراتها وانه لن يسمح لاسرائيل بالتمادى فى سياساتها القمعية ضد الشعب الأعزل فى غزة والقدس والضفة الغربية, وأننا لن نقف مكتوفى الأيدى أمام محاولة محاصرة ايران اقتصاديا , فايران هى العمق الاستيراتيجى لمصر وفى هذه الحالة لن يكون الرئيس مرسى موجود بيننا لنحتفل ويحتفل معنا العالم بعيد ميلاده الواحد وستين.

وهناك الطريقة الذكية والعلمية وتعتمد بالأساس على عدم المواجهة ولكن على التصميم, والذى قد يأخذ مراحل ولكنه مستمر ببط ولكن بثقة. فى هذه الحالة سيكون رد فعل منظومة العبودية أقل حدة وأقل ضرارا , ولكن فى كلتا الحالتين سواء كانت الطريقة غشيمة أو ذكية , فمنظومة العبودية العالمية لديها قرون استشعار لفهم النوايا وستستخدم سلاح التمويل لوءد أى مشروع اقتصادى طموح.

وحتى تستطيع مصر من الاستقلال الفعلى لابد أن يدهن مشروعها النهضوى بكل ألوان الطيف : اسلامى – ليبرالى- علمانى – اشتراكى .. الخ .. حتى تضلل منظمومة العبودية وحتى يضيع تركيزهم فى الهجوم المضاد على القبائل . وقبل أن يطرح مشروع النهضة لابد كما قلت أعلاه أن يكون هناك بدائل للتمويل لأننا لو اعتمدنا على تمويل هذه المنظومة فنحن كمن ينقش على الماء.

وللحديث بقية.



 


06/11/2014

مصرنا ©

 

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية