مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الامريكية عن المركز الامريكى للنشر الالكترونى .. والاراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها
............................................................................................................................................................

 
 

             الامريكان قادمون -3
...............................................................

بقلم :غريب المنسى
......................

فى يوم السابع من أكتوبر سنة الفين وواحد ..فى أقل من شهر من اعتداءات سبتمبر بدأت معركة الاطاحة بطلبان بخطة اسمها الكودى - طلب الحرية - بقيادة تامى فرانك وركزت الاضواء على هذا الرجل فهو لواء بأربعة نجوم وهى أعلى رتبة عسكريه أمريكيه .

تامى فرانك ينتمى الى ميدلاند تاكسس .. وهو ابن بالتبنى لأسرة فرانك اختار الحياة العسكرية لأنها تضمن مرتب ومعاش ..وبدأ حياته ضابط مدفعية فى فيتنام وانتهى به الأمر ليكون قائد القيادة المركزيه المسئولة عن خمسة وعشرون دولة من أخطر مناطق الصراع  فى العالم ... مشهود له بالكفاءة والشجاعة فلقد فقد احدى ساقيه فى حرب  فيتنام ..وهو بالمناسبة خريج نفس المدرسة الثانويه التى تخرجت منها لورا بوش زوجة الرئيس.  

عندما عرض فرانك خطته على الرئيس بحضور رامسفيلد كان تشمل ثلاثة سيناريوهات :

 الأول أن يكون هناك دك صاروخى فقط بصواريخ الكروز والتام هاك وهذا ما رفضه الرئيس لأن الصاروخ ثمنه مليون دولار وثمن الخيمة أو المبنى الذى سيدقه حوالى عشرة دولارات ... ناهيك عن أن طبيعة أفغانستان الجبلية الوعرة من الممكن أن تمتص كل احتياطيات الصواريخ الامريكيه ثم نجد الملا عمر وابن لادن خارجين من جحر بلا خدش.

أما السناريو الثانى ان يكون دك صاروخى مركز من البحر والجو بطائرات البى اتنين وخمسين والبى اتنين وهى قاذفات نوويه طويلة المدى تمون فى الجو صنعت فى فترة الحرب الباردة بين روسيا وامريكا قدرتها التدميريه عالية الكفاءة ولاسيما اذا حددت لها الاهداف بدقة قبل القذف ورفض الرئيس هذه الفكرة ايضا لانها شبيهة بنفس طريقة كلينتون فى التعامل مع القاعدة.

أما السيناريو الثالث الذى وافق عليه الرئيس فهو ما سبق بالاضافة الى قوات على ارض الواقع وهنا كان التحدى الكبير فا افغانستان بلد من العصر الحجرى وطبيعة ارضها ووعورة مدقاتها الجبلية لاتسمح بوجود قوات تقليدية كاا لدبابات وحاملات الجنود وكان خسارة الروس منذ قرنين لنفس هذا السبب وهنا جاءت فكرة الاستعانة بالجواسيس - لرشوة زعماء القبائل وهم فى الواقع قطاع طرق - وقوات الكوماندوز للعمليات الخفيفة ولتوجيه الطائرات بدقة الى الاهداف الحيوية اما القوات التى ستدخل المعركة وستحارب هى قوات التحالف الشمالى الافغانستانى الذين هزموا من طلبان سابقا وليس عندهم مال ولا عتاد وقد اعطاهم فرانك تعهد بالمساعدة الامريكية واعطاهم حقائب مليئة بالدولارات ووعدهم بمبالغ اخرى فى حالة فوزهم بالاطاحة بطلبان ولقد كانت فكرة جهنمية لأنهم  اعلم بشعاب المنطقة.

   فى يوم اتنين وعشرين ديسمبر سنة الفين وواحد انتهت الحرب فى افغانستان واطيح بطلبان وسقطت كابول ومزار الشريف وتم تسليم السلطة لحميد كرزاى وهو افغانستانى من قبيلة عريقة ودارس بانجلترا وعميل من الحجم التقيل للسى اى ايه  .

   كانت تكلفة هذه الحرب لاتوازى ثمن نقل كتيبة دبابات امريكيه الى افغانستان  ناهيك عن تعرض الجنود الامريكان للخطر وهى حرب ورقية هرب فيها الملا عمر واسامة فى جنح الليل على متروسيكل الى احد المغارات ... كانت حرب بين لاعب مصارعة وفار. 

كان تعاون باكستان حيوى وضرورى ولاسيما ان باكستان كانت معترفة رسميا بنظام طلبان الافغانى وايضا لأن بكستان دولة مسلمة وطبيعة التلاصق الجغرافى بين البلدين وترابط القبائل البدوية على الحدود النائيه كان يضع رئيس لم يختبر بعد مثل الجنرال مشرف فى وضع خوف وعدم ارتياح.

لتليين مشرف تعهده كولن باول فهم على ما يبدو اصدقاء فكل من الرجلين خريج كلية الحرب الامريكية وكل من الرجلين وصلا  لااعلى المناصب العسكرية فى بلديهم والان بول كوزير خارجية امريكا ومشرف كرئيس باكستان فا التعامل بينهم لم يكون على اساس دبلوماسى ممل ولكنه بالفعل تعامل بين رجلين عسكريين لهم اهداف مشتركة فكانت الفطيرة التى قدمها باول لمشرف وهى زيادة المساعدات الاقتصادية وتزويده بطائرات الاف ستاشر التى رفضها الكونجرس منذ زمن بسبب امتلاك باكستان قنابل نووية رغم انف امريكا - هذه القنابل  ليست من الحجم الثقيل ولكنها تستطيع الرد على الهند فالصراع بين الهند وباكستان صراع بين بلدين من العالم الثالث انتهى بامتلاك كل منهما سلاح نووى - وايضا بتعهده بانصاف امريكا فى حربها على الارهاب سيكون نظامه فى مأمن من آية قلاقل داخلية يستطيع السى اى ايه من افتعالها فى اية لحظة يشاء .

كانت الفطيرة لذيذه وانضم مشرف الى الحلفاء وفتح موانيه وغلافه الجوى لامريكا وكانت باكستان نقطة انطلاق والتقاء للعمليات العسكرية التى اطاحت بطلبان وفتت القاعدة داخل افغانستان.

لاشك ان مشرف اكتسب احترام العالم لأنه فكر وتحرك مع العالم فى الاتجاه الصحيح فى حربه ضد الارهاب ودعاه الرئيس بوش لزيارة الولايات المتحدة وقوبل بااحترام وحب من الشعب الامريكى واعضاء الكونجرس لأن موقفه فعلا موقف رجل جاد  .

   وبانتهاء الحرب فى افغانستان تنفس بوش الصعداء فالضغط الشعبى قد خفت حدته ونسبة رضاء الشعب عنه قد ازدادت ولكن شهية المصارع الامريكى مازالت مفتوحة ورغبته فى تنضيف العالم من الفئران الضالة مازالت متاججه وبنظرة بسيطة الى خريطة العالم لانجد الا نظامين خارجين عن اوامر العالم الجديد هما شمال كوريا والعراق.

وطالما ان القيادة المركزيه قد وضعت ارجلها فى المنطقة فما المانع من خلع صدام بالمرة وتكون الجهود العسكرية اسهل طالما ان شهية الانتقام مازالت موجوده والحلفاء مصر والسعودية والاردن  والخليج فى حالة اتفاق اما شمال كوريا فموعدنا معها حينما تحين الظروف فهى على خريطة التنظيف ان طال الزمن او قصر هكذا فكر شينى ورامسفيلد ولسبب ما او لااخر اقتنع بوش بالفكرة وبدأ التجهيز لغزو العراق.

 

.....................................................................................

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية