مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

 دعه يعمل ..دعه يحل

 

الرئيس المصرى

بقلم : غريب المنسى
........................


عندما قامت ثورة الشعب فى مصر وأيدها الجيش اكتشفنا أن مايطلقون علي أنفسهم النخبة فى مصر كانوا مجرد أصوات وصدى أصوات وكلام وضجيج وعجيج بدون برنامج سياسى اقتصادى اجتماعى منفرد ومتسق يمكنهم من جمع الشعب حوله, واكتشفنا أنهم مجموعة أصوات وطنية منفردة ليس لهم نوته موسيقية موحدة يعزفون عليها لحن الخلاص , ونتيجة لذلك ضاعت مواهبهم الفردية فى زحمة الأحداث وميكروفونات العزاء , وبدو وكأنهم نخبة نظرية منفصلة تماما عن المطالب الحقيقية والعملية للشعب الذى من المفروض أنهم نخبته , وعندما نزل البرادعى للساحة اكتشف الرجل أنهم غير منظمين وغير مؤهلين للتحديات التى تفرضها المرحلة فأنفض عنهم وانفضوا عنه واستمروا هم فى طريقهم الوطنى على طريقتهم وكانت النتيجة أنهم اصبحوا نخبة منعزلة تمثل الشعب المفترض وليس الشعب الحقيقى , وبالتالى كانت تصرفاتهم هى رد فعل للأحداث وليست هى الفعل ذاته الموثر فى الحدث.

وأمام نخبة وطنية منشقة على نفسها وتائهة اكتشف الشعب أنه اعتمد على نخبة وطنية متذبذبة , وأصبحت هذه النخبة استثمار معدوم لشعب كان ملتحف بالسماء . واكتشفنا جميعا بالتجربة أن استثمار الشعب الحقيقى كان فى قواته المسلحة , هذا الاستثمار هو الذى دفع عنهم أذى شوشرة النخبة فى كلام وديباجات وشعارات براقة لاتصمد كثيرا أمام حقائق الواقع , وأن هذا الاستثمار هو الذى جعل مصر متماسكة بالمقارتة فى الاستثمار فى النخبة الذى أثبتت الأحداث أنه كان استثمارا فى سلاح عديم الفائدة .

هذه النخبة منفصلة تماما عن الواقع لأنها تتصرف بمراهقة سياسية تنم عن جهل عميق بطبيعة تركيبة المجتمع المصرى , فمصر تغيرت كثيرا عن مصر عبد الناصر ومع ذلك مازالت النخبة ترى أن الجيش هو مصدر الديكتاتورية ومهاجمته هى التى تجعل منهم أبطال على الورق . فهم مازالوا غير مقتنعين بأن الجيش هو المؤسسة الوحيدة فى مصر التى يعتمد عليها والقادرة على التنفيذ العملى , سواء كان التنفيذ حربا أو سلاما .

وبغياب النخبة المثقفة المترابطة فمن المنطقى جدا أن يكون الجيش هو الممثل الشرعى لمصالح الوطن, فالواجب الوطنى يفرض ضروراته والضرورات هنا تبيح المحظورات والمنطق يدعونا أن ننظر للجيش المصرى على أنه ممثل الشعب أمام عمليات الذبذبة السياسية والخلخة الفكرية والاختراق التى نتجت عن انتفاضة الشعب ضد نظام مبارك, لو نظرنا للجيش على أنه حزب الوطن المعارض الأمين على مصالحنا لوجدنا أن كل قراراته وتصرفاته منطقية جدا وتصب فى صالح الشعب الذى خذلته نخبته الوطنية المثقفة. وبالتالى فمن الجهل أن ننساق وراء شعارات كاذبة خبيثة مفرغة كالتى تقول : يسقط يسقط حكم العسكر , لأننا حينما ننساق وراء هكذا شعارات فنحن ندمر أخر خط دفاع لنا ضد المجهول.

والآن وقد فاز رئيس أخوانجى فمن المنطقى أن يكون هناك حزب معارض لهذا الرئيس القادم من غياهب المجهول لأنه بدون معارضة قوية منظمة لهذا الرئيس فانه سوف يدخل بنا الى مغارات وتوجهات ومتاهات ومعتقدات مؤمن هو وحزبه بها , والمعارضة القوية هنا هو حزبنا وحسبنا الذى مولناه بدماؤنا وهو جيشنا.

الآن قد وصل الاخوان الى الحكم ومعهم مشروعهم الاصلاحى الذى وعدوا به الشعب المصرى, ومع عدم يقيننا عن طبيعة هذا المشروع وهل هو مشروع اصلاحى اقتصادى على طريقة سلاسل محلات البقالة والمطاعم والمجوهرات , أم هو مشروع نهضة شاملة له رؤية ثاقبة لحل مشاكل البطالة وخلق فرص عمل من خلال الاستثمار فى مشاريع صناعية وزراعية جبارة بالتوازى مع مشروع تطوير التعليم والاستثمار فى البشر الذى هو أساس النهضة بمفهومها الشامل, علينا أن ننتظر لنرى مفهومهم للنهضة والتطوير.

نحن الآن فى منطقة الآمان.. لدينا معارضة قوية ممثلة فى جيشى وجيشك , حسبى وحسبك , ولدينا حزب دينى فاز بالرئاسة وعليه أن ينفذ ماوعدنا به, ونحن لن نكون له معارضين لمجرد المعارضة نحن نتمنى أن يأخذنا الأخوان الى آفاق اقتصادية وتنويرية واصلاحية عالية ونتمنى لهم التوفيق والسداد , وأيضا لن نتركهم يتدربوا فينا فى ايدولوجيات فاشلة أو نظريات مضروبة أو أن يفرضوا علينا مظلة دينية عرضها السموات فى حين أن هناك نسبة لايستهان بها من الشعب على الأرض تعيش فى المقابر والعشوائيات وتأكل من الزبالة .. فشعارات الانتخابات لاتكلف كثيرا.. والمياه بيننا .

ومن الآن وحتى يثبت الرئيس الجديد أنه صاحب فكر ورؤية لمستقبل مصر علينا نحن المصريين جميعا أن نحمد الله كثيرا لأنه على الرغم من كل مشاكلنا وعلى الرغم من كل اختلافاتنا مازال لدينا سيف ودرع ممثل فى قواتنا المسلحة الباسلة.



 


06/11/2014

مصرنا ©

 

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية