مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

 أستك منه فيه

بقلم غريب المنسى
.......................

ولايهمك ياعبدو

على مايبدو أن حبيب العادلى قبل أن تدور به الدوائر كان فعلا قد شكل فرقة سرية أطلق عليها بخفة دمه المعهودة " فرقة أستك منه فيه" هذه الفرقة وفكرتها الجهنمية تقوم على تدريب وتسليح مجموعة مميزة من جنود الشرطة حتى يتم الاستفادة من خدماتهم والتى لاتستطيع الشرطة النظامية القيام بها فى عصر الاتصالات والرقابة الدولية والاعلامية. فقمع المظاهرات بالشرطة النظامية لم يعد سهلا أو مستحبا كما كان فى الماضى , فالدول والأنظمة القمعية الآن أصبحت وبفضل ثورة الاتصالات والحرية المفروضة بالقوة تئن تحت رقابة الاعلام المحلى والدولى وهناك التهديد الدائم بجرائم الحرب التى ستوجه لمن يستخدم القوة المفرطة فى حق المدنيين العزل.

من السهل علينا أن نتفهم طبيعة عمل هذه الفرقة التى احتارنا فى معرفة تكونيها بعد قيام الثورة فى مصر وتنظيمها الدقيق وخروجها لمشاكسة مظاهرات محددة فى توقيتات محددة بمهام محددة , وخبرتها الفائقة فى استخدام الأسلحة والسيوف والخناجر والقنابل محلية الصنع امعانا فى التمويه.

الفكرة بسيطة للغاية فبدلا أن تلبس هذه الفرقة ملابس الشرطة الرسمية لتقوم بمهامها الرسمية نجدها تتحرك بالملابس الكجول وتتوه فى الزحام بعد كل مصيبة .. وكالعادة يوجه الاعلام التايه أصابع الاتهام للبلطجية الحقيقيين الأبرياء . وليس صعبا علينا أن نستنتج الى أن كل الأسماء التى أطلقت على هذه العصابة الحكومية من فلول ولهو خفى وما الى ذلك هى أسماء حكومية سربتها الدولة البوليسية لرجالها فى الاعلام حتى يتم تتويه الناس والمتابعين والمجتمع الدولى لما يحدث فى الخفاء .

وهنا يبرز سؤال مهم : هل بلطجية مصر أصحاء ومنظمين ومدربين على استعمال السلاح بهذه الحرفنة؟!! معلوماتى أن البلطجية عندنا يعانون من أمراض مزمنة وادمان وغير متحدين بالمرة .

اذا اتفقنا على أن هذا الافتراض صحيحا على الاقل من الناحية المنطقية , فسيكون من السهل علينا أن نفهم سياق الأحداث الداخلية فى مصر بصورة جيدة وأن ندرك أن جهاز الشرطة المصرى مازال قادرا على مواجهة الشعب بطرق قمعية يعاقب عليها القانون الدولى والمحلى , وأن كل الجرائم التى ارتكبت بعد الثورة وكل القتلى والمصابين والمعوقين تم ابادتهم بفعل فاعل مدرب تدريب حكومى وأن التسيب الأمنى مقصود , هذا الفاعل الحكومى يضحك على العالم وأقماره الصناعية وأجهزة مخابراته واعلامه بفكرة محلية بسيطة جدا .. تشبه فكرة تدمير خط برليف المنيع بخراطيم المياه المضغوطة.

هناك نظريات أمنية فلسفية مختلفة منها ماهو نظرى ومنها ماهو واقعى وعملى , فالشرطة عموما فى كل دول العالم تستخدم الاسلوب الميكافيللى فالغاية لديها تبرر الوسيلة , واستقرار الدولة وحماية مؤسساتها هو الهدف الأسمى لأى جهاز أمن داخلى , وهناك مدرسة فلسفية نظرية تؤمن بحق المتظاهرين فى التظاهر وتكسير مايمكن تكسيره هذه المدرسة يؤمن بها الحالمون دائما بالديموقراطية الورقية الموجودة فى الكتب والخيال الرومانسى الثورجى المتسربل بالنقاء.هذه النظرية الأخيرة تستخدمها الحكومات الغربية فى الضحك على الأبرياء المتعطشين للديموقراطية وغير قادرين على فهم أن الديموقراطية لها أنياب قانونية أشرس من الديكتاتورية!! والحكاية بكل بساطة أن هناك شبه اتفاق عالمى غير معلن وهو : على أجهزة الأمن أن تتخذ مايمكن لها من اجراءات للسيطرة على التجمعات الثائرة شريطة الا تكون هناك قرينة أو أدلة مادية واضحة تستخدم ضدها فى المحاكم وتقع تحت طائلة القوانين.

فى الولايات المتحدة مثلا فى كل عام تدفع الحكومات المحلية مبالغ طائلة كتعويض لمواطنين أبرياء تعاملت معهم الشرطة باستخدام القوة غير المبررة, هذه الحالات تمثل عدد قليل جدا من مجموع الحالات التى تستخدم فيها الشرطة ذراعها القوى ضد المواطن , وأصحاب الحالات اللذين فازو بالتعويض كانوا محظوظين الى حد ما لأن أحد المارة قام بتصوير المشهد. ففى كل حالة يتم تصويرها واثباتها هناك لايقل عن عشرة حالات تتم فى الخفاء بدون اثبات.

واضح جدا أن هؤلاء البلطجية يظهرون دائما عندما يقوم المتظاهرين بمحاولة اقتحام وزارة الداخلية أو مجلس الشعب وأخيرا وزارة الدفاع , وواضح جدا أنهم بلطجية وطنيون نذروا أنفسهم للدفاع فقط عن كل المؤسسات السيادية التى تمثل هيبة الدولة !! ونحن سعداء لأن مستوى تفكير البلطجى لدينا وحسه الوطنى مرتفع جدا حتى عن نظيره البلطجى الغربى .. وتحياتى للبلطجية الوطنيين.

قد يتساءل البعض عن موقف كاتب هذه السطور فى موضوع استخدام البلطجة الحكومية فى قمع الاعتصامات الموجهة للمصالح الحكومية التى تشكل عصب الدولة ؟

قبل أن أجيب على هذا السؤال لابد أن تضع فى اعتبارك نقطة مهمة جدا وهى أن تعريف الدول الفاشلة والرخوة مازال يؤكد بعد عصر الديموقراطية على أنها الدول التى لايوجد بها حكومة مركزية قوية تحافظ على هيبة الدولة وأن هذا التعريف لم يذكر من قريب أو بعيد طبيعة هذه الحكومة المركزية هل هى ديموقراطية أو ديكتاتورية!!

فهل نحن مع الدولة الفاشلة ؟ أم الدولة الناجحة حتى بعيوبها ؟ هذا هو السؤال ..


 


06/11/2014

مصرنا ©

 

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية