ياسايق فى السكة السليمة سوق
| |
القيادة التقليدية | |
بقلم : غريب المنسى
........................
هل تصدقونى لو قلت لكم أن مصر من الممكن أن تتحول الى دولة ديموقراطية سياسيا وقوية اقتصاديا لاتحتاج الى معونات وقروض خارجية وتعتمد على نفسها فى خلال خمس سنوات؟ وهل تصدقونى لو قلت لكم أننا نحن المصريين ليس لدينا ثقة فى أنفسنا وعايشين فى دوامة جلد الذات والبكاء والعويل دون محاولة النظر أبعد من محط أقدامنا؟ وهل تصدقونى لو قلت لكم أن الله ابتلانا بنخبة مكتئبة ليس لديها ابجديات التفاؤل وبس روح الأمل فى مستقبلنا؟ وهل تصدقونى لو قلت لكم أن محاولة وضع العربة أمام الحصان هى التى أوصلتنا الى مانحن عليه الآن من وضع متأخر بين الدول النامية مثل كوريا وماليزيا ؟ وهل تصدقونى لو قلت لكم ان بشائر الأمل بدأت تظهر ولكننا مصابين بعمى البصيرة.
أرجوكم صدقونى ..
لايهم أمام من حلف الرئيس محمد مرسى اليمين الدستورية , فهذه كلها شكليات يستغلها البعض سفسطائيا لتبرير الرجوع الى الخلف واللطم والحزن والتطبير, فالرئيس مرسى معترف به كرئيس لجمهورية مصر العربية من كل دول العالم ومعترف به من الشعب المصرى وهو مايهمنا ويهمه فى هذا الأمر , وسواء حلف اليمين فى قريته أمام عمدة بلده أو أمام مجلس الشعب أو المحكمة الدستورية العليا فهو الرئيس الخامس لجمهورية مصر العربية .
الذى يهم الآن أن مسؤولية مصر مشتركة بين الجيش المصرى والرئيس مرسى وهذا فى صالح الرئيس مرسى والشعب المصرى لو نحن نظرنا أبعد من مناخيرنا , فالجيش مسؤول عن أمن الوطن الخارجى والداخلى وبهذا يرفع مسؤولية صعبة جدا من على أكتاف الرئيس مرسى والمفروض أن يتفرغ هو لحل مشاكل مصر الاقتصادية ورويدا رويدا يكتسب مزيد من الصلاحيات الدستورية , فهو رئيس لم يختبر بعد وتحميله كل المسؤولية وبالذات فى ظل الظروف الراهنة قد يأتى بنتائج عكسية والوطن ليس فى وضع تحمل أى أخطاء.
لابد أن نضع فى اعتبارنا أن من حق أى دولة أن تختار النموذج الدستورى المناسب لظروفها السياسية , ولذلك نتعجب من أمر هذه النخبة التى تقارن مايحدث فى مصر الآن بالنموذج التركى أو النموذج الفلبينى أو الموريتانى , وكاننا عاجزين عن تصميم نموذج مناسب لنا يمكن أن يطلق عليه النموذج المصرى , وهذا طبعا لأننا كما قلت سابقا ليست لدينا ثقة فى أنفسنا وتركنا الباب مفتوحا أمام كل المتفذلكين , فنحن شعب يفهم عوامه فى القانون والدستور والكيمياء والفيزياء والاقتصاد وعلوم ماوراء البحار.. كما يفهمون فى السباكة والدهان وتصليح السيارات.
اذا افترضنا أن الرئيس مرسى وصل لقناعة شخصية بأن وضعه الدستورى غير منقوص فانه الآن اقرب الى تحقيق حلم كل مصرى بأن نكون دولة مستقلة اقتصاديا وهذا هو مربط الفرس الذى سوف ينعكس علي كل مؤسسات الدولة, فالاستقلال الاقتصادى سينعكس على الاستقلال السياسى وسينعكس على استقلال مؤسسات الدولة , وسينعكس على طريقة تفكير المواطنين .. فالرئيس مرسى أمامه فرصة تاريخية نادرة نرجوا الا يضيعها بالدخول فى سفسطائيات شكلية لن تفيد كثيرا الهدف منها طبعا اعاقته عن النجاح, نقول أمام الرئيس مرسى فرصة أن يهتم بالاقتصاد المصرى ورفع مستوى معيشة مواطنيه وهو لو نجح فى ذلك سيدخل التاريخ من أوسع ابوابه وسيتذكره التاريخ على أنه الرئيس المصرى الذى لم يهتم بالشكليات واهتم بالدخول فى الموضوع مباشرة.
مستوى الرئيس مرسى التعليمى مرتفع وهو بالتالى يؤمن بالتفكير المنظم والحقائق وعليه أن يركز على عدة حقائق مهمة ستفيده فى وضع مشروع النهضة الاقتصادى:
أولا: الصعيد مهمل تماما ويحتاج الى مشروعات صناعية جبارة ترفع من مستوى مواطنيه وتعود بالخير على مصر عموما.
ثانيا : سيناء مهملة وقبائلها تتعامل على أنهم مواطنين درجة ثانية وعليه أن يهتم بمشاكل القبائل المصرية فى سيناء وأن يحاول أن يجعل سيناء منطقة عمرانية زراعية صناعية لكل سكان الوادى.
ثالثا : المصريين فى حاجة الى مشروعات زراعية جبارة حتى ينتجون قمحهم , وعندنا المياه والأراضى والخبراء ولكن ينقصنا القرار السياسى.
كفاية كده .. فالرئيس مرسى لو حل هذه المشاكل فى فترة رئاسته سيكون أحدث معجزة .
كيف يتم تمويل كل ذلك؟
لو وثق المصريين فى رئيسهم ولو وثق المصريين فى قادتهم سيكون التمويل أسهل مما نتصور, فيمكن طرح فكرة الاكتتاب العام لهذه المشاريع الاستيراتيجية الوطنية وهنا سيساهم المصريين بمدخراتهم فى بناء بلدهم .
وياسايق فى السكة السليمة سوق.. دا شيخ العرب فى طنطا وسيدى ابراهيم فى دسوق