مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الامريكية عن المركز الامريكى للنشر الالكترونى .. والاراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها
............................................................................................................................................................

 
 

الامريكان قادمون -2
...............................................................

بقلم :غريب المنسى
......................

ستة رجال وسيدة شاءت الأقدار أن يكونوا فى قمة المسؤليه عشية الهجوم الارهابى يوم - الحادى عشر من سبتمبر سنة الفين وواحد -  على الولايات المتحدة الامريكية .. من المهم أن نعرف أين كانوا وقت الحادث وماذا دار فى خلدهم وقت الحادث وبعده ؟ من المهم ان نعرف لأن ذلك سيساعدنا كثيرا فى فهم خلفيات أكبر حدث تاريخى ربما سيكون الأهم فى القرن الواحد والعشرين .. الا وهو الحرب على الارهاب.

 لكل شخص منهم  خلفية مختلفة وطريقة تفكير مختلفة طبقا لمنصبه ..   

 كان الرئيس الامريكى جورج بوش فى زيارة لمدرسة ابتدائيه فى ولاية فلوريدا حينما اخبرة مدير مكتبه بالحادث.... لم يقطع الرئيس قراءة القصة الى الاطفال بل استمر فى القراءة ولكن عقله ذهب الى الا نهايه... من المسؤل ؟ وكيف حدث ؟ وكيف سننتقم؟

أما نائب الرئيس ديك شينى فقد كان فى مكتبه يمارس عمله المعتاد واضطرت الحراسة الرئاسيه الى ان تنقله الى غرفة عمليات الطوارىء فى مكان غير معلوم ليكون فى وضع امن لادارة الامور تحسبا لااى مكروه قد يحدث للرئيس او اى اعتداء اخر فحتى هذه اللحظات كان الاحساس العام باانه سيكون هجمات اخرى .

وحينما علم كولين باول بالانباء وقد كان فى زيارة لامريكا الجنوبيه عاد على الفور الى واشنطن فهو المكان المناسب فى مثل هذه الظروف فهو كرئيس سابق لهيئة العمليات العسكريه الامريكيه يعلم جيدا ان بلده فى حالة حرب وفى حاجة ماسة الى تفكيره المنتظم الان كوزير للخارجيه.  

ولكن دان رامسفيلد نزل الى الجانب المدمر فى البانتجون واخذ فى المساعدة فى حمل الجرحى وقد كان هو المسؤل الوحيد الذى لم يذهب الى مخباء لأن مكتبه ووزارته تعرضت لهجوم مباشر وكانت اول عبارة نطق بها بن لادن الكلب وصدام الحقير .

أما كندليزا رايس مستشارة الامن القومى حينذاك فلقد كانت فى شقتها وحيدة فى واشنطن فهى غير متزوجه وعندما ذهبت مسرعة الى البيت الابيض حملتها الحراسة الى مخباء ديك شينى وظلت هناك حتى استقرت الامور نسبيا وعاد الرئيس فى نفس الليلة الى البيت الابيض واستضافتها زوجة الرئيس فى استراحة الرئيس الخاصة وامضت الليلة معهم.

قفز جورج تنت الى سيارته وذهب على الفور الى مكتبه فى السى اى ايه ... فقد كان فى فطورعمل فى احد فنادق واشنطن مع سيناتور صديق .. جرى وهو يعلم أن اصابع الاتهام سوف توجه الى جهازه وعجزه عن التنبوء بهذا الهجوم..  لذلك اراد ان يكون فى وضع استعداد اذا ما سئله الرئيس عما حدث اجتمع بكبار مستشاريه .. وتوصلوا بسرعة جبارة الى أن الهجوم من صنيع القاعدة  .

وفى أثينا كان تامى فرانك عائدا لتوه من شراء بعض الجبن  والزيتون اليونانى الشهير وعندما دخل عليه حرسه الشخصى ليخبره بالهجوم اضطر لأن يصعد الى سطح الفندق ليتصل بمركز قيادته فى تامبا بفلوريد ... فقد تستغرق عملية الانتظار لنقل اجهزة الاتصال عن طريق القمر الصناعى  الى غرفته ساعات ... ولكنه استطاع أن يجعل من سطح الفندق مركز عمليات سريع حتى تستقر الامور وكانت أوامره محددة لقيادته التى تشمل وسط اسيا والشرق الاوسط وشرق افريقيا- خمسة وعشرون دولة - أولا ان يتم تامين السفارات الامريكيه والرعايا الامريكان فى منطقة سيطرته... ثانيا أن ينفض الغبار عن الخطه الخاصة بااطاحة طالبان وأن تكون القوات المطلوبه جاهزة للتحرك اذا ماأمر الرئيس والملاحظ انه كان يعطى أوامره بالبيجاما.

 كانت ليلة الهجوم هى ليلة التخبط الكبرى وكان لكل شخصيه تصور مختلف الى ان اجتمع الرئيس بوزارته فى اليوم التالى بحضور كندليزا رايس وفى هذا الاجتماع ظهر بوضوح الاتفاق التام بين شينى ورامسفيلد على الاطاحة بطلبان وصدام حسين فى حين التزم باول بفكرة الانتقام من طلبان فهى ليست دولة تشجع الارهاب فحسب ولكنها عبارة عن دولة ارهابيه فطلبان تسيطر على حوالى ثمانين بالمائه من افغانستان والقاعدة تتخد منها مركز فهو لم يجد اية علاقة بين صدام والقاعدة على الاقل فى هذه الساعات الاولى من الهجوم اما الرئيس فكان يستمع الى الاراء وان كانت حركات جسده تدل على الموافقه المبدئيه على فكرة باول.

 العلاقه بين رامسفيلد وشينى ليست علاقة عاديه ولكنها علاقة من نوع شديد الخصوصيه ترجع الى ايام ان تبنى رامسفيلد - وقد كان سيناتورعن شيكاغو- لشينى واعطاه فرصة للعمل بمكتبه فى واشنطن وقد كان شينى خريج جديد من الجامعه شديد الطموح وحينما اختار الرئيس جيرالد فورد رامسفيلد  ليكون مدير مكتبه انتقل شينى ليعمل بالبيت الابيض معه ثم عاد الى مسقط راسه -وايومنج- ليصبح  عضو  كونجرس عن ولايته وحينما اختار ريجان رامسفيلد ليكون وزير دفاعه كان شينى عضو مميز بالكونجرس ثم انقلبت الامور ليصبح شينى وزيرا للدفاع فى عهد بوش الاب وحينما نجح شينى فى الانتخابات واصبح نائب رئيس رشح اباه الروحى رامسفيلد ليكون وزيرا للدفاع للمرة الثانيه فى عهد بوش الابن.

 كل من الرجلين فى فترة ما او اخرى عملا فى مجلس ادارة اكبر شركات البترول والتسلح الامريكيه كا اعضاء مجلس ادارة بمرتبات تتجاوز العشرة ملايين فى السنه وتبلغ ثروة رامسفيلد حوالى خمسون مليون دولار جمعها خلال وقته الضائع مابين خروج نيكسون من الرئاسة وعودته الى وزارة الدفاع فى عهد بوش الابن اما ديك شينى فلقد حصل على مكافاءة انتهاء الخدمه فى شركة بترول حوالى خمسة واربعين مليون دولار وكانت خدمته لاتتجاوز العامين!! ومن الغريب ان هذه الشركة واسمها هيلبرن قد حصلت وبدون مناقصة على عقد بسبعين مليار دولار من الحكومة الامريكيه بعد غزو العراق لتحديث قطاع البترول العراقى وقد اثارت ضجه فى حينها.

كانت حصيلة الافكار حول طاولة الاجتماعات فى غرفة عمليات البيت الابيض فى ذلك اليوم تتلخص فى ان الرئيس وباول وجورج تينت مع فكرة غزو افغانستان والتخلص من طلبان وتدمير القاعدة بااسرع وقت ممكن لأن الشعب الامريكى يطلب الثار اما رامسفيلد وشينى كانا مع فكرة التخلص من القاعدة وصدام حسين  فى حين ان كندليزا رايس - وهى تعلم انها بين لاعبين متمرسين - اكتفت بأن تأخذ ملاحظات لتعرضها على الرئيس فى وقت لاحق من زاوية اخرى ..فهذا من صميم عملها كمستشارة للامن القومى أما تامى فرانك وقد حضر نفس الاجتماع خلال فيديو كونفرنس من مركز قيادته فى فلوريدا قد طمئن الحضور بأن رد فعل الولايات المتحدة على طلبان والقاعدة سيكون بالحجم والسرعة والنجاح الذى يتمناه رجل الشارع الامريكى وانه جاهز للتنفيذ اذا ماأمر الرئيس ... وهنا ظهرت على وجه الرئيس بوش لأول مرة بعد الحادث ابتسامة اطمئنان وارتياح.

 

.....................................................................................

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية