مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

 المعونة وأيامها

 

المشير

 

بقلم : غريب المنسى
........................


وصفت الصحف الأمريكية واقعة التحفظ على السيد سام لاهود الرئيس العام لمؤسسة الديموقراطية الدولية فى مطار القاهرة قبل المغادرة الى دبى بأنه عمل من أعمال "قلة الأصل" من الجانب المصرى , فالرجل ذهب لينشر الديموقراطية فكيف تعامله الأجهزة الرقابية على أنه ديموقراطى سفلى!! ولأنه أبن وزير المواصلات الأمريكى ومسنود من جهات سفلية يهمها جدا نشر الديموقراطية السفلية فى الدول الاستيراتيجية فقد اهتم الرئيس براك أوباما بمشكلته هو وجميع الأمريكيين المحتجزين معه بقرار من النائب العام فى مصر للاستفسار عن نشاطهم بصفة رسمية,وخاطب أوباما المشير طنطاوى تليفونيا بلهجة عنيفة وهدده بقطع المعونات الأمريكية لمصر لهذا العام وأن الكونجرس سيدرس موضوع المساعدات لمصر والمقدر حجمها ب 1.3مليار دولار سنويا, وسيكون حجم المساعدات مرتبط تماما بقدرة المصريين على "تكبير دماغهم" فكلما زاد التسامح والانبطاح من الجانب المصرى كلما زادت المعونات, وحتى لو انبطح المصريون تماما فمبلغ المساعدة الاقتصادية لن يتعدى سقف ال 1.3مليار دولار ولكنه قد ينقص بطريقة طردية لو أن المصريين فكروا فى التصرف على أنهم دولة مستقلة ذات سيادة وليست وكالة بدون بواب.

أعرف تماما بأنك كقارىء شهم ستقول : أنى حقا اعترض" أحا" ولكن دعنى أوضح لك الجزء الناقص من الصورة حتى نتعرف على الطريقة الامريكية " العيالى" فى ادارة شؤونها الدولية الخارجية , فعملية قطع المعونات عن مصر - أو كل الدول التى تتلقى مساعدات من أمريكا عدا اسرائيل - أو نقصها هى جزء من خطة أمريكية شاملة لتقليص العجز فى ميزان مدفوعاتها , فالوضع الاقتصادى فى الولايات المتحدة بعد عشرة سنوات من الحروب وصل الى حد مخيف , وأن هذا التهديد سيكون مستمرا سواء طبقت مصر الديموقراطية أو لم تطبقها , وأن عملية التهديد المتكرر لايمكن تحليلها خارج سياقها الصحيح : الولايات المتحدة كالتاجر المفلس الذى يعيش فى ذكريات الماضى وأيام العز الذى ولى ولربما الى غير رجعة!!. وبالتالى فتهديد أوباما للطنطاوى يمكن وصفه بأنه أسطوانة مشروخة لم تعد تتلائم مع معطيات الواقع الدولى فمصر ورطت نفسها فى تلقى مبلغ مساعدات عسكرية وعينية وكانت ومازالت فى الواقع تقدم خدمات استيراتيجية لاتقدر بثمن!!.

الكونجرس الأمريكى قلص ميزانية الدفاع بدرجة كبيرة وتصل 259 بليون دولار خلال الخمس سنوات القادمة وقطع من الرواتب والمعاشات والتأمينات الصحية للمتقاعدين وللعلم ميزانيه الجيش الأمريكى الحالية 181 بليون دولار سنويا . وعملية ضغط الأنفاق هذه ستؤدى الى تقليص حجم الجيش الأمريكى فمثلا : قوة الجيش الأمريكى الضاربة تتكون من 43 لواء ستنكمش الى 32 لواء عامل فقط وهذا تسريح لمايزيد عن 82 ألف جندى ومشاة البحرية ستتخلص من 20 ألف جندى,وسلاح الجو سيوقف استعمال 24 طائرة نقل عملاقة من طراز "سى-5 أيه" وحوالى 65 طائرة من طراز "سى – 130" ولن يجدد أى من الطائرات المقاتلة الا بدفعة محدودة من طراز" اف35" ولن يضمها للخدمة الا فى المستقبل القريب عندما تتحسن الظروف الاقتصادية , وأما سلاح البحرية سيحتفظ بكل حاملات الطائرات الحالية وعددها 11 حاملة طائرات ولكنه سيحيل للتقاعد 7 سفن قتالية ضخمة قبل أن يحين موعد تقاعدها بسبب ضغط المصروفات وستلغى مؤقتا عمليات التعاقد على شراء سفن جديدة وغواصات كان بدأ فعلا الاتفاق عليها مع المصانع المنتجة.

طبعا كلكم تعرفون أن السلاح الأمريكى الذى يعطى على سبيل الصدقة لمصر والأردن أو على سبيل امتصاص الدخل القومى للسعودية والخليج لن يستخدم فى أى حرب لن ترضى عنها الولايات المتحدة هذا فضلا عن أنه مبرمج ببرامج الكترونية يمكن التشويش عليها ويمكن تعطيلها أى أنه سلاح محدود الامكانيات فضلا عن أنه قديم, لذلك فالقادة الوطنيين دائما مايستخدمون وسائل بدائية يدوية فى المناورات فى تحديد الاهداف بدلا من الاعتماد على التكنولوجيا الموجودة والتى قد تكون خادعة وقت الجد.

وهذا سينقلنا الى أسئلة مهمة جدا : متى ستتوقف الولايات المتحدة عن التهديد بقطع المعونات؟ وهل المعونات فعلا من الأهمية بحيث تجعلنا نبتلع الاهانة كلما " زعل أوباما مع زوجته" وهددنا بقطعها؟ وهل هذه المعونات من دولة صديقة تريد أن تعلمنا الديموقراطية وتتمنى لنا الخير كما تزعم أم هى وسيلة ضغط على مقدراتنا؟ وهل يمكننا الاستغناء عنها تماما والاعتماد على مصادر أخرى فى التسليح ولاسيما أن العصر الأمريكى بدأ فى التقهقر للخلف؟ ومتى وأين سيعود الينا الكبرياء القومى ونرد على الاهانة باهانة دون توريط أنفسنا فى حرب؟

الاجابة على كل هذه الأسئلة هى فى ثلاث كلمات: نريد زعيم قوى

والرد العملى على التهديد الأمريكى المستمر بقطع المعونات يمكن وبهدوء شديد وابتسامة صافية زيادة رسوم العبور فى قناة السويس فقط 15% وهذا التصرف يقول لأوباما بكل تقة فى النفس "يلعن أبوك وأبو المعونة" .

أما بالنسبة لوقف والتحقيق مع أى زائر لمصر أيا كان هذا الزائر فهذا حق سيادى أصيل ومن لم يعجبه عليه الايزور مصر ويذهب لمكان آخر لبيع ديموقراطيته!!

 


06/11/2014

مصرنا ©

 

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية